في أعماق مستودع مظلم، يجري تخزين أكثر من 10,000 لتر من نبيذ الأرز الياباني "ساكي"، وهو نتاج تقنيات تخمير يعود تاريخها إلى أكثر من 1,000 عام.
يأمل جونيتشيرو أوزاوا، رئيس الجيل الثامن عشر لمصنع أوزاوا للجعة الذي تأسس عام 1702، أن يفوز تخمير الساكي بالاعتراف به باعتباره تراثا ثقافيا غير مادي لليونسكو في الشهر المقبل.
وقال وزاوا للصحفيين يوم الأربعاء خلال جولة في مصنع الجعة الخاص به بضواحي طوكيو: "نحن نفكر دائمًا في الناس الذين يستمتعون بالساكي عندما نصنعه. وأنا الآن متحمس للغاية وأتخيل وجوه جميع الناس في كل أنحاء العالم".
يُعتبر الساكي المشروب المفضل لدى النبلاء في رواية ”حكاية جينجي“، التي هي أكثر الأعمال الأدبية شهرة في اليابان، وقد اتسعت جاذبيته مدعوماً بالشعبية المتزايدة للمطبخ الياباني على المستوى العالمي.
ويتجاوز إجمالي صادرات الساكي من اليابان 265 مليون دولار سنويا، وتعد الولايات المتحدة والصين أكبر الوجهات التي يقصدها صناع الساكي والشوشو اليابانيين.
ولا تزال الصادرات تشكل جزءًا صغيرًا من إجمالي إنتاج الساكي في اليابان. في حين شهدت بعض الدول مؤخراً إقبالاً على هذا المشروب، منها البرازيل والمكسيك وجنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى فرنسا وبقية دول أوروبا، وكلها أماكن تكتسب فيها المطاعم اليابانية شعبية متزايدة.
ولكي يتم تصنيف المنتج على أنه "ساكي" ياباني، يجب أن يكون الأرز يابانيًا، وكذلك المياه العذبة التي توفرها الآبار في مصنع أوزاوا للساكي، عليها أن تكون يابانية. ومن بين أكثر أنواع الساكي إنتاجاً: "كاراكوتي نيغوريزاكي"، وتبلغ نسبة الكحول فيه 17% ويبلغ سعره حوالي 16 دولار أمريكي للزجاجة ذات سعة 1,800 مل.
ويقول مدير جمعية صانعي الساكي والشوشو اليابانية هيتوشي أوتسونوميا إنّ "الساكي ليس مجرد مشروب كحولي، وإنما هو الثقافة اليابانية نفسها". كما أن للساكي دلالات دينية واضحة، فأوراق الأرز المعلقة في مصنع الجعة هي رمز لضريح إله صناعة الساكي الذي يُستخدم في اليابان للتطهير والاحتفال.
يشار إلى أن تصنيف اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي لا يُمنح فقط للآثار التاريخية، وإنما أيضًا للممارسات المتوارثة عبر الأجيال، مثل التقاليد الشفهية وفنون الأداء والطقوس والمهرجانات.