"الملح في الشاي" وصفة كيماوية أميركية تثير الجدل في بريطانيا

منذ 9 أشهر 113

اثارت عالمة كيمياء أميركية ضجة بعد أن اقترحت تحسين كوب الشاي المتواضع بإضافة الملح، وتلقت وسائل الإعلام البريطانية الاقتراح ووصفته بـ"الصدمة" وتدخلت السفارة الأميركية في لندن.

بطبيعة الحال، يكاد يكون تناول الشاي في بريطانيا أمراً إلزامياً، إذ إن أول شيء يفعله معظم البريطانيين عند العودة إلى منازلهم هو إشعال الغلاية، وصنع فنجان جيد من القهوة هو أمر يعتقد كثر في بريطانيا أنه جيد للغاية. لكن في المقابل، أصدرت أستاذة الكيمياء في كلية برين ماور في بنسلفانيا ميشيل فرانكل، كتاباً جديداً عن الشاي، اقترحت خلاله تقنيات لصنع مشروب مثالي غير مألوفة لدى كثير من البريطانيين. 

ونصحت بإضافة القليل من الملح، إذ يمكن على حد وصفها أن يجعل مذاق الشاي أقل مرارة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، بعدما أوصت بعصرة ليمون، مما يساعد على إزالة "الزبدة" التي يمكن أن تستقر على سطح الماء. 

في غضون ذلك قالت صحيفة "ديلي ميل" في عنوانها الرئيس "عالمة أميركية تكشف سرها في كوب الشاي المثالي... لكن إضافة الحليب الساخن والملح قد تترك البريطانيين في نقطة الغليان". 

في تلك الأثناء أصدرت سفارة الولايات المتحدة في لندن "بياناً مهماً حول الجدل الأخير في شأن الشاي"، إذ تتوقع لغطاً دبلوماسياً على أثر اقتراح العالمة الأميركية.

وأشارت السفارة الأميركية في بيان أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال"، حمل عنوان" بيان مهم حول جدل الشاي الأخير"، قالت فيه "الشاي هو إكسير الصداقة الحميمية، وهو الرابط المقدس الذي يوحد دولنا"، مستدركة "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي لأن مثل هذا الاقتراح الفظيع يهدد أساس علاقتنا الخاصة". 

وأضافت السفارة "نريد أن نؤكد لشعب المملكة المتحدة الطيب أن الفكرة التي لا يمكن تصورها المتمثلة في إضافة الملح إلى المشروب الوطني لبريطانيا ليست سياسة رسمية للولايات المتحدة ولن تكون كذلك أبداً". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الدولة التي ألقت ذات يوم الشاي البريطاني في البحر لم تستطع مقاومة إثارة القليل من المتاعب، إذ أضافت السفارة أن موظفيها "سيواصلون إعداد الشاي بالطريقة الصحيحة، عبر تسخينه بالميكروويف". 

وانضمت الحكومة البريطانية إلى هذه المرحلة، فكتبت في منشور "نحن نقدر علاقتنا الخاصة، ولكن يجب علينا أن نختلف بكل إخلاص"، مضيفة أنه "لا يمكن تحضير الشاي إلا باستخدام الغلاية". 

وفي مساء الأربعاء، تصدرت كلمة "الميكروويف" موقع التواصل "إكس" في بريطانيا، وأشار البعض إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يهاجم فيها الأميركيون بريطانيا من خلال الإشارة إلى أنه من المقبول تسخين كوب من الشاي في الميكروويف.

وبعد محاكاة ساخرة أميركية على تطبيق "تيك توك" حول صنع الشاي باستخدام مسحوق عصير الليمون والقرفة والمشروبات الغازية "تانغ"، استدعى المسؤولون البريطانيون لتوضيح الموقف. 

نصائح العالمة الأميركية

ويبدو أن فرانكل جادة حول نصيحتها في شأن الشاي، وفي كتابها الجديد "غارق كيمياء الشاي"، توثق ممارسات صنع الشاي التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1000 عام، ناصحة باستخدام أكواب قصيرة، ذات مساحة سطحية أقل، للمساعدة في إبقاء الشاي دافئاً، وتقول إن تسخين الكوب مسبقاً أمر مهم لأنه يزيد من كمية الكافيين ومضادات الأكسدة التي يتم إطلاقها. 

وأدلت فرانكل بشجاعة بثقلها في "المناظرة العظيمة حول الحليب"، إذ خلصت إلى أنه من الأفضل صب الحليب أولاً وليس أخيراً، لكنها أوصت باستخدام الحليب الدافئ لتقليل فرص تخثره. 

واقترحت فرانكل أن الممارسات على جانبي المحيط الأطلسي يمكن أن تتحسن، وقالت لصحيفة "ديلي ميل"، "غالباً ما يستخدم الناس هنا الماء الفاتر مباشرة من الصنبور"، قائلة إنه "أمر مروع".