في العام 2010 ولدى تصوير أغنية "واكا واكا" الخاصة بكأس العالم في جنوب أفريقيا، التقت المغنية شاكيرا لاعب المنتخب الإسباني ونادي برشلونة جيرارد بيكيه الذي رفع كأس البطولة آنذاك.
الصدفة التي جمعتهما تطورت إلى علاقة دامت 10 سنوات، أنجبا خلالها طفلين من دون زواج رسمي.
حُكي الكثير بعد ارتباط النجمين وعن فارق العمر بينهما، إذ تكبر شاكيرا حبيبها بعقد من الزمن، وتوالت التحليلات التي تفيد بأن هذه العلاقة لن تدوم طويلاً، وقريباً سيكتشف بيكيه أنه يحتاج فتاة أصغر قادرة على فهم مشكلاته بشكل أوضح.
خلال سنوات الارتباط الأولى كان النجمان مثالاً للتفاهم والحب، بخاصة أن بيكيه لعب في العصر الذهبي لنادي برشلونة وعاصر معظم نجوم الفريق، وبنى معهم منظومة كروية حصدت كثيراً من الألقاب، وهذا ما وضعه دوماً تحت الأضواء.
لكن العلاقة بين المغنية الكولومبية من أصول لبنانية ونجم خط الدفاع الإسباني، سرعان ما تدهورت إلى أن أعلنا الصيف الماضي انفصالهما النهائي وأصدرا بياناً طلبا فيه من الإعلام احترام خصوصيتهما، وورد في البيان "يؤسفنا تأكيد أننا سنفترق، ومن أجل مصلحة طفلينا اللذين يمثلان أهم أولوياتنا، نطلب منكم احترام خصوصيتهما".
بداية المشكلة
كانت الأمور طبيعية فكل العلاقات الزوجية أو حتى الصداقات معرضة للاهتزاز والانفصال، لكن حال شاكيرا النفسية السيئة بدأت تترجم بالأغاني، إذ أصدرت في أبريل (نيسان) الماضي وقبل إعلان الانفصال الرسمي أغنية "Te Felicito" وورد فيها "لقد كسرتني، حذروني ولم أستمع، أدركت أن قصتك زائفة، لقد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، لا تقل لي إنك آسف، يبدو هذا صادقاً، لكنني أعرفك جيداً وأعلم أنك تكذب".
كما أصدرت بعد انفصالها مباشرة بمشاركة مغني الراب البورتوريكي أوزونا أغنية مصورة تسببت في ضجة وحال من السخط على اللاعب الإسباني من كل عشاق المغنية الكولومبية.
وعبرت الأغنية وعنوانها "أرق" عن ألمها ومعاناتها وحزنها بعد فراق بيكيه وظهرت في مشهد درامي، وكأن قلبها ينزف دماً على الأرض.
تقول كلمات الأغنية "فجأة لم تعد كما كنت، وتركتني بسبب نرجسيتك، نسيت كل ما بيننا، أبعدت نفسك عني بتصرفاتك، وجعلتني أشعر بالقلق، كنت أركض لأجل شخص لم يكن مستعداً للمشي لأجلي، الحب الذي بيننا لم يمت، لكنه أصبح مسموماً، ما زلت أحبك لكنني أحب نفسي أكثر، لذلك فالوداع أصبح ضرورياً".
النهاية
توالت الأخبار عن الثنائي الشهير حتى بعد الانفصال، وكتب الكثير عن أسباب الانفصال وعلاقة الحب التي جمعت بيكيه وفتاة عمرها 23 سنة، ولم تصدر ردات فعل شاكيرا حتى الأسبوع الماضي حين أصدرت أغنيتها "القنبلة" التي هاجهمت فيها شريك حياتها السابق بضراوة، وسخرت منه بكلمات قاسية، وحصدت الأغنية نسبة مشاهدة عالية جداً على "يوتيوب".
وتقول كلمات أغنية "session 53" التي قدمتها بالتعاون مع المنتج الأرجنتيني الشهير بيزاراب، "لن أعود مجدداً، ولا تترجاني ليس خطأي أنهم ينتقدونك، أنا أعزف الموسيقى لا غير، لقد تركتني ووسائل الإعلام على باب منزلي، وديون للحكومة، كنت تعتقد أنك تؤذيني، لكنك جعلتني أقوى، لم تعد النساء تبكي كالسابق، لن أعود حتى لو بكيت وتوسلت إلي، لا أريد خيبة أمل جديدة، أتمنى لك التوفيق مع ما يسمى بديلي، لقد استبدلت سيارة فيراري بسيارة توينغو، لقد استبدلت ساعة رولكس بساعة كاسيو".
تسليع المرأة
يبدو واضحاً من حدة الكلام كمية الأذى والضغط النفسي لدى شاكيرا، لكنها تجاوزت في عملها الفني كل الخطوط الحمر لمصلحة التنفيس عن غضبها من خلال كلماتها فسقطت في فخ تسليع المرأة التي حاربت النساء كثيراً ضد هذا الخطاب الذكوري، وخضن ثورات ضد كل ما يضطهد المرأة وحقوقها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لم تعلم شاكيرا أنها استعملت في أغنيتها خطاباً ذكورياً حتى الذكور باتوا يخافون من استعماله، وبذلك محت سنوات من العمل النسائي لنصرة حقوق المرأة. لم تفكر شاكيرا في كل ذلك بل كانت تعبر عن غضبها من انفصال حبيبها عنها وارتمائه في حضن فتاة جديدة، فشبهت المغنية الكولومبية نفسها بساعة "رولكس" وسيارة "فيراري"، والفتاة الجديدة بسيارة "رينو" وساعة "كاسيو"، وبذلك فتحت حرباً اعلانية جديدة بين الشركات عرف شريكها الشهير بعالم الأعمال كيف يستفيد منها، إذ وقع بيكيه عقداً مع شركة "كاسيو" لرعاية "دروي الملوك" الذي يملكه مع مجموعة من المشاهير.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ غردت شركة "كاسيو" عبر "تويتر" أن عمر بطارياتها تدوم طويلاً، وهي تغريدة تحمل كثيراً من المعاني المبطنة.
