"المقاومة فكرة".. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا يزالون في شمال غزة

منذ 7 أشهر 82

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في مقال نُشر يوم أمس الإثنين، إن حركة حماس ما زال لديها آلاف المقاتلين في غزة، رغم أن إسرائيل تدّعي أنها قضت على آلاف من مقاتلي الحركة في حربها الضارية المستمرة على القطاع منذ أكثر من نصف عام.

وافتتحت نيويورك تايمز تحليلها بالقول: "أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى إضعاف حماس. فقد تم إضعاف معظم كتائب الحركة وتشتت شملها. وقُتل الآلاف من عناصرها، وتم القضاء على قائد عسكري كبير واحد على الأقل".

ومع ذلك، حسب نيويورك تايمز، "لم تحقق إسرائيل أهدافها الأساسية من الحرب: تحرير الرهائن وتدمير حماس بالكامل".

شبكة أنفاق واسعة

وقالت الصحيفة إن مقالها يستند "على مقابلات مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وأعضاء في حماس وفلسطينيين في غزة"، وإن بعضهم تحدث "بشرط عدم الكشف عن هويته".

وقدّرت نيويورك تايمز، على الرغم مما تصفه بـ"الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس"، أن جزءًا كبيرًا من قياديي الحركة لا يزال في مكانه، وأن هؤلاء القياديين رفيعي المستوى يتحصنون "في شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض"، وأنهم أصحاب القرار فيما يتعلق بمفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى مع إسرائيل.

وتابعت الصحيفة: "مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون يقولون إن هذه الأنفاق ستسمح لحماس بالبقاء حيّة وإعادة تشكيلها بمجرد توقف القتال".

حسب ما نقلته نيويورك تايمز، فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية تقدّر فقدان حماس قدرًا كبيرًا من قوتها القتالية، وتخمن أن إعادة تكوين هياكل الحركة "ستستغرق وقتًا طويلًا".

"لكن هذا لا يعني أن حماس قد دُمرت. فقد قال مسؤولون إسرائيليون إن الحركة وغيرها من المنظمات المسلحة لا يزال لديها العديد من القوات فوق الأرض وتحتها. وقال مسؤول من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن ما بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف مقاتل صمدوا في شمال غزة"، حسب الصحيفة.

وقال مسؤولون ومحللون أمريكيون تحدثوا لنيويورك تايمز إن من المرجح أن تظل حماس قوة ذات نفوذ في غزة بعد انتهاء القتال، "ولكن مدى سرعة إعادة بنائها سيعتمد على قرارات إسرائيل في المراحل التالية من الحرب وفي أعقابها".

"المقاومة فكرة"

ونقلت الصحيفة عن دوغلاس لندن، الضابط المتقاعد من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، والذي عمل لدى الوكالة مدة 34 عامًا، قوله: "المقاومة الفلسطينية لإسرائيل، والتي تتجلى في حماس وغيرها من الجماعات المسلحة، هي فكرة بقدر ما هي مجموعة ملموسة من الناس. لذا، فبقدر الضرر الذي قد تكون إسرائيل قد ألحقته بحماس، فإن الحركة لا تزال تمتلك القدرة والمرونة والتمويل وطابورًا طويلًا من الأشخاص الذين ينتظرون على الأرجح التسجيل والانضمام لها، بعد كل هذا القتال والدمار وهذه الخسائر في الأرواح".

في هذا السياق ذكر المقال تقييمًا استخباراتيًا سنويًا صدر في شهر آذار/ مارس، أعربت فيه وكالات الاستخبارات الأمريكية عن شكوكها حول قدرة إسرائيل على تدمير حماس فعليًا، والتي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وحسب هذا التقرير الاستخباراتي، فإن "من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة طويلة الأمد من حماس لسنوات قادمة"، وإن الجيش الإسرائيلي "سيكافح لتحييد البنية التحتية لحماس تحت الأرض، والتي تسمح للمتمردين بالاختباء واستعادة قوتهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية."

عملية رفح

أما الآن فقد وصل الأمر إلى رفح، وفق الصحيفة، التي أضافت: "يعتقد الجيش الإسرائيلي أن أربع كتائب من مقاتلي حماس تتمركز في المدينة وأن الآلاف من المقاتلين الآخرين قد لجأوا إليها، إلى جانب نحو مليون مدني".

وحسب المقال، يرى المسؤولون الإسرائيليون "أن السبيل الوحيد لتدمير تلك الكتائب هو هجوم كبير للقوات البرية على رفح"، كما يؤكد "الخبراء الأمنيون الإسرائيليون أن تدمير الأنفاق بين غزة ومصر التي تزود حماس بالسلاح سيكون هدفًا حاسمًا أيضًا".

لكن اجتياح رفح المخطط له أصبح نقطة خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فواشنطن تريد لإسرائيل أن تشن غارات محددة الأهداف على المواقع التي تدعي أن حماس تتحصن فيها، ولكن فقط بعد إجلاء المدنيين.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم في "أحاديثهم الخاصة إن الطريقة الوحيدة لحمل إسرائيل على وقف عملية رفح هي من خلال صفقة إطلاق سراح الرهائن."

إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يقولون، حسب الصحيفة، إنهم يعتقدون أن عملية رفح هي وحدها التي أبقت حماس في المفاوضات.

المصادر الإضافية • نيويورك تايمز