بقلم: Clara Nabaa & يورونيوز
يصادف الأربعاء، اليوم العالمي لإحياء ذكرى المتحولين جنسياً، وتلك مناسبة سنوية تهدف إلى تكريم أرواح المتحولين جنسياً ممن فقدوا حياتهم جراء العنف. وفيما يلي أبرز ما يجب معرفته عن هذه الذكرى:
ما يوم إحياء ذكرى المتحولين جنسياً؟
يجري إحياء هذه الذكرى في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، ويعود تاريخ أول احتفال بالذكرى إلى عام 1999، حين أُطلق تكريماً لريتا هيستر، وهي امرأة متحولة جنسياً تعرضت للقتل في ولاية ماساتشوستس. يمثل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على القضايا التي تواجهها مجتمعات المتحولين جنسياً، وتعزيز الوعي بالتمييز والعنف الذي يتعرضون له.
ويُقدر معهد ويليامز بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن هناك أكثر من 1.5 مليون شخص متحول جنسياً في الولايات المتحدة ممن تتجاوز أعمارهم 13 عاماً. وتشير الإحصائيات إلى أن احتمالية تعرض المتحولين جنسياً للعنف تزيد بأكثر من أربعة أضعاف مقارنة بغيرهم.
تُقام في هذا اليوم فعاليات متنوعة تشمل وقفات احتجاجية على ضوء الشموع، ونصباً تذكارية، وأنشطة أخرى تهدف إلى إحياء ذكرى المتحولين جنسياً ممن فقدوا حياتهم بسبب العنف. كما تُصدر الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي الذي يوثق وفيات المتحولين جنسياً بالتزامن مع هذا اليوم، لتسليط الضوء على واقعهم المؤلم.
ضحايا العنف: إحصائيات مخيفة
وفقاً لتقرير الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 36 شخصاً من المتحولين جنسياً خلال الاثني عشر شهراً الماضية بسبب العنف. ومنذ عام 2013، وثقت المنظمة وفاة 372 شخصاً من المتحولين جنسياً. ومع ذلك، يُرجح أن العدد الحقيقي أعلى بكثير نتيجة لعدم الإبلاغ عن العديد من الحالات أو الإبلاغ عنها بشكل خاطئ، فضلاً عن الأخطاء في تحديد هوية الضحايا.
وأظهر التقرير زيادة طفيفة في عدد الضحايا مقارنة بالعام السابق، حيث وثقت المنظمة 33 حالة وفاة بسبب العنف. وكان غالبية الضحايا خلال العام الماضي من الشباب أو من ذوي البشرة الملونة، مع الإشارة إلى أن النساء المتحولات من السود شكّلن نصف الضحايا.
كانت أصغر الضحايا فتاة تدعى بولي ليكنز، تبلغ من العمر 14 عاماً، من ولاية بنسلفانيا. كما أن ثلثي حالات الوفاة كانت نتيجة لاستخدام أسلحة نارية، بينما قُتل نحو ثلث الضحايا المعروف قاتلهم: إما على يد شريك حميم؛ أو أحد أفراد الأسرة.
تحديات سياسية متزايدة
تأتي هذه الذكرى وسط موجة من التحديات السياسية. ويرى المدافعون عن حقوق المتحولين جنسياً أن نتائج الانتخابات الأخيرة، التي شهدت فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب ومشرعين جمهوريين، تشكل انتكاسة كبيرة لحقوقهم.
وشهد العام الجاري أيضاً موجة من التشريعات في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون، تهدف إلى تقييد حقوق المتحولين جنسياً، خاصة الشباب. وتشمل هذه التشريعات حظر الرعاية الطبية لتأكيد النوع الاجتماعي في نصف الولايات الأمريكية. ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا الشهر المقبل في دعوى قضائية تتعلق بحظر ولاية تينيسي.
ويشعر المناصرون بالقلق من أن هذه السياسات والخطابات العدائية تساهم في خلق بيئات أقل أماناً للمتحولين جنسياً، مما يزيد من احتمال تعرضهم للعنف. ويؤكد الناشطون أهمية العمل على تعزيز الوعي المجتمعي وضمان حماية الحقوق الأساسية للمتحولين جنسياً، لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.