الناطق باسم الحوثيين: البحر الأحمر آمن إلا أمام سفن إسرائيل وصنعاء لا تأخذ أوامرها من طهران

منذ 10 أشهر 139

الناطق باسم الحوثيين لـ "يورونيوز": "ليس لإيران أي علاقة في القرار الذي يصدر من صنعاء... صحيح أن إيران تدعم المقاومة وتدعم اليمن، وتتصدر المشهد في دعم فلسطين، وتقوم بأدوار كبيرة في الدعم المتنوع... ولكن القرار يتخذه أبناء اليمن كما اتخذه أبناء فلسطين كما يتخذه الأخوة في لبنان في حزب الله"

هي حرب من نوع آخر، مواجهة في عرض البحر... سلاحها المسيرات والصواريخ الباليستية... تستهدف أي سفينة قد تكون لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل... بدأت بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تِشرِين الأول الماضي، والحرب التي تخوضها الدولة العبرية على قطاع غزة منذ أسابيع والتي أودت بحياة ما يزيد عن 21 ألف فلسطيني.

هذه المواجهة يخوضها الحوثيون، الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية بما في ذلك العاصمة صنعاء، دعما لفلسطين كما يقولون، ولن تتوقف بحسب الجماعة  التي نفذت أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ إلا بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار.

تهديدات أنصار الله عطلت ميناء إيلات، وأخرجته بشكل شبه كلي عن الخدمة، ودفعت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل إلى اللجوء إلى "حارس الازدهار"، وهو تحالف يشهد تصدعا حتى قبل أن يرى النور ما يعكس حالة الإرباك السائدة وصعوبة إيجاد طريقة للتعامل مع الحوثيين منعا لتوسيع دائرة الحرب.

"تحالف جاء لحماية إسرائيل فقط"

للحديث عن كل ما سبق، كان لـ"يورونيوز" هذا اللقاء الخاص مع المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام.

سألنا المسؤول اليمني في جماعة أنصار الله عن التحالف الأمريكي في البحر الأحمر للتصدي لهجمات الحوثيين، فأجاب بقوله إن هدف هذا التحالف أساسا هو حماية إسرائيل.

وأضاف أن "ما يسمى بحارس الازدهار قد فشل في تقديم الصورة المطلوبة من قبل الولايات المتحدة وإظهار وجود مخاطر في البحر الأحمر وبحر العرب".

وأكد المتحدث أن "صنعاء عبرت بوضوح أن السفن التي تنتمي إلى إسرائيل، أو تتجه نحوها، أو لها أي علاقة بإسرائيل، هي المستهدفة الوحيدة، دونا عن بقية سفن العالم، بدون استثناء".

وأوضح عبد السلام أن "إسرائيل بدأت بشن حرب ضخمة، ووضعت قواعد محددة للصراع، ولذلك يتوجب عليها تحمل مسؤولية هذه التبعات".

وتابع بقوله: "التحالف الدولي فشل قبل أن يرى النور"، مؤكدا أن "البارجات الأمريكية، وتلك التابعة لبعض الدول هي موجودة أصلا، ولا توجد تغييرات جوهرية في الواقع العملياتي في البحر الأحمر أو بحر العرب". وشدد الناطق باسم الحوثيين على "هدف هذا التحالف هو تأمين حماية إسرائيل فقط، وليس تأمين الممرات الدولية".

وعن انسحاب إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وتردد بعض الدول في المشاركة في هذا التحالف، قال عبد السلام إن لهذا "التردد عدة أسباب، ويرجع ذلك إلى عدم وجود شرعية تقبل به سواء من الناحية الأخلاقية أو القانونية". ولفت إلى أن بعض الدول تدرك أن سفنها تعبر يوميًا مياه البحر الأحمر، وأن القوات البحرية اليمنية تتواصل مع هذه السفن بشكل يومي.

وأشار المتحدث إلى أن واشنطن تسعى لإحداث تغيير في الوضع الحالي في البحر الأحمر والضغط على بعض الشركات لعدم المرور فيه، بهدف ممارسة ضغوط على بعض الدول في العالم للانضمام إلى هذا التحالف الهادف لحماية إسرائيل.؛ ولذلك فإن هذا التحالف فشل بحسب عبد السلام؛ لأنه لا يتمتع بالشرعية المطلوبة. وشدد بالقول: البحر الأحمر آمن، باب المندب آمن باستثناء سفن إسرائيل، إذا أرادت هذه الدول أن تأتي لحماية إسرائيل فهذا شأنها".

