شهدت بلدة تاليساي الفلبينية، الواقعة على بعد 70 كيلومتراً جنوبي العاصمة مانيلا، كارثة غير مسبوقة عندما ضربتها انهيارات أرضية مفاجئة أودت بحياة العشرات من سكانها، في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ هذه البلدة التي يقطنها 40 ألف نسمة.
وقعت المأساة عندما اجتاحت العاصفة المدارية "ترامي" تلك المنطقة حيث جرفت الانهيارات الطينية المنازل وسكانها بشكل مفاجئ. وتُعد هذه العاصفة الأشد فتكاً بين 11 عاصفة ضربت الفلبين هذا العام، مخلّفة 152 شخصاً بين قتيل ومفقود، ومؤثرة على حياة ما يناهز 6 ملايين شخص في المقاطعات الشمالية والوسطى.
من بين ضحايا هذه الكارثة عائلة راينالدو ديجوكوس (36 عاماً)، الذي فقد زوجته وأطفاله الخمسة عندما دفن الانهيار الطيني منزلهم أثناء غيابه.
تقع تاليساي في منطقة خصبة قرب بركان تال، أحد أنشط البراكين في الفلبين، وقد اعتاد سكانها على مخاطر البركان، لكنهم لم يتوقعوا يوماً أن تأتي الكارثة من التلال المحيطة بهم.
يُظهر هذا الحادث المأساوي تأثير التغير المناخي على الفلبين، التي تُصنف كواحدة من أكثر دول العالم عرضة للكوارث الطبيعية، حيث تتعرض سنوياً لنحو 20 إعصاراً وعاصفة مدارية، فضلاً عن وقوعها ضمن "حزام النار" في المحيط الهادئ.
وتبرز هذه الكارثة معضلة اجتماعية واقتصادية معقّدة، حيث يضطر السكان للعيش في مناطق خطرة بسبب الفقر وضيق الخيارات، مما يجعلهم عرضة لمخاطر متعددة.