تخضع الأغذية في الأسواق البريطانية لرقابة وفحص مستمرين، بسبب المخاوف من أن يؤدي أي تلوث بها، أو تلاعب بمكوِّناتها إلى كارثة صحية. ومن أحدث الدراسات بهذا الشأن بحثٌ توصل إلى أن أكثر من ثلث عدد المنتجات المكتوب عليها أنها «نباتية» تحتوي على منتجات حيوانية. وحذر الباحثون من أن الإقبال على تلك الأطعمة بدعوى أنها نباتية خالصة يمكن أن يتسبب لبعض الأشخاص بحساسية ضارة، قد تترتب عليها نتائج صحية فظيعة. فقد عثر العلماء على آثار من البيض والحليب في سلسلة من المنتجات الغذائية الموسومة بأنها نباتية، أو أنها تقوم على مستخلصات نباتية. وطالب العلماء المسؤولون عن الرقابة الغذائية باتخاذ ما يلزم من حماية قانونية لتجنيب المستهلكين مضار ما يقوم به تجار الأغذية غير المتقيدين بأخلاق مهنتهم. وقال مفتشو الخدمة العلمية التابعة لمقاطعتي كنت وهامبشير إنهم اكتشفوا أن 24 من 61 منتجاً غذائياً مثبت عليه أنه نباتي، وهو ما يمثل نسبة 39%، يحتوي على البيض أو الحليب. وأضافوا أنهم توصلوا إلى أن 90% من تلك المنتجات غير مُرضية، أي إما أنها تحتوي على منتجات ألبان، أو أن ما كتب على النشرة الملصقة بعبواتها غير دقيق. وشملت العينات التي تم فحصها عينات من الحلوى المصنوعة من الشوكولاتة، والبيتزا، والبيرغر النباتي، وأنواعا من الشطائر. وقال الرئيس التنفيذي للمعهد القانوني للمواصفات التجارية إن عدم وجود تعريف قانوني للغذاء النباتي يمكن أن يستغله ضعاف النفوس من أصحاب المصانع وشركات الأغذية، بحيث يمكنهم أن يزعموا أن منتجاتهم نباتية، في حين أنها تحتوي على منتجات مستخلصة من حيوانات. وأضاف أن أكثر ما يثير القلق في هذه الناحية أن ذلك الإبهام القانوني في شأن تعريف الطعام النباتي يمكن أن يؤدي إلى مرض كارثي، وأحياناً إلى وفاة الأشخاص المصابين بحساسية شديدة للمنتجات الغذائية الحيوانية، كالحليب والبيض. وقال: لدينا علم بأن أشخاصاً فقدوا حياتهم نتيجة لذلك. وزاد أن ذلك يحتم قيام المشرعين بوضع تعريف صارم للغذاء الذي يمكن وصفه بأنه نباتي أو مشتق من النباتات. وكان المعهد قد أجرى استطلاعاً عاماً للآراء كشف أن الاعتقاد الشائع لدى العامة يتمثل في أن أي شيء يتم تسويقه باعتباره نباتياً معناه أنه خالٍ تماماً من أي مكوّن حيواني. ولأنه لا يوجد تعريف محدد في القانون والأنظمة الأخرى لما هو نباتي، يقوم صناع الأغذية بتسويق بعض منتجاتهم باعتبارها نباتية، على رغم أنها تحتوي على البيض أو الحليب. ولا يوجد إلزام قانوني في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بهذا الشأن، في حين ينص القانون على ضرورة تحديد نسبة الغلوتين في المادة الغذائية الموسومة بأنها خالية منه. ويعتقد أن نحو 1.5 من سكان بريطانيا نباتيون، وأن واحداً من كل 6 أشخاص يعانون من الحساسية من الحليب. وأشارت نتائج الاستطلاع الذي أجراه المعهد القانوني للمواصفات التجارية إلى أن 84.6% ممن لديهم حساسية من الحليب يعتقدون أن المنتج الغذائي الموسوم بأنه نباتي يكون خالياً تماماً من أي لحوم أو بيض. وكانت البريطانية سيليا مارش توفيت في 2017 بعد تناولها شطيرة من أحد محلات سلسلة الوجبات السريعة «بريت أمانجيه» مكتوب عليها أنها نباتية. لكن اتضح أنها أثناء عملية التصنيع تلوثت ببروتين من الحليب. وطالبت الطبيبة الشرعية ماريا فوازين، التي أوكل إليها التحقيق في وفاة مارش، أنه يتعين إيجاد نظام لفحص الأطعمة المكتوب عليها أنها «نباتية»، أو «خالية من المنتجات الحيوانية»، لتفادي أي نتائج كارثية للمواد غير المعلنة التي تتسبب في الحساسية. وقالت مديرة السياسات والحملات في المعهد المذكور كيري نيكول إن الوجبات النباتية حققت شعبية كبيرة خلال السنوات الماضية. لكنها تسببت أيضاً في عدد متزايد من الشكاوى من مستهلكين يشعرون بأنهم خُدعوا وضُلِّلوا. ويعمد بعض صانعي الوجبات الجاهزة إلى وصف منتجاتهم بأنها «مستخلصة من النبات»، ويركّزون على تضمنها فواكه، أو خضروات، غير آبهين باحتوائها على شيء من المنتجات الحيوانية. وقال أكثر من نصف الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم إنهم يعتقدون أن لا فرق بين الغذاء «النباتي» و«المستخلص من النبات». وهو اعتقاد يجعلهم عُرضة للحساسية التي يمكن أن تكون خطرة على حياة بعضهم.