وأضاف عبد السلام، أن واشنطن تواصل تقديم الحماية السياسية والعسكرية والدعم اللوجستي والجسر الجوي لإسرائيل، زيادة على ذلك، تقدم دعمًا في مجلس الأمن.. وأردف بالقول: "لا نعتبر أن جميع الدول تقوم بالدور نفسه الذي تضطلع به الولايات المتحدة، فلكل دولة مصالحها الخاصة واتصالاتها الخاصة. هناك دول كثيرة أكدت عدم وجودها في المنطقة البحرية للبحر الأحمر".

وكشف عبد السلام عن تواصل بعض الدول مع الجماعة فقال في هذا الصدد: "تم الإعلان أن التحالف يضم دولا أخرى لكن هذه الدول أفادتنا بأنها ستكون متواجدة فقط في البحرين لأغراض التواصل والتنسيق مع سفنها وللتعاون مع بعض السفن الأخرى المكلفة بحماية المنطقة وتحقيق درجة من التنسيق".

وتابع "مع ذلك، يشددون على أن موقفهم السياسي يعارض ما يحدث في فلسطين وأنهم يؤيدون إنهاء الحصار على قطاع غزة. ويرون أن السبيل الصحيح لإنهاء كل هذا يكمن في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة".

البحرين تقدم كـ "طعم"

وعن مشاركة المنامة في التحالف البحري في البحر الأحمر، قال عبد السلام إن الدولة الخليجية تمثل اسمًا أكثر من كونها تعكس حقيقة واقعية على الأرض، فهي حسب قوله لا تمتلك أي موارد في ذاتها، أو في مناطقها، ناهيك عن عدم امتلاكها أي قوة بحرية تذكر.

وأشار إلى أن بعض الدول في المنطقة تقدم المنامة كطعم فهي تمثل نوعا من الحضور العربي، مؤكدا أنه "بالفعل، لا يوجد أي أثر لها في البحر، أو في أي موقع آخر. نرى وجودها بمثابة العدم. بالطبع نحن لا نريد للبحرين، على الأقل للشعب البحريني الصديق والعزيز أن يقبل بمثل هذه المشاركة لحماية إسرائيل. أما واقع النظام فهم معروف، هو نظام مرتهن، ولا يملك من قراره شيئاً ووجوده كعدمه، ولا يمثل أي دور يذكر".

البحر الأحمر آمن ومستقر

ولدى سؤاله عن إعلان شركة الشحن العالمية العملاقة "ميرسك"، استئناف نشاط سفنها في البحر الأحمر بعد تعليقه هناك، وإن كان الحديث عن تحالف دولي قد أزاح حالة التوتر التي كانت سائدة، قال عبد السلام إن "الشركات الدولية لم تواجه أي حالة إرباك، بل على العكس تمامًا، الولايات المتحدة هي من حاولت من خلال الدعاية التي بثتها أن تستفز العالم والشركات الدولية لدفعها للوقوف إلى جانب التحالف". 

وأكد أن "السفن الممنوعة من المرور هي السفن الإسرائيلية، أو التي يملكها إسرائيليون أو شركاء فيها، أو أي سفينة تجاربه تريد أن تذهب إلى موانئ الكيان الإسرائيلي"، مضيفا "إذا كانت شركة ميرسك أو أي شركة أخرى ترغب في السفر إلى أوروبا أو أمريكا أو دول عربية أخرى عبر البحر الأحمر، فإن الاستعداد لعودتها أمر طبيعي ولا يوجد أي مشكلة في ذلك. نؤكد أن البحر الأحمر آمن ومستقر. وننصح أي شركة تنوي السفر إلى إسرائيل أن تأخذ تحذيرات صنعاء على محمل الجد وأن تفهمها جيدًا، لأن عدم اتباع هذه التحذيرات قد يعرضها للخطر أو المضايقة".

ما قامت به صنعاء هو أمر طبيعي

وعما إذا كانوا يخشون الردّ الأمريكي على هجمات الحوثيين، إذا ما قررت واشنطن أن تشن حربا على العاصمة صنعاء، في حين تجري مفاوضات تهدف إلى وضع حد للحرب التي استمرت لسنوات، وأودت بحياة مئات الآلاف في اليمن، صرح المفاوض اليمني، أنه "عندما قامت القيادة في اليمن والشعب اليمني باتخاذ هذا الموقف، فعلوا ذلك بناءً على قيم دينية وأخلاقية وإنسانية ووطنية وقومية، وهم يدركون تبعات هذا الموقف".

