بالصور| قصة المصنع الملكي للنسيج في إسبانيا الذي تأسس قبل 300 عام.. دمج التراث بتقنيات العصر

منذ 9 أشهر 98

مصنع النسيج الملكي الإسباني، هو مصنع تاريخي شهير ورائد في مجال تصنيع المنسوجات وترميمها. تأسس في القرن الثامن عشر على يد الملك فيليب الخامس، ويضم المصنع مجموعة كبيرة من المفروشات والسجاد التصميمات التي تدمج تقاليد الحرف اليدوية والتصميم المعاصر.

يقع المصنع في شارع هادئ وسط مدريد، ويعد مبنى المصنع أيضاً أحد المعالم المعمارية الأكثر شهرة في مدريد ويتميز بتصميمه المعماري الجذاب على الطراز الفني "المدجن الجديد" neo-Mudejar، وهو نتاج للتعايش الذي كان قائماً في العصور الوسطى بين المسلمين والمسيحيين في تلك المنطقة.

جميع القطع التي ينتجها المصنع، من سجاد ومفروشات، يتم نسجها يدوياً بالكامل. ويحافظ النساجون المحترفون على المعرفة القديمة بتقنيات النسج التقليدية، بالإضافة إلى معرفتهم الواسعة في الرسم والأصباغ وتاريخ الأنسجة.
وقد تستمر مدة تعليم هذه الحرف اليدوية لأكثر من عشرين عاماً، كي يُلم الحائك بجميع التقنيات.

وتتعايش هذه المهنة التقليدية مع أحدث التقنيات في عمليات ترميم المنسوجات بشكل خاص. حيث نجد خيوط الصوف بجميع ألوانها والبكرات وعجلات الغزل الخشبية العتيقة، جنباً إلى جنب مع تقنيات أكثر حداثة مثل كاميرات الدقة العالية والمجهر الرقمي لتحليل الأضرار التي وقعت بالأنسجة ومعدات لتحليل الألوان.

ترميم المنسوجات

يعتبر مصنع النسيج الملكي الإسباني مرجعاً رئيسياً في ترميم وصيانة المنسوجات في أوروبا ويفتخر بواحدة من أهم أرشيفات ومكتبات النسيج في العالم، كما يضم فريقاً من المرممين المؤهلين من المدارس الرسمية مثل تلك الموجودة في مدريد ، من بين مدارس آخرى، مع تخصصات في المنسوجات والوثائق البيانية والرسم. ويعملون أيضاً مع خريجين في حفظ التراث وترميمه من كليات الفنون الجميلة، وخريجون في تاريخ الفن وترميم المفروشات والسجاد. 

ويسمح هذا التنوع الكبير في التخصصات القيام بمشاريع ذات تعقيد كبير يمزج بين عدة التقنيات، مثل الأقمشة المطلية والمطرزة والملابس المدنية والدينية.

ويفتخرالمدير العام للمصنع، أليخاندرو كليكر دي إليزالدي، بالطبيعة المستدامة للمصنع، التي تشمل تدابير مثل إعادة تدوير المياه المستخدمة في الأصباغ أو قطع الصوف الصغيرة وحتى أو نظام اإلضاءة الباردة ، مما سمح

ويقول: "المنتجات الوحيدة التي نعمل بها هي الحرير والصوف والقطن والكتان، كل شيء يُعاد تدويره، كل شيء له استخدام مزدوج".

تلقى المصنع مؤخراً واحدة من أكبر طلباته، وهي 32 قطعة نسيج لقصر دريسدن في ألمانيا، تبلغ قيمتها أكثر من مليون يورو وتوفر العمل لمدة تصل إلى خمس سنوات، وفقًا لكليكر دي إليزالدي.

 منذ إنشائه يلعب المصنع الملكي دوراً أساسيا في الحفاظ على تراث النسيج الإسباني وبصورة خاصة تلك التي تشكل الإرث التاريخي للبلاد. كل قطعة هي عبارة عن لوحة فنية دقيقة، تستغرق عدة أسابيع أو أشهر من العمل لكل متر مربع.

وعادة ما يبدأ النسيج بـ "رسوم كاريكاتورية"، على الورق أو القماش،يتم تتبعها لاحقًا بخيوط تسمى "السداة" قبل نسجها. 

ومن أبرز الفنانين الذين عملوا في مصنع النسيج الملكي الإسباني، فرانسيسكو غويا الذي ازدادت شعبيته نتيجة تكليفه برسم الصور الشخصية للنبلاء، بالإضافة إلى الرسوم الكاريكاتورية المستوحاة من الحياة اليومية، التي اُستخدم العديد منها لتزيين قصرين من القصور الملكية الإسبانية.