"المناخ قضية القرن" أولى كتب حسام الدين محمود الباحث فى السياسات المناخية

منذ 1 سنة 249

صدر حديثا أولى كتب حسام الدين محمود، الباحث في السياسات المناخية وعضو لجنة بناء القدرات بالاتفاقية الإطارية للمناخ باريس 2015، وهو كتاب «المناخ قضية القرن» والذي يتكون من ثمانية فصول رئيسية تتناول ما تم خلال نصف قرن  من اتفاقيات دولية ومؤتمرات حول المناخ.

وقال حسام الدين محمود إن رمزية الكتاب وأهميته تكمن في أن مسيرة العمل المناخي قد بدأت عام 1972 في أول مؤتمر للبيئة في مدينة ستوكهولم في السويد وصولا إلى آخر قمة مناخية والتي عقدت في مدينة شرم الشيخ COP27، حيث يحتوي هذا الكتاب على قراءة لكل ما تم من أعمال قامت بها الأمم المتحدة أو انجازات قدمتها الدول في ملف المناخ.

وأضاف حسام الدين محمود: "كان هدفي من هذا الكتاب أن يكون هناك كتاب علمي مبني على مجموعة من الأبحاث والمصادر الحقيقية لهذه المسيرة بحيث يمكن أن يطلع عليها كل المهتمين بالشأن المناخي، لأن المناخ قضية قرن مضى منه خمسون عام ويتبقى مثلهم مسيرة عمل كاملة يتضلع فيها كافة الدول والمنظمات الدولية، وهذا المستقبل القريب سوف يكون بها أبحاث كثيرة للعمل المناخي يعمل عليها الإنسان للخروج من تلك التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم أجمع، ولكي يتمكن من إيجاد ذلك المخرج يتحتم عليه الرجوع للماضي والقراءة في تاريخ العمل المناخي، ومن بين الموضوعات التي تناولتها في فصول الكتاب، المشروعات الخضراء والذكية التي قدمها المجتمع الدولي ومنظماته أو الأمم المتحدة نفسها، وأصبحت مسار للدول التي تتحول إلى الأخضر، وأصبح لديها ثقافة العمل بالطاقة المتجددة، وانتاج الطاقة الشمسية وكيفية التخلص من طرق إنتاج الطاقة الغير نظيفة، حيث ذلك ما توصل إليه العلم حالياً ومن الممكن أن يجد العلم حلا آخر خلال السنوات القادمة نحو التخلص من الكربون المحيط بالكرة الأرضية".

ولفت الى أن من بين الموضوعات التي تناولتها أيضا في هذا الكتاب ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث أنها نتاج ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الجو وإحداث التغير المناخي و هو احتباس الكرة الأرضية بشيء من غاز ثاني أكسيد الكربون مما تسبب في ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وسبب هذه الظاهرة في الأصل هي الثورة الصناعية التي قامت في أوروبا وكيف أثرت على درجة حرارة الكوكب وكيف كانت حركة التنمية في أوروبا سببا في إفساد مناخ باقي الدول عامة والدول النامية خاصة.

وأردف :"فيما يتعلق بالدول النامية تناولت في كتابي المناخ قضية القرن التصحر والهجرة المناخية والنظم الإيكيولوجيا، فقد حدث تغير كامل في شكل البيئة في إفريقيا، وهذا التأثر ظاهر على مستوى الزراعة والحيوان والمياه في إفريقيا، وصولا للمشكلة التي تلتحق بها وهي مشكلة التصحر، فهناك العديد من الدول تواجه تلك المشكلة، والذي من شأنه التسبب في نقص الغذاء والهجرة المناخية، والتي ظهرت حديثا كمصطلح جديد، وذلك يطرح سؤالاً واضحاً هل أوروبا اليوم تستطيع أن تستضيف موجات هجرة من إفريقيا، وهل دول شمال إفريقيا مستعدة لإستقبال نزوح المهاجرين من جنوب القارة ووسطها".

