الهبات الساخنة لدى النساء أكثر خطورة مما كنا نظن..لماذا؟

منذ 1 سنة 145

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يأتي الشعور بالسخونة من العدم، وقد يكون الأمر شديدًا بالنسبة لبعض النساء لدرجة أنّهن يشعرن بالهبات الساخنة تلفح وجوههن. هذا ما يحصل أثناء اقتراب النساء من سن اليأس، وهي مرحلة تمر بها 75% من النساء إذا عشن بالقدر الكافي، وفقًا لما ذكره الخبراء.

وحتّى لو كان انقطاع الطمث لا يزال على بُعد أعوام أو عقود، فقد حان الوقت للانتباه له، إذ أن تجربة انقطاع الطمث ضارة بالصحة مستقبلاً.

ووجدت دراسات غير منشورة، عُرضت الأربعاء في الاجتماع السنوي لـ"جمعية انقطاع الطمث" في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، أنّ الهبّات الساخنة الشديدة ترتبط بزيادة بروتين "C" التفاعلي، وهو مؤشر على الإصابة بأمراض القلب في المستقبل، ومؤشر حيوي في الدم قد يتنبأ بتشخيص مرض الزهايمر في وقتٍ لاحق.

وقالت مديرة العيادة المتخصصة لصحة المرأة في "مايو كلينك" في ولاية فلوريدا الأمريكية، والمديرة الطبية لـ"جمعية انقطاع الطمث"، الدكتورة ستيفاني فوبيون: "هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها العلم أنّ الهبّات الساخنة مرتبطة بالمؤشرات الحيوية في الدم لمرض الزهايمر".

وأضافت فوبيون، التي لم تشارك في الدراسات: "هذا دليل آخر يخبرنا بأنّ الهبّات الساخنة والتعرق الليلي ليست عديمة الضرر كما اعتقدنا في الماضي".

خطر الإصابة بمرض الزهايمر

وارتدت 250 امرأة تقريبًا تراوحت أعمارهن بين 45 و67 عامًا يعانين من أعراض انقطاع الطمث جهازًا لقياس جودة نومهن بشكل موضوعي لثلاث ليال. وزُوِّدت النساء بأجهزة مراقبة العرق لتسجيل الهبّات الساخنة في إحدى تلك الليالي.

ومن ثم قام الباحثون بسحب عينات دم من المشاركات في الدراسة وفحصها بحثًا عن مؤشر حيوي بروتيني محدِّد لمرض الزهايمر يُدعى "بيتا أميلويد 42/40".

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية، الدكتورة ريبيكا ثورستون: "وجدنا أنّ التعرق الليلي مرتبط بمستويات بيتا أميلويد 42/40 الضارة، ما يشير إلى أنّ الهبّات الساخنة التي تحدث أثناء النوم قد تكون علامة على النساء المعرضات لخطر الإصابة بخرف داء الزهايمر".

وتعمل ثورستون كأستاذة في الطب النفسي، وعلم الأوبئة، وعلم النفس، كما أنّها تُدير مختبر الصحة السلوكية الحيوية للمرأة في كلية "بيت" للصحة العامة بجامعة "بيتسبرغ".

وأوضحت ثورستون أنّ المؤشر الحيوي لا يُحدد ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض الزهايمر السريري، بل يُحدد إمكانية الإصابة بالمرض في المستقبل فقط.

وبعبارة أخرى، لا تُسبّب الهبّات الساخنة ليلاً هذا الخطر، وشرحت فوبيون: "إنها مجرّد علامة على الأشخاص المعرضين لخطرٍ متزايد"، مضيفة: "وبشكلٍ مماثل، نحن لا نعرف ما إذا كان علاج التعرق الليلي سيُقلل من الخطر".

أمراض القلب

ونظرت دراسة أخرى قدّمها فريق ثورستون في المؤتمر إلى علامات الالتهاب الخاصة بأمراض القلب.

ووجدت أبحاث سابقة أجرتها ثورستون أنّ النساء اللواتي أبلغن عن معاناتهن من هبّات ساخنة متكررة أو مستمرة أثناء انقطاع الطمث المبكر يتمتّعن بخطر متزايد بنسبة تتراوح بين 50% إلى 80% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وفشل القلب.

وفي المتوسط، يمكن أن تستمر الهبّات الساخنة المتكررة، والتي تتراوح بين المتوسطة والشديدة من 7 إلى 10 أعوام، وقد تستمر الهبّات الساخنة الأقل تواترًا أو الشديدة منها لفترةٍ أطول، وفقًا للخبراء.

وفي هذا البحث الجديد، استخدم العلماء أجهزة مراقبة العرق على 276 امرأة كنّ جزءًا من دراسة "MSHeart" لقياس تواتر وشدة الهبّات الساخنة بشكلٍ أكثر موضوعية ليلاً ونهارًا.

وقارن الباحثون تواتر وشدة الهبّات الساخنة مع قياسات الدم لبروتين "C" التفاعلي، وهو مؤشر على مستويات الالتهاب في الجسم، ويُستخدم لتحديد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض القلب بالفعل.

وأظهرت النتائج أنّ الهبّات الساخنة خلال النهار ارتبطت بمستويات أعلى من بروتين "C" التفاعلي، حتى بعد مراعاة أسباب محتملة أخرى مثل العمر، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، ومستوى التعليم، والعِرق وهرمون "استراديول".

وأكدت المؤلفة الرئيسية، ماري كارسون، وهي طالبة دكتوراه في الصحة السريرية والبيولوجية في قسم علم النفس بجامعة "بيتسبرغ"، في بيان: "هذه هي الدراسة الأولى التي تُدرس الهبّات الساخنة المقاسة من الناحية الفسيولوجية فيما يتعلق بالالتهاب، وتضيف الدراسة أدلة إلى مجموعة متزايدة من الأدبيات التي تقترح أنّ الهبّات الساخنة قد تشير إلى وجود مخاطر كامنة متعلقة بالأوعية الدموية".

ما العمل؟

وبما أن أمراض القلب هي السبب الرئيسي لوفاة النساء في العالم، ترى فوبيون أنّه على الأطباء البدء في سؤال المريضات عن تجاربهن مع الهبّات الساخنة باعتبارها عامل خطر للإصابة بالأمراض في المستقبل.

وأوضحت فوبيون: "النساء اللاتي قد يعانين من التعرق الليلي على وجه الخصوص قد يحتجن إلى تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكلٍ عام"، وتابعت قائلةً: "أمّا بالنسبة لما يجب فعله، فإن التوصيات ستكون متشابهة للتوصيات المتعلقة بصحة القلب والدماغ، أي الحصول على نوم أفضل، واتباع نظام غذائي سليم، وبرنامج رياضي منتظم، وتقليل التوتر، والحفاظ على الصلات الاجتماعية، والقيام بشيء يحفز الدماغ".