تفادياً لتحول تلك القرى الإيطالية إلى قرى للأشباح بعدما هجرها أهلها نحو المدن، أطلقت عدة مبادرات لتحفيز الناس على العودة وشراء العقارات والأراضي.
عندما سمعت روبيا دانييلز وهي امرأة تسكن في كاليفورنيا الأمريكية لأول مرة عن منازل إيطاليا الرخيصة، عرفت أنها يجب أن تلقي نظرة عليها بنفسها.
وقالت دانييلز لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية إنها "اندهشت للغاية" وإن كانت ترغب في التأكد من أن ما سمعته كان صحيحاً" ولذا سافرت إلى صقلية الإيطالية بعد ثلاثة أيام.
وفي نهاية رحلة دامت 10 أيام إلى قرية موسوميلي في صقلية في صيف 2019 [تحديداً في تموز/يوليو]، اشترت دانييلز ثلاثة منازل في حالة سيئة، مقابل 1 يورو فقط أو 1.10 دولار لكل منها.
ودانييلز من أصول برازيلية وانتقلت للعيش في الولايات المتحدة منذ ثلاثين عاماً وقالت إن قرية موسوميلي ذكرتها إلى حد ما بالقرية حيث نشأة في طفولتها بالبرازيل.
وأشارت دانييلز، التي بدأت عملية ترميم للمنازل وتنشر بين الحين والآخر صوراً عبر حسابها في إنستغرام، إلى أن الناس في القرية كانوا ودودين للغاية عندما وصلتها.
وحول الدافع الذي قادها إلى شراء بيوت في حالة متداعية تقريباً، قالت المرأة التي تعمل في قطاع الطاقة الشمسية "يجب أن نتوقف عن بناء المنازل الجديدة وترميم الموجود".
ولدى المرأة مشاريع مختلفة لكل بيت من البيوت التي اشترتها، إذ ستسكن في واحد منها، بينما ستحول آخر إلى غاليري للعروض الفنية. أما الثالث، وهو "مشروعها الأكبر" بحسبها، فستحوله إلى مركز للاستجمام وتعيد تقديمه للقرية.
وفي نهاية العام 2019 بدأت دانييلز أعمال الترميم في المساكن الثلاثة ولكنها أجبرت على تعليقها بسبب جائحة كوفيد-19 لاحقاً. وحتى الآن انتهت من ترميم الواجهات والجدران الخارجية لبيتين من أصل 3.
دانييلز ليست وحيدة
عام 2021 عرضت تسع قرى في جنوب إيطاليا دفع 33 ألف دولار للشباب للانتقال إلى هناك إذا ساعدوا في إعادة إعمار البلدات التي تشهد نزوحاً كبيراً نحو المدن.
وعرضت القرى التي تقع جميعها في منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً دفعة نقدية للقيام بهذه الخطوة. والقاسم المشترك الوحيد بين هذه القرى كان أنها تضم أقل من 2000 ساكن وكانت على بعد سنوات قليلة من التحول إلى قرى وبلدات للأشباح.
كما تصدرت منطقة كالابريا الأخبار في صيف عام 2020 عندما عرضت منازل مقابل 1.14 دولار في إحدى قراها. وتم طرح اثني عشر منزلاً للبيع بهذا السعر في اندفاعة جنونية لإعادة إعمار البلدة التي أطلق عليها اسم "عملية الجمال".