كوفيد.. الصحف والشاشات مصدر معلومات المسؤولين!
كشف التحقيق الجاري في شأن كيفية الرد الحكومي البريطاني على نازلة كورونا أن التواصل بين مسؤولي الحكومة المركزية كان شبه منعدم، إلى درجة أن مديري الصحة العمومية كانوا يعتمدون في قراراتهم على ما تنشره الصحف، وتبثه المحطات التلفزيونية. وأبلغ رئيس رابطة مديري الصحة العمومية البروفيسور جيم ماكمانس للتحقيق، الذي ترأسه القاضية المتقاعدة ليدي هاليت، بأن بعض الإدارات الحكومية لم تكن تملك حتى أرقام هواتف كبار مسؤولي الصحة العمومية في مجالس البلديات والمناطق، الذين يقدر عددهم بـ150 مسؤولاً. ويقوم مديرو الصحة العمومية بدور مهم في تعقب الحالات المتعلقة بعدوى الأمراض المُعدية. ولهم خبرة كبيرة جداً في الحد من العدوى، خصوصاً في دور رعاية المسنين. وقال ماكمانس للتحقيق: كنا نسمع بالإرشادات مثل بقية الناس من خلال المؤتمر الصحفي الذي كان رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، ووزير الصحة يعقدانه الخامسة مساء كل يوم. ويدرس التحقيق مدى استعداد الحكومة للرد على نازلة كورونا، التي أودت بأكثر من 220 ألف شخص في بريطانيا. وأبلغ وزير الصحة السابق مات هانكوك، الذي تولى حقيبة الصحة خلال معظم فترة الوباء العالمي، لجنة التحقيق بأنه «آسف» لأن المملكة المتحدة لم تكن جاهزة لدرء مخاطر الوباء العالمي. وشكا ماكمانس من أن عدداً من كبار المسؤولين الحكوميين لا يعرفون طبيعة العمل الذي يقوم به مديرو الصحة العمومية في أرجاء البلاد، خصوصاً خبراتهم المتراكمة في اقتفاء أثر الإصابات، ومعالجة تفشي الأمراض الجنسية، والقضاء على حالات تسمم الأغذية. وانتقد عميد كلية الصحة البريطانية البروفيسور كيفن فنتون، وهو استشاري في مكافحة الأمراض المُعدية، أمام التحقيق، ادعاءات مسؤولين أنهم ما كان بوسعهم التخطيط لمواجهة فايروس كورونا الجديد قبل أن تتضح المعلومات المتعلقة به. وقال فنتون إنه كان يمكن القيام بعمل كبير، لتحديد الفئات السكانية التي يمكن أن تتضرر قبل كل الفئات السكانية الأخرى.