وأكد حسام الدين محمود أن التغير المناخي في إفريقيا مؤثر بشكل كبير جدا، لذلك تعد عملية تعويض هذه الدول هامة جدا، فهو اليوم ليس بالشكل الذي نرجوه للقارة السمراء، لكن على الأقل نحن في انتظار نقل تكنولوجيا خضراء وفتح استثمارات جديدة خضراء، بحيث يتأقلم سكان القارة مع ذلك التغير، وهذا الحل هو مكون من اتجاهين أولهما التخفيف والثاني التكيف، والمقصود بالتخفيف هو تخفيف الانبعاثات الصناعية من الدول الكبرى، مثل الصين وفرنسا وألمانيا وغيرها، وكان هناك اتفاقيات لتخلص الدول من هذا الإنبعاثات بحلول عام 2050، وبالنسبة للدول الصناعية الكبرى هي ايضا معنية بتعويض الدول التي تحتاج إلى تكيف مناخي ففي اتفاقية باريس 2015 تم توقيع تمويل بقمية 150 مليون دولار كان القصد منه أن تعوض الدول المتضررة، وهذا التمويل يشمل نقل تكنولوجيا، فالوقت لا يحتمل مزيد من التأخير، وايضا هذا الدول لا تستطيع ان تعوض ذاتها اثار لم تتسبب بها.

وأشار الى أن المؤتمرات والإتفاقيات إقرت العديد من التوصيات دخل معظمها حيز التنفيذ، ولكن التعويض المناخي دخل بشكل نسبي، ولكن أصبح هناك اهتمام أكثر بالقضية، بسبب ما طال الدول الصناعية من تغير مناخي، فنجد حرائق غابات في الولايات المتحدة وعواصف الثلج، وايضا موجات الجفاف التي ضربت أوروبا، وبالتالي أصبح لزاما عليها أن تتحول للأخضر لكي تتفادى ارتفاع أكثر في درجة حرارة الأرض، فضلا عن دور  الشباب في حماية المناخ على المستوى العالمي والمستوي الإقليمي وكذا المستوى الوطني في مصر، وتأثير المناخ على المستوى المجتمعي، والغذاء والصحة النفسية، وكيفية التحول إلى مجتمع بيئي، وتأثير التغيرات المناخية على اقتصاديات الدول، وجهود مصر في العمل المناخي.

وتناول في الكتاب أيضا جهود مصر في التحول للأخضر، حيث إن حجم انبعاثات مصر من الكربون 0.6% وحجم انبعاثات افريقيا بالكامل 3% ومع ذلك نحن أكثر المتأثرين بالتغييرات المناخية، وتحولنا هو نموذج للعالم، وأيضا تفاديا لتلك التغيرات، ومصر كانت لها استراتيجية قبل قمة المناخ هي الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والهدف منها هو إدراج البعد البيئي في كافة مجالات عمل الدولة المصرية. لتلك التغيرات، ومصر كانت لها استراتيجية قبل قمة المناخ هي الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والهدف منها هو إدراج البعد البيئي في كافة مجالات عمل الدولة المصرية، حيث أن المجموعة الإفريقية في الأمم المتحدة هي التي رشحت مصر لكي تكون هي المستضيفة لمؤتمر قمة المناخ cop 27، وذلك لثقة القارة في أن الدولة المصرية تستطيع أن تحصل على حقوقها وأيضا حقوق جيرانها، كما ان مصر قدمت نموذج مناخي ناجح يمكن أن يكون ملهما للقارة الأفريقية وشعوبها، ومنذ عام 1972 كانت مصر حاضرة بمسئوليها لدى الأمم المتحدة، وكان لهم دور بارز منذ مؤتمر البيئة في ستكهولهم وكافة المؤتمرات الأخرى، كما إننا وقعنا على اتفاقية باريس 2015، وكل ذلك جعل المجتمع الدولي يثق في قدرة مصر استضافة قمة المناخ.