واصلت وسائل الإعلام الدولية اهتمامها الواسع بالقمة العالمية للمناخ في شرم الشيخ مع اجماع على إبراز الاستعدادت المصرية الكبيرة لاستضافة هذا الحدث الدولي الشامل، مع الإشارة إلى المشاركة الواسعة رفيعة المستوى بحضور أكثر من مائة من قادة وزعماء العالم وسط توقعات بأن تكون نتائج هذه القمة أكثر أهمية مما تم التوصل إليه في قمة جلاسكو.
وجاء فى النشرة الصادرة عن هيئة الاستعلامات أن دول العالم تتطلع إلى أن مؤتمر المناخ في مصر سيكون بمثابة "إشارة البدء" لتدشين "درع واقي عالمي"، يهدف إلى الحماية من مخاطر المناخ بواسطة أنظمة التمويل المختلفة، كما ستجري المفاوضات أثناء المؤتمر بشأن "نادي المناخ"، الذي تم إنشاؤه حديثًا، إذ يهدف نادي المناخ إلى ضمان الحفاظ على القدرة التنافسية وأن تصبح حماية المناخ "ميزة تنافسية".
أشارت نشرة الهيئة الى متابعة الإعلام الأمريكي اهتمامه برصد أصداء قمة المناخ "COP27" التي تنطلق اليوم بشرم الشيخ، وركز على القضايا الرئيسية المطروحة على أجندة القمة، كما سلط الضوء على أجواء ما قبل انطلاق فعاليات القمة، لافتةً إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء العالم سيتوجهون إلى مصر ابتداءً من يوم "الأحد" لحضور قمة الأمم المتحدة السنوية لتغير المناخ، وأن اختيار مصر لاستضافة المؤتمر يدفع للتركيز على الدول الأفريقية، والتي تعد من أكثر الدول عرضة لتغير المناخ، حيث تخطط مصر لقيادة COP27""، لتعويض تلك الدول الأقل مسئولية عن الانبعاثات، وهو ما يتوافق مع تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الحاجة إلى رؤية شاملة لدعم الدول الأفريقية في جهودها للتكيف مع تغير المناخ.
وأبرزت نشرة الاستعلامات تناول الإعلام الأوروبي المسموع والمكتوب والمرئى، باهتمام لانعقاد مؤتمر المناخ بمصر، وناشدت وسائل الإعلام الأوروبية ضرورة تسريع التحول العالمي للطاقة من أجل الحفاظ على هدف 1.5 درجة لاتفاقية باريس لحماية المناخ، مع الإشارة إلى أن الحياد المناخي يعني أيضًا قدرًا أكبر من أمن الطاقة من خلال شراكات متعددة الأطراف، فيما أعربت الحكومة الألمانية عن أسفها جراء صعوبة الالتزام بالتعهدات المفروضة على الدول الصناعية بتقديم 100 مليار دولار أمريكي سنويًا من المصادر العامة والخاصة لحماية المناخ وتدابير التكيف في البلدان الناشئة والنامية بحلول عام 2025. ولا تتوقع تحقيق هذا الهدف حتى عام 2024، لكنها تواصل المساهمة بنصيبها العادل.
تناولت نشرة الاستعلامات ايضا التغطية الواسعة لوسائل الاعلام العربي، حيث أبرزت الصحف والمواقع الإلكترونية الحضور الدولي الرفيع لفعاليات المؤتمر، وأهم القضايا المطروحة على أجندته، والإنجازات التي حققتها مصر على صعيد مواجهة التحديات المناخية، بالإضافة إلى ذلك ركزت صحف الإمارات على الملف البيئي للبلاد وجهودها لاستضافة القمة المقبلة للمناخ، أما صحف السعودية والأردن والعراق فقد أبرزت مشاركة بلادها في القمة، والملفات التي تنوي طرحها خلال المناقشات.
وأوضحت نشرة الاستعلامات الى غلبة الجانب الخبري على تناول المواقع الإعلامية لتركيا واسرائيل، فقد القى الإعلام التركي الضوء قيام مئات من نشطاء البيئة - من منظمة السلاح الأخضر (غرينبيس) وحركة تمرد ضد الانقراض، باقتحام مكان توقف الطائرات الخاصة في مطار "سخيبول" في أمستردام بهولندا مرتدين حللاً بيضاء ومنعوا إقلاع عدد منها بعد أن جلسوا أمام عجلاتها، لمنعها المغادرة، مطالبين "بخفض عدد الرحلات الجوية وزيادة رحلات القطارات وحظر الرحلات القصيرة غير الضرورية والطائرات الخاصة"، مشيرين الي أن مطار "سخيبول" هو أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في هولندا بما مجموعه 12 مليار كيلوجرام في العام.
أما الصحافة الاسرائيلية فأشارت إلى أن إسرائيل ستصل إلى مؤتمر المناخ دون أي إنجازات، لقد فوتت هدف الطاقة المتجددة الذي حددته لنفسها لعام 2020 - 10٪ فقط من إنتاج الكهرباء - ستزداد انبعاثات إسرائيل فعليًا بنسبة 103-203% بحلول عام 2030، مقارنةً بتخفيض قدره 32% في المتوسط في الاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك.
