قال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إنّ شركة المتحدة للخدمات الإعلامية رفعت مساحة الوعي لدى المصريين من خلال إنتاجها عددًا من الأعمال التاريخية، كان آخرها مسلسل الحشاشين، مضيفًا أن هذا المسلسل بحث في جذور نشأة تنظيمات العنف والتطرف.
ولفت أديب، في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلي أن وحشية هذه الطائفة صورة مكررة من جماعة الإخوان وعدد من التنظيمات التي خرجت من عباءتها، حيث أخذت الأخيرة منها كل الأفكار فضلًا عن شكل التنظيم؛ فهناك حالة من التطابق بينهما، حيث يقوم كل منهما على السمع والطاعة والثقة.
وهو ما يؤكد، وفق ما أشار إليه الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، أنّ التنظيمات المتطرفة لها طابع عسكري ليس فقط على مستوى الأفكار التي تُحرض على استخدام العنف ولكن على مستوى التنظيمات التي تمثل حاضنة لهذه الأفكار، وهو ما يجمع الإخوان بطائفة الحشاشين، وما يجمعهما بباقي تنظيمات العنف والتطرف.
وأكد أن الشركة المتحدة نجحت في مواجهة التحديات التي وقفت أمام المصريين وبخاصة بعد عام 2013؛ فكان التوجيه بإنتاج أعمال درامية تصب في مساحة زيادة الوعي، على اعتبار أنّ هذا الوعي هو المقوم الأهم لمواجهة التنظيمات المتطرفة التي تسعى لاختطاف الأوطان، فإذا فشلت في ذلك سعت إلى تخريبها.
ولفت إلى أنّ أغلب الأعمال الدرامية التي أنتجتها "المتحدة" تُخاطب العقل والوعي وتستحث المعرفة لدى المصريين حتى لا يقعوا تحت سيطرة التنظيمات المتطرفة أو تنجح هذه التنظيمات في اختراقهم مرة ثانية؛ ولذلك الخريطة البرامجية للشركة ليست ترفيهية فقط، وإنما وازنت بين الترفيه والوعي أو جمعت بينهما.
وأكد أديب، أنّ "المتحدة" نجحت في زيادة مساحة الوعي لدى المصريين بالشكل الذي جعلهم قادرون على مواجهة الخطر في أي زمان ومكان، ولعل مسلسل الاختيار الذي قدم في السنوات السابقة بأجزاءه المختلفة كان اختبارًا حقيقيًا لهذا الوعي، ولذلك يبقى مسلسل "الحشاشين" هو امتداد للأعمال التاريخية ونتاج طبيعي للنجاح الذي قدمته هذه الشركة العملاقة على مدار سنوات النشأة.
وأنهى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة حديثة، بأنّ هناك عدد ضخم من القضايا التوعوية بخصوص خطر التنظيمات المتطرفة تحتاج إلى مزيد من التأصيل الدرامي عبر الوثائقيات؛ ولذلك الاستمرار في هذا الإنتاج بهذه الصورة ربما يصب في تفكيك أفكار هذه التنظيمات كما يؤدي إلى تفكيك التنظيمات ذاتها.