باريس "طلعت ريحتها"... النفايات تتراكم والجرذان تسرح وتمرح في مدينة الأنوار بسبب الإضراب

منذ 1 سنة 174

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 14/03/2023 - 18:06

أكوام القمامة تتكدس في شوارع العاصمة باريس بسبب إضراب عمال النفايات

أكوام القمامة تتكدس في شوارع العاصمة باريس بسبب إضراب عمال النفايات   -  حقوق النشر  AP Photo

تخيل نفسك جالساً في شرفة مطعم باريسي، مستمتعاً ببداية الأجواء الربيعية الدافئة في مدينة الأضواء، ولكن، أمام كومة هائلة من القمامة المتراكمة النتنة! 

هكذا يبدو المشهد في العاصمة الفرنسية بسبب إضراب عمال جمع النفايات منذ السادس من آذار / مارس الجاري، احتجاجاً على مشروع تعديل قانون التقاعد الذي تقوده حكومة الرئيس ماكرون.

لكن ذلك لا يمنع السكان أو السياح من الجلوس في المطاعم والمقاهي، على سبيل المثال في شارع مونتورغوي الذي يعج بالحياة في قلب باريس، حتى لو كانت أمامهم "تلال" من أكياس النفايات يزيد ارتفاعها يوما بعد يوم وبدأت تصبح أطول من قامة رجل بالغ.

في أحد المطاعم تجلس السيدة أفيا ساميوس مع والدتها بالقرب من كومة قمامة ضخمة. تقول أفيا: "إنه أمر مثير للاشمئزاز، الجرذان في كل مكان". وتضيف أنها رأت أشخاصًا لم يعودوا قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب أكوام النفايات. أما والدتها فتعلق قائلة: "ما بدأ يزعجني هو الرائحة".

"إنه أمر مروع"، تهتف بائعة في أحد المخابز، فيما تبدو عليها علامات الغضب واضحة. "هل تدركون ماذا سيحصل لو دخلت هذه الآفات في المعجنات؟"

وفقا لبلدية باريس، ظلت حتى يوم الثلاثاء (14 آذار / مارس) نحو 7000 طن من النفايات ملقاة في الشوارع، دون أن يتم جمعها وإزالتها. وتلال النفايات باقية وتتمدد وآخذة بالارتفاع يوما بعد يوم!

تكدس النفايات بهذا الشكل فاقم من مشكلة قديمة تعاني منها مدينة الأضواء منذ وقت طويل: الجرذان… 

فالقمامة الملقاة في الشوارع تعتبرها الجرذان مرتعا لها ومكانا ممتازا للبحث عن الغذاء. حسب موقع بوليتيكو، يوجد مقابل كل إنسان من سكان المدينة بمعدل 1.5 إلى 1.75 جرذاً، مما يجعلها من أكثر المدن الموبوءة بالجرذان في العالم.

ويُذكّر موقع بولتيكو بالبيان الذي أصدرته أكاديمية الطب الفرنسية العام الماضي، محذرة فيه من المخاطر الصحية التي تشكلها الجرذان والأمراض التي قد تنقلها للبشر.

أما الشاب غويوم مانييه، وهو أحد سكان شمال باريس، فيقول إن "منظر أكياس القمامة ليس منظرا ممتعا، لكن هذا هو الغرض من الإضراب"، حسب ما صرح لموقع بوليتيكو. لكن الشاب ذا الـ 28 عاما يقول إنه ليس قلقا من موضوع الجرذان، لأنها أصلا منتشرة بشكل كبير في المدينة. ويتابع: "لن تبدأ الجرذان بتشكيل عصابات ومهاجمة البشر. لكنها عندما تخرج وتظهر، فإنها قد تحدث صدمة."