كما تناولت نشرة الهيئة اهتمام وسائل الإعلام الأفريقية بأعمال مؤتمر الأطراف الـCOP27 الذي يعقد في شرم الشيخ، حيث أشارت صحيفة نيجيرية إلى أن العدالة تقتضي أن تقوم الدول الغنية في أوروبا والغرب بتعويض دول القارة الأفريقية عن الأضرار الهائلة التي لحقت بها جراء عوامل تغير المناخ، خاصة وأن دول مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا والسودان وجنوب السودان تعرضت لفيضانات مدمرة أثرت علي اقتصادها المنهك بالفعل جراء جائحة كورونا ثم الحرب الروسية-الأوكرانية، وطالبت الصحيفة الحكومات الأفريقية بالتحدث بصوت واحد لرفع الضرر الواقع عليها ولحث الغرب علي الوفاء بالتزاماته، خاصة أن الدول الصناعية الكبرى هي المتسببة في عوامل تغير المناخ، في الوقت الذي وقعت فيه الأضرار علي دول القارة الأفريقية وهي لم تسهم بأي شيء يذكر في ظاهرة الاحتباس الحراري.
إضافة إلى ذلك تناولت الصحف الأفريقية في تقارير إخبارية مؤتمر الأطراف COP27 ونوهت إلي ضرورة استثمار هذه الفرصة لعرض التجارب الأفريقية المختلفة في الحد من آثار تغير المناخ والضغط علي الدول الغنية في الشمال-أوروبا والغرب- للوفاء بوعودها في مؤتمر COP26 في جلاسجو-اسكتلندا في 2021 خاصة في مجال تنفيذ مشروعات مشتركة مع الدول الأفريقية الأكثر تضرراً من عوامل تغير المناخ.
كما أبرزت نشرة الاستعلامات اهتمام وسائل الإعلام الآسيوية والأسترالية ببدء فعاليات مؤتمر قمة المناخ COP27)) اليوم الأحد (6/11) الذي تستضيفه مصر بشرم الشيخ، حيث تنطلق أكبر قمة فى العالم بشأن تغير المناخ فى مصر، في ظل العديد من الكوارث المناخية القاسية، بما في ذلك الأعاصير التي ضربت بنغلاديش، والفيضانات الضخمة في باكستان، وموجات الحر في أوروبا، وحرائق الغابات في أمريكا الشمالية، وجفاف الأنهار في الصين، والجفاف في أفريقيا.
يأتى هذا الحدث فى الوقت الذى يحذر فيه العلماء من أن الارتفاع فى درجة حرارة الأرض يجب أن يظل أقل من درجتين مئويتين، مقارنة بالقرن التاسع عشر لتجنب العواقب التى تهدد الحياة، وذكر تقرير للأمم المتحدة فى أكتوبرالماضى، إن الوضع الحالي سيؤدى إلى ارتفاع درجة الحرارة بما يصل إلى 2.6 درجة بحلول نهاية القرن.
تم الإشارة إلى مشاركة رئيس الوزراء الباكستاني "شهباز شريف" في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 بوصفه رئيساً مشتركاً للمؤتمر إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء النرويجي "جوناس غار ستوير".
ثمنت الولايات المتحدة جهود مصر في مجال المناخ، حيث أجرى وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" محادثة هاتفية مع نظيره "سامح شكري"، شدد على امتنانه لقيادة مصر في مجال المناخ والتزامها بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، كما أعاد أيضاً التأكيد على مساهمات المجتمع المدني الحاسمة، بما في ذلك في نجاح مؤتمر «كوب 27».
ستعلن الحكومة المصرية تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، خلال فعاليات المؤتمر حيث تستهدف استفادة مصر من القدرات التنافسية لها للوصول إلى 8% من السوق العالمية للهيدروجين، فمصر تمتلك القدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة في العالم.
يقول ناشطيين بيئيين رئيسيين في المؤتمر أنه يتعين على قادة العالم أن يجعلوا من أولوياتهم القصوى تأمين التعويضات للبلدان التي تعاني من عواقب ارتفاع درجات الحرارة.
سلط صندوق النقد الدولي الضوء على ثلاثة مجالات شديدة الأهمية يحتاج العالم إلى العمل عليها من أجل التصدي لارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. هذه المجالات الثلاثة هي: تبني سياسات ثابتة للوصول إلى بمستوى الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050، واتخاذ تدابير قوية للتكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري، والتمويل القوي للمناخ لمساعدة البلدان المعرضة للخطر.
تم الإشارة إلى أن هناك أزمتان رئيستان تواجهان الملف الأبرز على طاولة COP27))، وهو ملف «تمويل المناخ»؛ على اعتبار أن ذلك التمويل لا يمثل سوى 40 في المئة فقط من الالتزامات السابقة، بينما الأزمة الثانية المتعلقة بالتمويل، هي «البيروقراطية البنكية» التي تُعطل نسبة من 12 إلى 13 في المئة من التمويلات المُتاحة.