> تكاتفت مؤسسات هوليوودية لإنهاء واحدة من أهم جمعيات السينما في أميركا والعالم وهي «جمعية صحافة هوليوود الأجنبية». كتب لي محامي الجمعية: «عملياً، لم تعد هناك جمعية فاعلة». أضاف كمن يعزيني: «باتت جزءاً من التاريخ فقط. لا حاضر لها أو مستقبل».
> انضممت إليها سنة 1999. كان أحد أعضائها المخضرمين يبحث عن صحافيين سينمائيين جدد لضمهم إلى الجمعية التي وُلدت سنة 1943 من قِبل صحافيين ونقاد سينمائيين رأوا أنهم يستطيعون لعب دور إيجابي إذا ما قاموا بتوزيع جوائز للأفلام على غرار هوليوود.
> لم أتردد. وافقت وتم اختيار اثنين من أعضاء الجمعية (كندي وبريطانية) وتم ترشيحي وفزت ودخلت رغم محاولة البعض هناك إثارة محاذير ومخاوف من مسلم عربي قد تكون له أجندات خاصّة. أشهر قليلة وعرف الجميع أن أجندتي الوحيدة في العالم هي حب السينما وخدمة ثقافتها.
> بعد عام واحد بات بمقدوري السفر إلى أي ثلاثة مهرجانات حول العالم على حساب الجمعية وإلى صندانس وتورنتو كـBonus. ومنذ العام الأول أجريت مقابلات مع عدد كبير من السينمائيين من أنطوني هوبكنز إلى ستيفن سبيلبرغ ومن جوليا روبرتس إلى فرنسيس فورد كوبولا وابنته صوفيا.
> أخطأت الجمعية في الثمانينات عندما دفع بعض أعضائها بوجوب منح الـ«غولدن غلوبز» (وهي الجائزة السنوية التي احتلت الرقم الثاني بين المناسبات الأخرى بعد الأوسكار) لممثلين وممثلات بلا موهبة، وذلك لمصالح خاصّة. لكنها استقامت بعد ذلك ومارست دورها بكل حرفية.
> ثروتها الخاصة بلغت 32 مليون دولار. كل عام كانت توزع ملايين منها لجمعيات سينمائية وجامعات ومؤسسات خيرية. الجميع كان سعيداً بذلك. الممثلون والمخرجون كانوا يتدفقون يومياً لإجراء المقابلات خصوصاً قبيل ترشيحات الـ«غولدن غلوبز».
> دلّعتنا هوليوود ثم قصمت ظهورنا بتبريرات واهية بغاية حلّها والاستيلاء على الجائزة من دونها. «غولدن غلوبز» سيستمر كمؤسسة تجارية لا علاقة لها بالجمعية. أما الجمعية ومن فيها فلهم أن يتذكروا ماضيها الجميل كما أفعل أنا اليوم.