في مناظرة استمرت 90 دقيقة، واجه الرئيس الأسبق دونالد ترامب لأول مرة مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس على قناة "ABC".اللقاء جاء بعد استطلاعات أظهرت تقاربًا في نوايا تصويت الناخبين بينهما، لكن النتائج تغيرت بعد المناظرة لصالح هاريس. فما الذي قلب الموازين؟
تميزت هاريس بدخول قوي إلى المنصة، حيث اتجهت بسرعة نحو ترامب الذي ظهرت عليه علامات الانزعاج، وكأنه مجبر على فعل شيء لا يرغب به. وقد اشترط في المناظرة التي تسبق الانتخابات بشهرين تقريبًا القواعد ذاتها التي حكمت مناظرة بايدن وترامب، وهي عدم وجود جمهور بينهما، وكتم صوت ميكروفونات المرشحين عندما لا يكون دورهم في الحديث، فضلًا عن عدم السماح بتدوين الملاحظات.
خلال اللقاء، وبحسب تحليلات شبكة "سي إن إن"، أظهرت هاريس استعدادًا جيدًا في القضايا الأساسية، مثل خطة تطوير الاقتصاد وحقوق المرأة واللاجئين. وبطبيعة الحال، حاول ترامب مهاجمتها مرارًا، واصفًا إياها بالماركسية، ومشككًا في هويتها العرقية، قائلاً إنها لم تحدد ما إذا كانت من ذوي البشرة السوداء أم لا، وزاعمًا أنها "تكره إسرائيل، وأن إسرائيل "ستختفي في غضون سنتين إذا أصبحت هي الرئيسة". وقد ردت هاريس على اتهامات ترامب قائلة: "هذا غير صحيح، أنا أدعم إسرائيل وسأظل أدعمها، لكن المعروف أن ترامب يحب الديكتاتوريين وهو سيصبح واحدًا منهم في أول يوم يفوز فيه بالانتخابات"، في إشارة إلى دعابة كان ترامب قد تفوه بها سابقًا.
من جهتها، اتهمت هاريس ترامب بدعمه للأثرياء على حساب الطبقة المتوسطة والفقيرة، حيث هاجمت سياساته الجمركية التي قالت إنها "سترفع الضرائب على الطبقة المتوسطة"، واتهمته بقيادة أسوأ هجوم على الديمقراطية الأمريكية منذ الحرب الأهلية، في إشارة إلى أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير/كانون ثاني 2021. كما انتقدته بشأن موقفه من حقوق النساء. وادعت هاريس أن ترامب "ضعيف في السياسة الخارجية وملفات الأمن القومي"، قائلة عند تناولهما الحرب الروسية-الأوكرانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيكون في كييف ينظر إلى بولندا لو كان ترامب هو الحاكم في هذه اللحظة".
وبحسب المحللين، ظهرت هاريس ضعيفة بعض الشيء في بعض القضايا التي تناولها ترامب والتي لم تكن قد استعدت لها بشكل كافٍ. ومع ذلك، لم يظهر ترامب "شرسًا" كما كان في مناظراته مع بايدن، حيث لم يتمكن من "الإطاحة بها" كما فعل معه.
وقد بدا تفوق هاريس واضحًا، إذ أظهرت استطلاعات الرأي التي أطلقتها شبكة "سي إن إن" أن 63% من الناخبين يعتقدون أن هاريس ستفوز بالانتخابات، مقارنة بـ37% يرون أن ترامب هو الفائز، وهي نتيجة معاكسة تقريبًا لما أظهرته الاستطلاعات في مناظراته السابقة مع بايدن.
المفارقة أن فريق "سي إن إن" كشف أن ترامب أدلى بـ33 معلومة مضللة خلال المناظرة، بينما ارتكبت هاريس أخطاء أقل بكثير.
من المعلومات المضللة التي تفوه بها المرشحان في المناظرة:
على سبيل المثال، ادعاء هاريس المضلل بأن "لا يوجد أي جندي في الجيش الأمريكي في الخدمة الفعلية في منطقة قتال" غير دقيق، لأن هناك بحسب شبكة "سي إن إن" حوالي 2,500 جندي أمريكي في العراق وقد تعرضوا لإطلاق النار في الشرق الأوسط بشكل متكرر منذ أكتوبر الماضي، ولهم وجود نشط في مناطق توتر.
أما بالنسبة لترامب، فادعاؤه بأنه أنقذ قانون "أوباما كير" غير صحيح، حيث وقع ترامب بعد توليه المنصب أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى التراجع عن "أوباما كير"، مشيرًا إلى أن السياسة الرسمية للإدارة هي "السعي لإلغاء" قانون الرعاية الميسرة. على الرغم من أن الكونغرس فشل في إلغاء القانون، تمكن ترامب من تقويضه.