المغرب يشرع في إعادة ترميم مسجد أثري بني منذ 9 قرون باستعمال أيقونته الأصلية

منذ 2 أشهر 37

يعتزم المغرب ترميم ما تبقى وإعادة بناء ما سقط من مسجد تينمل التاريخي العتيق، الذي يقع في أعالي جبال الأطلس الكبير، بإقليم الحوز، قرب مدينة مراكش. يأتي هذا القرار بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمسجد جراء الزلزال الذي ضرب البلاد في سبتمبر/أيلول 2023.

يقوم العمال حاليًا بغربلة الأنقاض بحثًا عن قطع من المسجد الأصلية، حيث يجمعون الطوب القابل للاستخدام ويفرزون الزخارف المتبقية في محاولة لإعادة بنائه باستخدام جلده، وقد صرح وزير الشؤون الإسلامية المغربي أحمد توفيق لوكالة "أسوشيتد برس" أن السلطات تعمل على إعادته "كما كان وفقًا للبقايا".

يعتبر مسجد تينمل أحد عجائب العمارة في شمال إفريقيا، وكان معروفًا بأقواسه المفصصة وقوالبه المنحوتة يدويًا، وطوبه المصنوع من اللبن المدكوك الذي يعود إلى عام 1148 م في حقبة الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي.

وقبل تعرضه للزلال السنة الماضية، كان يخضع لمشروع ترميم استمر 18 شهرًا، لكن الحادثة أدت إلى إلى انهيار قبابه وأعمدته المزخرفة.

وقد أسفر زلزال الحوز عن وفاة ما يقرب من 3,000 شخص في المغرب، وهدم حوالي 60,000 منزل، وتدمير 585 مدرسة، وقد بلغت التكاليف المقدرة لترميم الأضرار حوالي 12.3 مليار دولار أمريكي، وفقًا لتقديرات الحكومة المغربية.

في هذا السياق، وضعت الحكومة المغربية إعادة ترميم الأيقونة ضمن أولوياتها، حيث استعانت وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة بمعماريين وعلماء آثار ومهندسين مغاربة للإشراف على المشروع. ولتعزيز الجهود، أوفدت الحكومة الإيطالية المهندس المعماري المغربي المولد ألدو جورجيو بيتزي، الذي كان مستشارًا أيضًا في مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، أحد أكبر المساجد في إفريقيا.

من جهتهم، يعبر سكان تينمل عن رضاهم إزاء أعمال الترميم، إذ يعتبرون هذا الموقع المقدس نقطة فخر ومصدر دخل في منطقة تعاني من نقص في البنية التحتية والوظائف.