امرأة تكشف عن معاناة سببتها لها "أسئلة بليدة" خلال مرحلة الدراسة

منذ 1 سنة 168

كشفت امرأة من خلال فيديو لقي رواجاً واسعاً على تطبيق "تيك توك"، عن معاناة حقيقية سببتها لها أسئلة "أفراد من أسر ميسورة" خلال مرحلتها الدراسية.

وبدأت جيس عبر حسابها  @spottieottiejess مشاركة قصتها، بتذكر ما حصل معها في السنة الأولى من دراستها الجامعية، وذلك من خلال نشر مقطع فيديو على "تيك توك" الأسبوع الماضي. وأشارت إلى أن دخل عائلتها كان منخفضاً عندما تقدمت بطلبها إلى المدرسة، لذلك حصلت على "منحة دراسية كاملة" للدخول إلى "جامعة مرموقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستعرضت بعضاً من "الكلام المسيء" الذي كان يقوله الآخرون لها، متسائلين فيه كيف أن "الخبرة المهنية التي تمتلكها متقدمة بالنسبة إلى طالبة يافعة"، وبأنها "كانت تعمل منذ زمن طويل". وبعدما أعربت بسخرية عن امتنانها لتلك التعليقات، شاركت تجربة أخرى تمثلت في طلب زملائها منها الانضمام إليهم في مطعم فاخر في بوسطن، وكيف أخبرتهم بأنها لا تستطيع تحمل كلفته.

ومع ذلك، قالت إنهم لم يفهموا ملاحظتها، بحيث تذكرت أن زملاءها ردوا عليها من خلال التعليق على  جسدها. وأوضحت قائلة: "لقد أمعنوا النظر إلي ببساطة من أعلى إلى أسفل وقالوا: ’ما من شك في أنك تستطيعين تحمل الكلفة، فأنت نحيفة للغاية‘. لقد اعتقدوا أنني كنت أقصد بكلامي السعرات الحرارية، وأنني لا أستطيع تحمل زيادتها. لم يفهموا أنني كنت أتحدث عن المال".

ثم تذكرت جيس كيف أن أحد أفراد عائلتها شعر "بمرارة" لحصولها على منحة دراسية، وقال لها إنها "محظوظة للغاية". وذكرت أيضاً أن قريبها زعم أن "الأشخاص المظلومين حقاً هم الذين ينتمون إلى أعلى الطبقة الوسطى".

وأشارت إلى أنه فيما أصبحت تمتلك في الوقت الراهن "شقة جميلة"، بعد إنهائها دراستها، فهي ما زالت تشعر بأن الناس لم يدركوا "مدى الصدمة الحقيقية" التي يسببها العيش في فقر. وأكدت بشكل أكثر تحديداً أن "وزنها زاد نحو 23 كيلوغراماً في السنة الأولى، بسبب اضطراب نهم الأكل"، لأنها لم تكن "معتادة على الحصول على وجبات في قاعة الطعام".

ووفق مركز "مايو كلينيك" Mayo Clinic الطبي، فإن "اضطراب الشره المرضي" Binge-Eating Disorder  أو نهم الطعام، هو اضطراب خطر يقوم المصاب به باستهلاك كميات كبيرة من الطعام على نحو متكرر وغير معتاد، ويشعر بعدم القدرة على التوقف عن الأكل".

وفي مقطع الفيديو الذي نشرته جيس، روت كيف كانت تبكي كل يوم خلال سنتها الأولى في الجامعة، لأنه لم يكن لديها تأمين صحي. وأشارت إلى مدى اختلافها عن زميلتها في الغرفة، التي قالت إنها كانت تنتعل خفين من علامة "غوتشي" عندما كانت تستخدم غرف الاستحمام المشتركة.

وأضافت: "عندما يكون لديك المال، لا تفكر في هذه التفاصيل. وعندما تفتقر إليه، فإن ذلك يؤثر بالكامل في كل جانب من جوانب حياتك ويلحق بك الأذى إلى الأبد".

وأشارت إلى اختيارها في السابق كلمات مثل finna (تعبير يستخدم على الإنترنت ويعني الاستعداد للقيام بشيء ما قريباً)، وكيف اتهمها أحدهم "بمحاولة تبني الطريقة التي يتحدث بها الناس". وبعدما أوضحت أنها "نشأت فقيرة في ولاية أتلانتا"، شرحت كيف أمضت العام ونصف العام التاليين في تغيير طريقة كلامها، لأنها "لا تريد أن ينظر إليها على أنها غير حساسة".

ثم تذكرت كيف تذمرت أمامها إحدى صديقاتها من العمل لدى والدها، بعد إجراء مقابلة مع شركته. وتحدثت جيس كيف أن امتعاض صديقتها لم يكن في محله، نظراً إلى الوظيفة التي كانت تقوم بها هي آنذاك.

وتمضي جيس قائلة: "لقد حصلت على الوظيفة وكانت تشتكي كل أسبوع من اضطرارها إلى العمل 6 ساعات، ومن عدم سماح والدها لها بمزيد من العطل وأوقات الاستراحة. كل ذلك، في حين أنني كنت أمضي في عملي 56 ساعة... داخل محطة وقود. لم يكن في مستطاعي أن أصادق أشخاصاً أثرياء".

مستخدمة "تيك توك" أكدت أنه شعرت بعد ذلك بالحرج من ارتياد الجامعة برفقة أشخاص يتفوهون بعبارات و"مفردات" مختلفة عنها. وتذكرت أيضاً يومها الأول في كلية إدارة الأعمال، حين قال لها الطلاب إن ذويهم كانوا "مهندسين في الطب البيولوجي"، أو "وكلاء عقارات" ناجحين.

