باحثون: مصنعو حليب الأطفال يستخدمون استراتيجيات تسويقية مخادعة حتى يعرقلوا الرضاعة الطبيعية

منذ 1 سنة 208

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 09/02/2023 - 20:31

 وفقًا لسلسلة من الدراسات التي نشرتها "ذي لانست" يوم الثلاثاء، فإن أقل من نصف الرضع والأطفال الصغار يرضعون رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الستة الأولى من العمر.

وفقًا لسلسلة من الدراسات التي نشرتها "ذي لانست" يوم الثلاثاء، فإن أقل من نصف الرضع والأطفال الصغار يرضعون رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الستة الأولى من العمر.   -  حقوق النشر  Bob Edme.

اتهمت ثلاث دراسات نشرت في المجلة العلمية "ذي لانسيت" يوم الثلاثاء 7 فبراير/شباط، مصنعي حليب الأطفال باستخدام استراتيجيات تسويقية خادعة لعرقلة الرضاعة الطبيعية. ودعا الباحثون إلى ضرورة اتباع قواعد أكثر صرامة.

يشهد العالم تناقصا متزايدا في أعداد النساء اللواتي يرضعن أطفالهن. وفقًا لسلسلة من الدراسات التي نشرتها المجلة يوم الثلاثاء، فإن أقل من نصف المواليد والأطفال الصغار يرضعون رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الستة الأولى من العمر، على الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية.

 يتهم الباحثون مصنّعي حليب الأطفال بأنهم وفي سبيل الترويج لمنتجاتهم، يعرقلون الوصول إلى المعلومات الموضوعية. ودعوا إلى إبرام اتفاقية إطارية بشأن تسويق المنتجات الغذائية المخصصة للرضع والأطفال.

ضغوط على مهنيي قطاع الصحة

تصل مبيعات حليب الأطفال إلى ما يقرب من 55 مليار دولار كل عام. ينفق المصنّعون 3.5 مليار دولار سنويًا على الإعلانات. ونتيجة هذه العمليات التسويقية تؤدي، حسب هذه الدراسات، إلى تراجع الرضاعة الطبيعية.

وفقًا للخبراء، فإن "الرضاعة الطبيعية تعزز النمو الصحي للمخ وهي ضرورية لتفادي سوء التغذية والأمراض المعدية والوفيات، كما تساهم في تقليل مخاطر السمنة والأمراض المزمنة لاحقًا".

وفقًا لـ"ذي لانسيت"، فإن المنصات الرقمية تساهم بشكل كبير في  توسيع نطاق وتأثير هذا التسويق، إضافة إلى التحايل على الاتفاقية الدولية لتسويق بدائل لبن الأم، والتي وضعتها جمعية الصحة العالمية في عام 1981 لتنظيم مثل هذه الممارسات التجارية. كما يستعين المصنعون أيضًا بمهنيين صحيين للترويج لبدائل حليب الأم.

"نظام تأثير متعدد الأوجه ومعقد"

وتتم هذه الممارسات في دولة عديدة من بينها فرنسا. حيث  أعربت سوزان جراسويل، وهي طبيبة أطفال في باريس عن أسفها لنقص المعلومات بين العاملين في المجال الصحي وعامة الناس بشأن هذه المسألة. وتقول الأخصائية  أنه تم بالفعل "الضغط عليها للترويج لمنتجات صناعية على حساب الرضاعة الطبيعية".  

وتذكر جراسويل "كل التداريب والمؤتمرات والندوات والمجلات الخاصة بأطباء الأطفال التي ترعاها المختبرات للترويج لحليب الأطفال" وتضيف الطبيبة: "في كل مكان يذهب إليه أطباء الأطفال يوجد إعلانات تروج لحليب الأطفال".

لهذا تدين الدراسة "نظام تأثير متعدد الأوجه ومعقد، يتلاعب ويستغل العواطف والمعلومات العلمية بهدف إعادة تشكيل المعايير والقيم الفردية والمجتمعية والطبية".

 ويقول الباحثون إن هذه الاستراتيجية التجارية "تنتهك حقوق الإنسان للمرأة والطفل وتضر بصحتهم وتضر بالمجتمع". لذلك فهم يطالبون بالتزامات سياسية واتفاقية إطارية بشأن تسويق المنتجات الغذائية المخصصة للأطفال دون سن 3 سنوات.