وأكد عبد السلام أن "أي سياسي يدرك جيدًا أن هذا الموقف سيكون له عواقب وتداعيات، وقد أعلنت صنعاء مرارًا أنها تدرك تبعات هذا الموقف. ومع ذلك، يجب التنبه إلى أن التبعات الأخطر والأكثر ضررًا ستكون في تفريطنا في قضية فلسطين، سواء في الدنيا، أو في الآخرة من الناحية الدينية. ومع ذلك، إذا نجحت إسرائيل في القضاء على المقاومة الفلسطينية، فإن ذلك سيشكل تهديداً للأمن القومي للأمة بأكملها".

ووفقًا لعبد السلام، ستصبح إسرائيل الشرطي الرئيسي في المنطقة، ولن تكون لأي دولة أخرى أي تأثير في القرارات أو الشؤون الاقتصادية أو القومية أو العربية أو العالمية. لذلك، إذا قررت الولايات المتحدة أن تلعب أي دور، ستكون إسرائيل هي المسؤولة.

وتابع قائلا "نحن نعتبر أن ما قامت به صنعاء هو أمر طبيعي، ويجب على أمريكا وإسرائيل قبوله. فنحن لسنا من أعلن الحرب، بل إسرائيل هي من قامت بذلك، ويجب أن تتحمل تبعات ونتائج تلك الحرب".

وشدد على أن "اليمن لا يخشى أي ردة فعل من أي طرف بقدر ما يخشى إهمال قضية فلسطين وموقفنا أمام الله وأمام الأجيال والشعب الفلسطيني".

نحن لا نتلقى توجيهات من إيران

ونفى عبد السلام ما يتم توجيهه من اتهامات بأن أنصار الله أغلقوا باب المندب تنفيذاً لأوامر طهران، خاصة أنهم لم يغلقوه (باب المندب) في أوج حربهم مع حكومة صنعاء.

وقال المتحدث الرسمي "هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، فقد حدثت عمليات عسكرية في البحر الأحمر استهدفت البوارج العسكرية الإماراتية والسعودية، وهناك سفينة شحن إماراتية اسمها "روابي" وضعت تحت سيطرة الحوثيين وهي محتجزة في البحر الأحمر في الحديدة".

وتابع قائلا "نحن لا نتلقى توجيهات من إيران، الشعب اليمني لديه كرامة، وخرج بالملايين في مظاهرات إلى الشارع وأبسط شخص يستطيع أن يسأل الشعب اليمني من صغيره إلى كبيره، وعلى الرغم من الاختلافات السياسية في اليمن بشأن موقف صنعاء والقوات المسلحة من إسرائيل، وسيجد أن الجميع يتفق على دعم هذا الموقف، بل ويطلب المزيد".

وأردف عبد السلام "هم لا يقرأون قراءة صحيحة، ويفسرون التفسيرات كلها في اتجاه آخر، ويعتبرون أنه لا توجد قضية فلسطينية وحتى في اليمن، هم كانوا يقولون إننا ندافع عن أنفسنا وحقوقنا، ونطالب بفك الحصار عن بلدنا، استجابة لإيران... لا هو استجابة لحاجتنا نحن... وقوفنا إلى جانب فلسطين هو استجابة لمطلب شعبنا، ولإيماننا بالقضية الفلسطينية أولا ولإيماننا بالقضية الأخلاقية والدينية ثانيا".

وأكد أنه "ليس لإيران أي علاقة في القرار الذي يصدر من صنعاء... صحيح أن إيران تدعم المقاومة وتدعم اليمن، وتتصدر المشهد في دعم فلسطين، وتقوم بأدوار كبيرة في الدعم المتنوع، هذا شيء واضح وإيران تقول ذلك. ولكن القرار يتخذه أبناء اليمن كما اتخذه أبناء فلسطين كما يتخذه الأخوة في لبنان في حزب الله".

وأنهى كلامه قائلا "نحن نؤمن بهذه القضية إيمانا عقائديا وأخلاقيا ودينيا ووطنيا، ولسنا بحاجة لأن نستجيب لمطلب أو فقط بمجرد أن يأتي طلب من بلد معين ندخل في حرب واحتمالات حرب كبيرة، هذا كلام غير واقعي وسطحي، ولا يستند لمعرفة الواقع على المستوى اليمني، وعلى مستوى القضية، وعلى مستوى محور المقاومة".