وعندما حان دورها لتتحدث عن عمل والديها، قالت جيس إن أمها كانت تعمل في محل بقالة، فرد عليها زملاؤها بشكل محرج، "أوه، رائع جداً". وأقرت بأن معاناتها من ضائقة مالية طوال طفولتها، "كانت تصيبها باستمرار بمشاعر من المرارة والأسى" خلال دراستها الجامعية.

وتضيف: "كنت في وضعٍ أحاول فيه البقاء على قيد الحياة، لمدة أربعة أعوام. فبسبب الفقر، لا أتذكر أياً من تعليمي الجامعي، وهو أمر محزن للغاية. ومع ذلك سيقول الناس لي إنني كنت محظوظة لأنني لم أكن مضطرة لدفع أي رسوم تعليمية".

وتشير إلى أنه فيما كان يتحدث زملاؤها عن الذهاب في إجازة خلال العطلات الشتوية، كانت هي تضطر إلى العمل خلال تلك الفترات. وزعمت جيس أيضاً أنه فيما يصفها الناس بأنها "صائدة مكاسب" Gold-Digger (تقيم علاقات مع أفراد لمجرد الحصول على مالهم) لأنها "تنوي الزواج من شخصٍ ثري"، فإن خياراً من هذا النوع في النهاية إنما يرتبط بما عانته في طفولتها.

وتقول في هذا الإطار: "لقد نشأت في فقر مدقع. لكنني استطعت تجاوز الأمر. لذا نعم، أعذروني لرغبتي في الحصول على ما هو أفضل بالنسبة إلي وإلى أطفالي. فقد ترعرعت في منزل كان خالياً من الطعام".

وأضافت أنه عندما وصفت طفولتها بأنها أشبه بـ "غيتو" لأن والدها كان "تاجر مخدرات وينتمي إلى إحدى العصابات"، أخبرها أحدهم بأنها لا تستطيع استخدام هذه الكلمة. مع ذلك، كانت - عبر استخدام المصطلح -  تتحدث هي بنفسها عن حياتها العائلية.

ووفقاً لقاموس "ميريام ويبستر" Merriam Webster، فقد جرى استخدام كلمة "غيتو" لوصف جزء من "مدينة يعيش فيه أفراد من مجموعة أقليات، وذلك بسبب ضغوط اجتماعية أو قانونية أو اقتصادية".

وفي مقطع الفيديو، أشارت جيس إلى أنها تفضل السخرية التي رحب من خلالها زملاؤها بها في مرحلة بلوغها، على ما سبق أن عانته في طفولتها. وأوضحت قائلة: "كنت أعيل نفسي تماماً في سن الـ16. إنه في الواقع أمر جميل للغاية. ولا أريد أن أستعيد طفولتي على الإطلاق".

ثم لفتت إلى أنه خلال فترة تفشي وباء "كوفيد"، قدمت مدرستها لها ولبعض الطلاب الآخرين أموالاً لمساعدتهم في "مواصلة العيش". وفيما شعر هؤلاء الطلاب بالسوء لأخذهم ذلك المال "أمام أناسٍ كانوا في حاجة ماسة إليه"، كانت جيس تعتقد في الواقع أنهم هم الذين يحتاجون إليه.

واختتمت جيس مقطع الفيديو بالإقرار بما تعلمته من ارتيادها المدرسة إلى جانب أشخاص وضعهم المادي كان أفضل من وضعها. وقالت: "كان علي أن أدرك أنني لا أملك من المال ما اعتقدت أنني أملكه، عندما أيقنت حقاً ما تعنيه الثروة". وتوجهت إلى متابعيها بالقول: "إذا كنت فقيراً في الجامعة، فقم بالاستفادة من كل الموارد المتاحة. اغتنمها كلها واستفد منها حتى النهاية. فأنت هو الشخص الذي يتحدثون عنه عندما يقولون إنه يجب إعطاء المال للأفراد الذين يحتاجون إليه".

يشار إلى أن فيديو جيس حصد اعتباراً من الـ31 من مارس (آذار)، أكثر من 10 ملايين مشاهدة، وشهد تعليقات عدة عبر فيها مستخدمو "تيك توك" عن صدمتهم من الأسئلة التي طرحها عليها الناس، وعن مدى ارتباطهم بتجربتها.

وكتب أحدهم يقول: "كم هي سخيفة الطريقة التي يبدي من خلالها الأغنياء تعاطفهم مع الفقر، كالقول على سبيل المثال ’آه، أنت أقوى من ذلك‘. فيما تفاعل مستخدم آخر بالقول:"أنا أمر بمحنة مماثلة الآن يا صديقتي".

وقال ثالث: "أعتقد بصراحة أن هؤلاء الأغنياء يخالون أن عدم توافر المال هو خيار. لقد طغت عليهم فكرة أنه "إذا عملت بجهد كاف، يمكنك أن تفعل أي شيء".

وفي التعليقات الأخرى، وصف بعض الأشخاص تجربتهم في مشاركة السكن مع رفاق لهم في المدرسة، يبدو أنهم ترعرعوا في منازل ذات دخل أعلى.

وكتبت إحدى المستخدمات: "أخبرتني زميلتي في السكن بأنه ليس من العدل أن تتلقى قروضاً طالبية في حين أنني لم يكن لدي أي منها. فأجبتها بأنه ليس من العدل أن يكون لديها ماء وكهرباء خلال (فترة( نشأتنا".

فتاة أخرى علقت بالقول: "عندما كنت طالبة جامعية في السنة الأولى، كتبت زميلتي في السكن شيكاً بمبلغ 43 ألف جنيه استرليني (53 ألف دولار أميركي)، بشكل تلقائي، لدفع الرسوم الدراسية".

تواصلت "اندبندنت" مع جيس للتعليق على ما تقدم.