الواقع يكذب أسطورة نهاية "الذهب الأسود" لعالم أميركي

منذ 1 سنة 186

في عام 2006 كان متوقعاً أن تنتهي أسطورة "الذهب الأسود" في العالم، وذلك وفقاً لحسابات العالم الأميركي باريون كينغ هوبرت الذي توقع قبل 1990 أن تصل دورة إنتاج النفط ذروتها في هذا التاريخ تحديداً، ومع أن الإنتاج وصل إلى ذروته لحظتها فإن صناعة نفطية جديدة كتبت لهذه "النعمة" تحديداً في الخليج العربي الاستمرار بالتدفق، من خلال ما عرف بصناعات النفط غير التقليدية التي تعتمد بدورها على الصخر القاري والنفط الرملي وتسييل الفحم وغيرها.

كينغ أغفل في حساباته عاملاً مهماً يتعلق بانتهاء تدفق النفط، وهو التطور العلمي والتقني الذي جاءت هذه النعمة رديفاً له، إذ منحت التقنيات الحديثة التي وصلت ذروة تطورها مع هذا التاريخ (2006) هذه الثروة عمراً جديداً من خلال التصنيع الذكي لهذه المادة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فالناس عرفوا النفط منذ آلاف السنين من خلال البرك والآبار السطحية هنا أو هناك، لكن أول من فكر في استثمار هذه المادة الخام وتقطيرها هو الأميركي جيمس يونغ عام 1850، وكان النفط يدخل قبل ذلك في الإنشاءات القديمة وتعبيد الشوارع، وفي صناعات فرعية غير ذات شأن، إلى أن اندلعت الثورة الصناعية ليصبح النفط عصباً رئيساً في حياة العرب والعالم الحديث.

العرب والنفط

بعد سقوط العثمانيين أوائل القرن الـ20 بدأ التنقيب عن النفط العربي من خلال شركات أوروبية وأميركية أبدت اهتمامها باستخراج هذه الثروة والمشاركة في أرباحها.

وكان نتيجة ذلك ظهور النفط في العراق وشبه الجزيرة العربية بين عامي 1927 و1962، ثم ظهوره في الجزائر وليبيا أيضاً، لذلك يمكن أن يعد النفط عند العرب وليد ثقافة مكانية خاصة، إذ تميزت الصحراء بدرجات حرارة مرتفعة في ما عد العلماء هذه الصفة واحدة من عوامل زيادة الاحتياطي من هذه المادة بشكل طبيعي.

صفات النفط

تقول الموسوعة العلمية الأوروبية، إن النفط مادة طبيعية عبارة عن تكوينات جيولوجية في جوف الأرض تتجمع عبر عملية تحول طويلة وبطيئة تطرأ على المواد العضوية، وقد تدوم هذه العملية عصوراً وحقباً زمنية، وتأتي المادة المتكونة من بقايا الكائنات الحية ومخلفاتها الطبيعية، وأساسها هو مادتا الكربون والهيدروجين (هيدروكربون)، والناتج هو وقود أحفوري ناضب غير متجدد.

وقد انتبه العرب في الجزيرة العربية تحديداً إلى هذه الحقيقة، لذلك شاعت في الفترة بعد عام 2000 اقتراحات عدة لتحويل هذه الثروة الناضبة إلى مشاريع واستثمارات، وإدخال الطاقة المتجددة إلى ميدان العمل بدلاً منها، من خلال استغلال الطاقة الشمسية وغيرها من الأفكار، وكانت النتيجة حدوث طفرة عمرانية وإنسانية في السعودية وبقية دول الخليج العربي، مما أكد أن العقل هو الذي أنتج "الذهب الأسود" وأدار هذه الثروة بنجاح من دون أن تتحول إلى نقمة كما في بعض البلدان.

نظرة تاريخية

في عام 1856 أنشأ الصيدلاني البولندي جان جوزيف أغناسي لوكاسيفيتش (1822-1882) أول مصفاة بترول في أوروبا، وبلغت ذروة الحاجة للنفط في العالم خلال فترة الحربين العالميتين، قبل ذلك وتحديداً في 1850 كان جان أصدر أول براءة اختراع لمشروع نفطي وأسس مجموعة شركات "غرب لوثيان" و"غلاسكو"، وكان الصينيون استخدموا عصي الخيزران للحصول بشكل بدائي على النفط من التجمعات السطحية والآبار الخارجية، وقديماً استخدم النفط في جدران وأبراج بابل القديمة، وظهر بصورته الحالية في السعودية والكويت وقطر عام 1938، وفي الإمارات والبحرين عام 1962، وكانت أهم مادة تستخرج منه هي الوقود الذي دخل في تشغيل السيارات والطائرات إلى جانب توليد الطاقة الكهربائية لتشغيل المصانع والآليات الثقيلة إضافة إلى صناعة الأسمدة ومبيدات الحشرات وحتى الأقمشة والأدوية.