بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 27/10/2022 - 10:14
وزير خارجية بريطانيا، جيمس كليفرلي. - حقوق النشر AP Photo
وصفت أوساطٌ سياسيةٌ وحزبية بريطانية تصريحات وزير خارجية البلاد، جيمس كليفرلي بأنها "صادمة بشكل صارخ" حين دعا مشجّعي كرة القدم من مجتمع الميم، الذين سيحضرون كأس العالم في قطر إلى إظهار "القليل من المرونة والحلول الوسط".
وكان كليفرلي طالب خلال مقابلة مع محطة "إل بي سي" البريطانية، يوم أمس الأربعاء، طالب المشجعين الذين يسافرون من المملكة المتحدة إلى قطر بـ"احترام الدولة المضيفة"، حيث تجرّم المثلية الجنسية.
ووفقاً لتقرير نشرته منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي، فإن المثلية الجنسية تعدّ أمراً غير قانوني في قطر، كما أن انتهاكات حقوق الإنسان "مستمرة على نطاق واسع" في البلاد.
وتعليقاً على تصريحات كليفرلي، قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء إنه لا ينبغي أن يُتوقع من مشجعي مجتمع الميم "التنازل عن هويتهم"، إذا قاموا بزيارة قطر لمشاهدة كأس العالم.
ومن ناحيته، وصف حزب العمال تصريحات كليفرلي بأنها "صادمة بشكل صارخ".
احترام الدولة المضيفة
في مقابلة منفصلة مع "سكاي نيوز"، كرر وزير الخارجية رسالته عندما سئل عن الكيفية التي تدفع بها الحكومة من أجل مجتمع الميم في قطر، وقال: "هذه دول إسلامية ، لديهم نقطة انطلاق ثقافية مختلفة جداً عنّا. أعتقد أنه من المهم عندما تكون زائرا لبلد أن تحترم ثقافة الدولة المضيفة".
وانتقدت وزيرة الظل الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية لوسي باول، تصريحات وزير الخارجية.
وقالت باول: "يجب أن تتحدى الحكومة الفيفا بشأن كيفية وضع المشجعين في هذا الموقف، وضمان السلامة الكاملة لجميع المشجعين الحاضرين، وليس الدفاع عن القيم التمييزية".
"سجلاتٌ فظيعة"
ومن جانبها وجّهت النائب عن حزب الديمقراطيين الأحرار ليلى موران انتقادات لتصريحات كليفرلي، قالت خلالها: "يجب أن يكون كأس العالم احتفالاً باللعبة الجميلة، بدلاً من استخدامها من قبل دول مثل قطر لغسل سجلاتها الفظيعة في مجال حقوق الإنسان".
ومضت النائب موران إلى القول: "أي مسؤول بريطاني يحضر يجب أن يستخدم منصبه لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان، وليس تأييد النظام"، حسب تعبيرها.
ويجدر بالذكر أن مدافعين عن حقوق مجتمع الميم كانوا انتقدوا بشدّة قرار تنظيم كأس العالم في قطر، وهي دولة يمكن أن يعاقب فيها على المثلية الجنسية بالإعدام.
وكانت تصريحات كليفرلي تزامنت مع قيام المسؤولون القطريون بمنع الناشط البريطاني بيتر تاتشيل، من تنظيم احتجاج داعم لحقوق المثليين في الدوحة يوم الثلاثاء.
وقال تاتشيل إن السلطات "حاصرته واستجوبته" في أعقاب الاحتجاج الفردي، الذي يُعتقد أنه أول احتجاج على حقوق مجتمع الميم في أي دولة خليجية.
"حملة غير مسبوقة"
وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، قال قبل يومين إن بلاده تعرضت "لحملة غير مسبوقة" من الانتقادات بعد فوزها باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وأضاف الأمير القطري: "منذ فوزنا بشرف استضافة كأس العالم، تعرضت قطر لحملة غير مسبوقة لم تشهدها أي دولة مضيفة، بلغ بعضها حد الافتراء"، على حد تعبيره.
كما وصف مسؤول حكومي قطري، اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش الشرطة القطرية بـ"القبض تعسفيا" على عدد من المثليين و"إساءة معاملتهم"، بأنه "محض ادعاءات غير صحيحة بشكل قاطع تماما".
وقال المسؤول القطري في بيان رسمي إن بلاده "لا تتسامح مع ممارسة التمييز ضد أي شخص، وإن سياساتنا وما نتخذه من إجراءات قائمة على أساس من الالتزام والوفاء بحقوق الإنسان للجميع"، وفق تعبيره.