قال المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، إن الثقافة لها دور مؤثر فى بناء الشخصية ونشر الوعي والفكر، وتعد من ركائز ودعائم بناء الإنسان، وهناك اهتمام كبير فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمجالات الثقافية وأهمية نشر الوعي، ما يؤكد على أهمية وضرورة إعادة إحياء دور قصور الثقافة والمسارح وتفعيل أنشطتها لحماية النشء والشباب من استقطابهم من قبل الجماعات المتطرفة والتصدي للأفكار الهدامة، لتبقي الثقافة حائط الصد الأول للحفاظ على الهوية المصرية.
جاء ذلك على هامش الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، اليوم الأحد، لنظر طلب مناقشة عامة عن استعادة الدور التاريخي لقصور الثقافة والمسارح في نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافة.
وأضاف الجندى، أن إدارة قصور الثقافة بمنطق الخمسينات والستينات أصبح غير مناسب، وهناك مناطق لا يوجد فيها قصور وبيوت ثقافة ومسارح، خاصة في المحافظات الحدودية والنائية، والعديد من القرى والنجوع، متابعا: "هناك قصور ثقافة مهددة بالإغلاق التام، وعلى سبيل المثال؛ قصر ثقافة مدينة طنطا الذي كان منجما ثقافيا و بؤرة إشعاع ثقافية لمحافظات الدلتا، يعاني مشكلات الوجود؛ ومن هنا أقترح استغلال قصر الأميرة فريال المهجور في مدينة طنطا كي يكون قصر ثقافة ليس لطنطا فقط ولكن كي يعود منبرا ومنجما للموهوبين والمبدعين من أبناء محافظات الدلتا، وسوف أقدم لوزارة الثقافة مشروعا متكاملا لتلك الفكرة".
ولفت إلى أن هناك قصور ثقافة ومسارح متهالكة ومهجورة ولا تقدم أى أنشطة، وأخرى يقف نقص التمويل عائقا أمام القيام بدورها وتفعيل أنشطتها، فضلاً عن انعدام دورها فى نشر الوعي والتثقيف والحفاظ على الهوية الوطنية، وعجز العمالة في بعض قصور الثقافة وتكدسها في أخرى، متسائلاً: أين دور قصور الثقافة والمسارح في مواجهة المخاطر والأفكار الهدامة؟!، أين دورها قصور في التصدي للشائعات التي تنال من الدولة المصرية، وتوعية المواطنين بمخاطرها.
وطالب الجندي، بوضع استراتيجية ثقافية وطنية تشارك فيها وزارة الثقافة مع الوزارات والمؤسسات الأخرى المعنية، تستهدف تحقيق العدالة الثقافية بين أفراد المجتمع، مقترحا إطلاق مشروع ثقافي قومي فى إطار استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري، يستهدف نشر الثقافة والوعي في كل ربوع مصر والاهتمام بفئات الشباب والنشء، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ودعا إلى إنشاء وتأهيل قصور وبيوت الثقافة – والمكتبات – وإعادة افتتاح المسارح، وتوفير التمويل والدعم اللازم لذلك.
وأكد على ضرورة تفعيل دورها في نشر الثقافة والتوعية للمواطنين، ومواجهة التطرف والإرهاب ونشر الفكر والتنوير، والحفاظ على القيم والأخلاقيات والتفاعل مع قضايا المجتمع الملحة، وبناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية، وتفعيل دور قصور الثقافة فى القرى والنجوع والعزب، وتأهيل وتدريب العاملين، وتشجيع الاستثمار في المجالات الثقافية والشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، مع الحفاظ على توفير الخدمات الثقافية للمواطنين.
وتساءل: ما حجم المشروعات الثقافية التي تنفذها وزارة الثقافة فيما يخص إنشاء بيوت وقصور ثقافة جديدة أو استكمال المشروعات تحت التنفيذ، وأين دور قصور الثقافة في اكتشاف الموهوبين والمبدعين ونشر إبداعاتهم؟، مطالبا بالاهتمام بتطبيق التحول الرقمي في قصور الثقافة ومواكبة التطورات التكنولوجية.