الوسواس القهري وحادثة على الطريق

منذ 2 أشهر 63

الوسواس القهري وحادثة على الطريق


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/9/2024 ميلادي - 6/3/1446 هجري

الزيارات: 13


السؤال:

الملخص:

رجل مصاب بالوسواس القهري، شكَّ في أنه اصطدم بشخصين على الطريق، مع أن غالب ظنه أنه تفاداهما، وقد تحقَّق من الطريق بعدها، فلم يجد أحدًا، غير أن هذا الشك يؤرقه، ويسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

أنا شخص مصاب بالوسواس القهري، كنت أقود السيارة، وغفلت عن الطريق لحظة، فإذا شخصان أمامي لا أعرفهما، حاولت إبعاد السيارة عنهم بسرعة، وغالب ظني - بنسبة 90 بالمائة - أني تفاديتهما، ولم أصطدم بهما؛ لأني لم أشعر بضربة في السيارة، وكانت السيارة سليمة، وقد عدت إلى الطريق نفسه بعد نصف ساعة، فلم أجد أحدًا، أخشى أن أكون قد أصبتهما بمكروه، قد يصل للدِّيَةِ؛ بسبب الوسواس الذي عندي، فماذا يجب عليَّ فعله في هذه الحالة؟

الجواب:

سؤالك يحمل جوابه في داخله، فأنت متأكد من عدم صدمك لهم، ثم شَكَكْتَ، ثم عدت إلى الموقع لتتأكد ولم تجد شيئًا، ولم تجد أثرًا في سيارتك، وكل تلك الدلائل بأنك لم تصدم أحدًا لم تقنعك، ثم تستسلم لشكِّك، وتجعله يسيطر عليك، ويكدر عليك حياتك، ويتطور الأمر ليصبح باعثًا على القلق المستمر، ومحاولات التحقق المستمرة، فإذا استجبتَ لها، تطوَّر الأمر لتبحث عن أدلة أقوى وأكثر.

وهكذا تستنزف وقتك وجهدك وراحتك للتحقق من شكوكك.

ولو دققت النظر هنا، لَوجدتَ أنك محاصر بدائرة الشك، والحل الوحيد للتخلص منها هو ألَّا تستجيب لها.

ولفقهاء الشريعة الإسلامية قاعدة مهمة في العبادات، يمكن لنا أن نستفيد بتعميمها في حياتنا اليومية؛ وهي قاعدة: "الشك يزول باليقين".

ومعناها أن ما كان غالبُ ظنِّك أنه حقيقي، لا يؤثر عليه بعض ظنك بعدم وجوده.

كما أن ما ذكرته من وسواس يتردد عليك، فإن أفضل علاج له هو إهماله وعدم الاستجابة له.

والقاعدة أن الوساوس إذا استجاب لها الإنسان زادت، وإذا أهملها نقصت، والقلق الذي تعاني منه هو سبب ضغط تلك الوساوس التي تتقوى كلما استجبت لها.

وتحتاج إلى تعلم الاسترخاء لتخفِّف من مستوى قلقك؛ ليساعدك ذلك على تجاوز تلك الأفكار الوسواسية دون الاستجابة لها.

كما أنك قد تحتاج إلى تطبيق جدول دحض الأفكار الوسواسية من خلال تسجيل جدول بكتابة الأدلة النافية لها، وهذا قد يساعدك مع الأفكار الملحة المتكررة.

واجعل لذلك ساعة محددة في اليوم فقط، تجلس فيها وبيدك ورقة وقلم، ثم تسجل أسباب الفكرة في عمود، وتسجل في عمود آخر الأدلة النافية لتلك الفكرة.

وإذا انتهت الساعة المحددة، فقُمْ مباشرة، ولا تَعُدْ لتلك الأفكار، إلا في موعد الساعة المحدد من اليوم التالي.

ومهما ضغطت عليك تلك الأفكار، فحدِّث نفسك أن موعد التفكير فيها سيكون في الوقت المحدد لها في تلك الساعة فقط.

واشغل وقتك بهوايات وأعمال مفيدة ومحببة إلى نفسك.

وتجنَّبِ السهر والوحدة والفراغ.

وإذا استمرت مشكلتك دون تحسُّن لعدة أشهر، فقد تحتاج إلى زيارة عيادة نفسية تطبق العلاج السلوكي.

مع تمنياتي لك بالعافية.