الملكة رانيا خلال قمة "عالم شاب واحد": كل ما تبقى لسكان غزة خيارات "مستحيلة ومشينة"

منذ 2 أشهر 39

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكدت الملكة رانيا العبدالله خلال مشاركتها في القمة السنوية لـ"عالم شاب واحد"، السبت، أن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحربها على غزة، لها تداعيات تطال المستقبل الذي ستتوارثه الأجيال، وحذرت من أن ذلك يجر العالم نحو حالة من الفوضى.

وخلال كلمتها في القمة التي عُقدت في مدينة مونتريال بكندا، وأمام حشد من الحضور ضم شبابا من  190 دولة، وأكثر من 250 منظمة، أضافت الملكة رانيا العبدالله: "نحن جميعاً نستحق عالماً يرتكز على العدالة والمساواة، حيث يطغى حكم القانون على حكم القوة، نستحق نظاماً عالمياً يُقابل جرائم الحرب والانتهاكات بالعواقب، لا بالاستثناءات. نستحق أن ندرك أن قيمتنا لا يحددها جواز السفر الذي نحمله أو لون بشرتنا، بل إنسانيتنا بحد ذاتها"، حسب وصفها.

وحثت الملكة رانيا العبدالله في كلمتها "الشباب على قراءة التاريخ"، وخاطبتهم بقولها: "حاولوا أن تتخيلوا واقع الحياة تحت وطأة الاحتلال الساحق. تعرفوا على روابط الفلسطينيين العميقة بالأرض وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم"، حسبما نقلت عنها وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

ووضعت الملكة رانيا العبدالله الشباب أمام مسؤولياتهم الإنسانية وطرحت أمامهم عدداً من التساؤلات، وقالت: "هل ستقفون مع القانون أم الفوضى؟ مع المساءلة أم الإفلات من العقاب؟ مع الحياة أم الموت؟".

وأضافت الملكة رانيا العبدالله: "أشعر اليوم بضرورة تسليط الضوء على هذا الصراع تحديداً، لأنه في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتم فرض واقع غير مسبوق. الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والحصار على قطاع غزة، وهجمات المستوطنين في الضفة الغربية، والقمع والظلم، كلها أصبحت جزءاً من نظامنا العالمي، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات جمة على المستقبل الذي سترثوه".

وقالت: "اليوم يصادف اليوم العالمي للسلام. وها نحن مرة أخرى، نلتقي في يوم خُصص للسلام، مُجبرين على مناقشة واقع حرب". وأضافت: "لطالما وُصفت غزة بأنها سجن مفتوح، واليوم أصبحت زنزانة خانقة". مبينة أن "هذه الحرب لم تُعد قطاع غزة عقوداً إلى الوراء فحسب، بل تجر بقية العالم نحو حالة من الفوضى".

وأردفت الملكة رانيا العبدالله: "عبر الاستمرار في تقديم الغطاء العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل – تُرسل العديد من القوى العالمية رسالة مُرعبة عن مستقبلنا: أن هذا هو شكل الحروب القادمة".

واستطردت موضحة: "في قطاع غزة، نشأ جيل بأكمله لا يعرف سوى القيود. بعد 17 عاماً من الحصار العسكري، و12 شهراً من الحصار شبه الكامل، نفذت مواردهم وقدرتهم على التحمل، ونفذت خياراتهم. كل ما تبقى هو خيارات مستحيلة ومشينة"، حسب وصفها.

وأردفت الملكة رانيا العبدالله في كلمتها التي نشرتها وكالة "بترا": "عندما أنظر إلى غزة اليوم، لا أرى إلا خيارات زائفة. إما موت سريع بقنابل ورصاص، أو موت بطيء من الجوع والمرض. لا احتمالات – حتميات فقط. تلك ليست خيارات على الإطلاق".

وأضافت الملكة رانيا العبدالله: "لا مجال للصبر، علينا المطالبة بشيء مختلف. ليس وقفاً مؤقتاً للعدوان، وليس عودة إلى وضع راهن مرفوض، بل سلام حقيقي وعادل، مبني على الاحترام العالمي للكرامة والإنسانية وحق تقرير المصير. ولتحقيق ذلك علينا العودة لجذور هذا الصراع: الاحتلال غير الشرعي لفلسطين"، حسب وصفها.

وأردفت الملكة رانيا العبدالله: "مؤخراً، أكدت محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة الحقيقة التي لطالما عرفها الكثيرون منا: وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويجب أن ينتهي".

وأضافت: "السلام لا يحدث صدفة. السلام مثل الأمل هو خيار – خيار فشل عالمنا في اتخاذه لفترة أطول بكثير مما ينبغي. حان الوقت لاختيار طريق آخر. ويمكن لجيلكم أن يساعد في تمهيد الطريق".