الهدوء يخيم على المدن الفرنسية بعد خمسة ليال من الاحتجاجات وأعمال الشغب

منذ 1 سنة 158

بدت الليلة السادسة بعد مقتل الشاب نائل أكثر هدوءًا من سابقاتها بعد انتشار أمني عززته الحكومة في المدن الرئيسية.

كانت جدة الشاب الذي قتل على يد ضابط شرطة قد أطلقت الأحد عبر التلفزيون مناشدة طالبت فيها المحتجّين التوقّف عن أعمال التخريب والنهب والحرق.

وأضافت في مقابلة أجرتها معها قناة "بي إف إم تي في" التلفزيونية الإخبارية "لأولئك الذين يكسّرون أقول لهم: توقّفوا. فليتوقّفوا عن تكسير الواجهات وليتوقفوا عن تكسير المدارس والحافلات".

وتابعت "توقّفوا. من يستقلّ هذه الحافلات هنّ أمّهات، من يسير في الخارج هنّ أمّهات".

وعلى مدى الليالي الخمس الفائتة شهدت فرنسا أعمال شغب ونهب وسرقة وتكسير وإحراق اندلعت إثر مقتل الشاب وتواصلت في كثير من الأحياء الشعبية في البلاد.

وأضافت جدّة القتيل "نريد أن يبقى هؤلاء الشبّان هادئين. نائل مات. كان لابنتي ولد واحد. ابنتي ضاعت وانتهت حياتها. وأنا، لقد حرموني ابنتي وحفيدي".

ماكرون يجتمع بالحكومة

كان الهدوء ليلة الأحد سيد الموقف، حيث تم نشر قرابة 45 ألف من رجال الشرطة والدرك. بينما اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئيسة الوزراء إليزابيث بورن وعدد من أعضاء الحكومة الأحد، لـ"تقييم" الوضع.

قضى نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غرب باريس. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاما تهمة القتل العمد.

وأثار مقتل الشاب صدمة في فرنسا وصل صداها إلى الجزائر التي تتحدر منها عائلته.

وفي ظل أعمال العنف، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ الأحد وتستمر ليومين، بعدما اختصر أيضا مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل الجمعة.

وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس الأحد عن "قلقه" لاستمرار أعمال الشغب في المدن الفرنسية.

واضاف "لدي أمل كبير، وأنا مقتنع تماما، بأن رئيس الدولة الفرنسية سيجد السبل (لضمان) تحسن الوضع سريعا".

ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج وخصوصا أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024. ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول.

وقامت دول عدة بتحديث نصائح السفر لرعاياها الى فرنسا، ودعتهم الى تجنب زيارة المناطق التي تشهد أعمال شغب.