النجم إدريس إلبا يتحدث عن بناء مدينة صديقة للبيئة تعمل بطاقة الرياح في غرب إفريقيا

منذ 8 أشهر 135

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعرف الممثل البريطاني، إدريس إلبا، بلعب دور شخصيات مثل سترينجر بيل في فيلم "The Wire"، وجون لوثر من برنامج تلفزيوني يحمل الاسم ذاته. ولكن يتمتع إلبا بطموحات تتجاوز الشاشات.

ويرغب الممثل البريطاني الآن في بناء "مدينة بيئية ذكية" تعمل بطاقة الرياح على جزيرة قُبالة دولة سيراليون الواقعة في غرب إفريقيا.

وتشتهر جزيرة "شيربرو" بشواطئها البكر التي تُعتبر منطقة لتعشيش السلاحف البحرية الخضراء. 

وتتعاون شركة "Sherbro Alliance Partners"، التي شارك إلبا في تأسيسها بعام 2019، مع الحكومة لتطوير منطقة اقتصادية خاصة في الجزيرة لجذب الأشخاص من جميع أنحاء العالم للعيش، والعمل، والاستثمار، واللعب.

ونشأ الممثل في العاصمة البريطانية لندن، لكن والدته من غانا، ووالده من سيراليون. 

وعمل إلبا كسفير للعلامة التجارية لسيراليون، وهو مدافع قوي عن بناء اقتصاد الفنون الإبداعية الإفريقي.

وخلال الأسبوع الماضي، أثناء حديثٍ في مؤتمر "إنفستوبيا" للاستثمار بأبوظبي، دافع إلبا عن الصناعات الإبداعية، ودعا إلى المزيد من الاستثمار لدعم الابتكار، والنمو. 

وهناك، تحدث البريطاني مع بيكي أندرسون من شبكة CNN حول أفكاره الكبيرة للمستقبل.

تم تحرير المقابلة بشكلٍ طفيف بغرض الوضوح والإيجاز.

CNN: لديك مشروع في جزيرة “شيربرو”، حدِّثنا عنه.

إدريس إلبا: أولًا، إنّها جزيرة صغيرة جميلة تقع قُبالة ساحل سيراليون.

يعادل حجمها مدينة شيكاغو تقريبًا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة في مناطق مختلفة عبر الجزيرة.

 ومن الناحية التاريخية، كانت جزيرة "شيربرو" نقطة اللاعودة في مجال تجارة الرقيق، وكان هذا المكان الذي وضعت فيه إنجلترا عاصمتها لسيراليون (عندما كانت مستعمرة)، في مدينة تسمى بونتي، وهي لا تزال موجودة هناك.

ولا تزال آثار المدينة موجودة، منها نظام الشبكة، ونظام الطرق، والمنازل القديمة، والكنائس. إنّه جزء غني تاريخيًا بشكلٍ لا يصدق من سيراليون. 

وتتمتع بـ 19 ميلاً (50 كيلومترًا) من الساحل البحري.

وقال شريكي التجاري، سياكا ستيفنز، وهو حفيد الرئيس السابق (الذي يحمل الاسم نفسه، والذي خدم بين عامي 1971 و1985): "انظر، يحتاج شخص ما إلى تنمية جزيرة شيربرو من أجل السياحة". 

كان ذلك قبل 7 سنوات. 

ما وصلنا إليه اليوم هو أنّنا عقدنا شراكة مع الحكومة لوضع خطة لكيفية تعزيز السياحة. 

وبدأ الأمر كمشروع سياحي، ونقوم الآن ببناء مدينة ذكية وديناميكية بيئية.

من الواضح أنّ هذه هي سيراليون، أي واحدة من أفقر دول العالم، لذا فإن الاستثمار لا يأتي بسرعة.

 ما وَجَب علينا القيام به هو فهم كيفية تجميع فرصة استثمارية حول هذه الجزيرة الجميلة من دون تدميرها، مع مراعاة المناخ، والتمتع بالوعي بشأن وجود ثقافة شباب في جميع أنحاء إفريقيا (يبلغ متوسط ​​أعمارهم حوالي 20 عامًا) والذين يرغبون بشيءٍ ما.

ووجدت نفسي فجأة في منتصف الطريق لمحاولة معرفة كيفية الجمع بين هذا الأمر، وما فعلته هو الحصول على أفضل المفكرين في مجالاتهم لمعرفة كيفية بناء إطار استثماري قوي حتّى ينظر اللاعبون الدوليون إلى إفريقيا بطريقةٍ مختلفة.

وهذا هو مشروع جزيرة "شيربرو". وهذه طريقة طويلة جدًا للقول إنّها خطة التقاعد الخاصة بي.

CNN: كيف كانت شهية المستثمرين؟

إدريس إلبا: هناك مستويات هائلة من الفضول، والنية الحسنة. 

لا شك أنّ الجميع يدرك أنّ الفرصة المتاحة لإفريقيا لا تصدق.

هناك فرصة كبيرة لإفريقيا عندما تنظر إلى الاقتصادات الناشئة، وظهور التكنولوجيا، والسكان، ويبلغ عددهم 1.4 مليار شخص عبر منطقة بهذا الحجم الكبير، وهي تتمتع بالمساحة للنمو.

CNN: أعلم أنكم حريصون للغاية على تعزيز ركيزة الصناعة الإبداعية في جميع أنحاء إفريقيا بشكلٍ أفضل. أين ترى الفجوات وأين ترى الفرص؟

إدريس إلبا: الفرصة المتاحة لإفريقيا لا تتجسد عبر إعادة صياغة كيفية رؤية الأفارقة لأنفسهم من خلال سرد القصص فحسب، بل الفرصة تتمثل في جعل العالم يرى إفريقيا بطريقةٍ مختلفة.

وهنا يمكن للصناعات الإبداعية أن تلعب دورًا محوريًا.

ونقطة ارتكاز الفنون الإبداعية تتمثل بوقوع كل نوع من أنواع الصناعة ضمنها.

 أنتِ وأنا نتحدث من خلال ميكروفونات صُنِعت في مكانٍ ما واستنادًا إلى استخدامها في هذه الصناعة، إضافةً للكاميرات التي تصورنا، والمكياج الذي يزيّننا.

هذا تقاطع هائل للصناعات التي تخلق فرص الوظائف والفرص. وإذا نظرنا إلى الصناعات الإبداعية على أنّها مجرد غناء، ورقص، وسرد للقصص، فإنّنا نُقيِّد ما هي عليه في الواقع.

هذه فرصة رائعة للهندسة، والإبداع، وسرد القصص، والتراث، والبروباغندا.

ونحن بحاجة إلى دعم من الحكومات التي تقول إنّ صناعة الفنون الإبداعية تحتاج إلى الدعم والحافز لكي تنمو.

لقد صنعت 9 أفلام في إفريقيا، 9 أو 8 أفلام.

وفي كل مرة أكون هناك، أرى أن الفرص تتزايد، وأنّ جودة العمل تتزايد، وأريد المساهمة بشكلٍ أكبر فحسب.