تزايد سرطان الكبد بسبب السمنة والكحول
حذرت جمعية الكبد الخيرية البريطانية من أنه ينبغي على السلطات البريطانية أن تسارع لاتخاذ تدابير كافية لمنع تفشي سرطان الكبد، جراء المواد المسرطنة الموجودة في الأغذية، والاستهلاك المتزايد للمشروبات الروحية، ما أدى إلى ارتفاع عدد وفيات سرطان الكبد بنسبة 40% خلال العقد الماضي. وحذرت جمعية الكبد البريطانية من أن سرطان الكبد غدا السرطان الأكثر تسبباً في الوفاة في بريطانيا. وأضافت أن وفيات سرطان الكبد تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال السنوات منذ سبعينات القرن الـ20. وقالت الرئيسة التنفيذية للجمعية باميلا هيلي إن المسببات الرئيسية لارتفاع وفيات سرطان الكبد تتمثل في المشروبات الكحولية، والسمنة. وذكرت أن ذلك يوجب تدخلاً عاجلاً من السلطات، بحيث يمكن إيجاد بيئة صحية لجميع السكان. وزادت أن الحكومة يجب أن تعالج على وجه السرعة كثرة الوجبات غير الصحية المتاحة في الأسواق. ويزيد الإقبال عليها رخص أثمانها. وكانت الحكومة البريطانية أصابت شعبها بخيبة أمل شديدة بعدما قررت أخيراً تأجيل تنفيذ قرار بمنع محلات السوبرماركت من تقديم سلعة مجاناً مع كل سلعة من المنتجات العالية الدهون، أو السكر، أو الملح. كما تلقى الوزراء مطالبات عدة من رابطة مديري الصحة العمومية لتحديد سعر أدنى للمشروبات الروحية، التي تجد إقبالاً بسبب رخص ثمنها. وأبلغت رابطة الكبد الخيرية الجهات الحكومية بأنه فيما يتعين الاهتمام بالتشخيص المبكر لسرطان الكبد، وعلاجاته المبتكرة حديثاً؛ يتعين بالمثل الاهتمام بسبل الوقاية منه. وأضافت أن أكبر عامل يتسبب في سرطان الكبد هو مرض الكبد. وهو مرض يمكن منع حدوثه من خلال تغيير أسلوب الحياة، بما يشمل خفض استهلاك المشروبات الروحية، وتقليص وزن الجسم. وحذرت الجمعية الخيرية من أنه لا بد من اتباع إستراتيجية واضحة لخفض رواج المشروبات الكحولية، لأنه ثبت بالدليل العلمي أنها تتسبب في ما لا يقل عن سبعة أنواع من السرطان. وتشير أرقام هيئة أبحاث السرطان البريطانية إلى أن معدل الوفاة بسرطان الكبد ارتفع في بريطانيا من 6.4% لكل 100 ألف من السكان خلال الفترة 2007-2009 إلى 9.3% خلال الفترة 2017-2019.
دواء يطيح بأشهر عقاقير الكولسترول الضار
نشرت مجلة الرابطة الطبية الأمريكية دراسة تعلقت بإمكان استخدام حمض البمبيدويك، وهو مادة أقرت هيئة الغذاء والدواء استخدامها في سنة 2020، باعتباره دواء ناجعاً لخفض نسبة الكولسترول الضار، الذي يهدد ارتفاعه بالإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. وأوضحت الدراسة أنه تمت تجربة حمض البمبيدويك على 4 آلاف متطوع فانخفضت معدلات الكولسترول الضار لديهم بنحو 21%. واستمرت التجربة ثلاث سنوات. ولم يكن المتطوعون قد أصيبوا بمرض القلب من قبل، ولكن تم اعتبارهم معرضين بدرجة كبيرة لخطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أنهم كانوا غير راغبين في تناول أدوية الستاتن الشائعة لخفض الكولسترول الضار. وإضافة إلى نجاحه في خفض الكولسترول؛ فإن حمض البمبيدويك خفض أيضاً احتمالات الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية ناجمة عن مرض القلب. وأعطي المتطوعون المشار إليهم جرعة من حمض البمبيدويك مقدارها 180 مللم يومياً. وكانت مجلة نيو إنغلاند الطبية الأمريكية نشرت دراسة سابقة تمثل بيانات تجربة سريرية مماثلة تكونت من أكثر من 13 ألف متطوع. وشملت الدراسة متطوعين أصيبوا أصلاً بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، وآخرين لم يعانوا من السكتة ولا النوبة القلبية، لكنهم اعتبروا في عداد من يواجهون مخاطر الإصابة بالنوبات والسكتات. وكالعادة مع كل دواء جديد؛ تم رصد إصابة متطوعين بارتفاع مستوى القاوت، وحصوات المرارة، وزيادة إنزيمات الكبد والكلى. لكن الأطباء قالوا إن تلك التأثيرات الجانبية ليست من الخطورة بحيث يتعين وقف التداوي بهذا العقار الجديد. ويكره كثيرون استخدام عقاقير الستاتن، التي تتسبب في شد العضلات وضعفها. وأضافوا أنه يتعين إخضاع تلك المضاعفات لمزيد من الدرس، خصوصاً ما إذا كان يتعين على المرضى أخذ جرعة حمض البمبيدويك جنباً إلى جنب جرعة الستاتن المعتادة. وذكر أستاذ أمراض القلب في مركز القلب والشرايين في هيوستن الدكتور كيرشو باتيل أن شخصاً من كل 250 شخصاً يعاني من حالة موروثة تتسبب في زيادة معدل الكولسترول الضار في جسمه. ورجح أن كثيرين يعانون ارتفاع الكولسترول لسبب وراثي، أو بسبب أسلوب حياتهم، وإقبالهم على الوجبات السريعة. وتمسك الأطباء بأن عقاقير الستاتن لا تزال أنجع دواء لتقليص الكولسترول الضار. وقالوا إنهم لن يصفوا حمض البمبيدويك إلا للمريض المصاب بحساسية من عقاقير ستاتن.