في المقابل فتحت شاكيرا الباب في أغنيتها على عصر انقضى بتشبيه النساء بالأشياء الثمينة، حين قالت عن نفسها إنها "فيراري" و"رولكس"، وفي هذا التشبيه تمنح المغنية نفسها الفخامة والسرعة على حساب العقل، ويبدو واضحاً أنها تعتز بجمالها وكأنها تقول لبيكيه "لن تجد فتاة أجمل مني ولن تكون مع فتاة بأناقتي وقوتي"، في حين أن متطلبات شريكها قد لا تكون جمالاً ولا أناقة بل أموراً صغيرة وتفاصيل مهمة في العلاقات الغرامية، قد يكون فقدها مع شريكة حياته السابقة.
بدايات شاكيرا
المتابع لبدايات شاكيرا يعرف أنها حققت شهرتها الواسعة من خلال وصلات الرقص الشرقي التي كانت تقدمها في حفلاتها، وميزة هز الخصر بطريقة مثيرة استفادت منها عبر أصولها اللبنانية، ولطالما حاول الغربيون تقليد الرقص الشرقي ونجحوا تقنياً في ذلك، لكن الروح هي ما كانت تفقد الراقصة الغربية قوة الأداء، فكان أداؤها الميكانيكي يطغى على الرقص.
نجحت شاكيرا في التوفيق بين الروح وحركات الخصر اللازمة وهذا ما ميزها بين عدد من مغنيات جيلها، ومنحها جمهوراً عربياً إضافياً.
الحماة
من جهة ثانية فتحت المغنية قضية جديدة قديمة في أغنيتها، وهي العلاقة بين الحماة وزوجة الابن، وهو نقاش لا يزال موجوداً في عالمنا العربي لكنه مستغرب من سيدة مستقلة تملك الحرية في تقرير مصيرها، إذ هاجمت شاكيرا حماتها في الأغنية أيضاً ولم تكتف بذلك، بل استمعت إلى أغنيتها الجديدة بأعلى صوت في منزلها في برشلونة.
كما وضعت دمية كبيرة تشبه الساحرة الشمطاء بملابس سوداء تقف على عصا مكنسة على شرفة منزلها والمطل بشكل مباشر على بيت والدة بيكيه. وكشف تقرير صحافي أن شاكيرا عانت كثيراً من معاملة والدة بيكيه لها طوال فترة ارتباطها بابنها، وأنها كانت كثيرة الانتقاد لها، كما ألقت والدة بيكيه باللوم على شاكيرا كونها مشغولة للغاية في مسيرتها الغنائية، واتهمتها بأنها تهمل ابنها. جملة من الأخطاء المعنوية والأخلاقية والإعلانية وقعت فيها شاكيرا بعد أغنيتها الجديدة كانت في غنى عنها، لكن الغضب تملكها ويبدو أن الأذى النفسي الذي سببه لها بيكيه يفسر حجم انتقامها منه.
من جانبه، حاول بيكيه تجاهل الأصداء التي تبعت أغنية شاكيرا وكتب تغريدة عبر حسابه الرسمي، "غداً الساعة التاسعة مساء دوري الملوك، ستكون الحياة رائعة"، وظهر لاحقاً في بث مباشر لبرنامج تابع لـ "دوري الملوك (Kings League) " الذي تنظمه شركة يمتلكها بيكيه مرتدياً ساعة يد من علامة "كاسيو"، وقال ساخراً إنها ساعة تدوم مدى الحياة. وأضاف، "لقد أرسلت كاسيو ساعات جديدة لنا"، مؤكداً التوصل إلى اتفاق رعاية بين البطولة وشركة "كاسيو".
مايلي سايرس
وفي سياق متصل تسير النجمة العالمية مايلي سايرس على خطى شاكيرا التي خصصت أغنيتها الأخيرة للانتقام من حبيبها السابق، وهو الأمر الذي تشابه تماماً مع ما فعلته سايرس التي وجهت كلمات أغنيتها "زهور" التي أصدرتها أخيراً إلى طليقها الممثل الأسترالي ليام هيمسورث الذي انفصلت عنه في يناير (كانون الثاني) 2020، بعد زواج دام سنتين.
وليس من قبيل الصدفة أن تقوم سايرس بطرح أغنيتها الجديدة التي عادت بها للغناء بعد توقف استمر قرابة ثلاثة أعوام في تاريخ عيد ميلاد زوجها وحبيبها السابق نفسه، بخاصة أن كلماتها تشير إلى أنها تتحدث عن قصتها التي انتهت بالانفصال.
وتقول سايرس في أغنيتها "أستطيع شراء الزهور لنفسي، وكتابة اسمي في الرمال، أتحدث مع نفسي لساعات، نعم، بعض الأشياء التي لا تفهمها".