المركز المصري للفكر والدراسات: إدارة بايدن بدأت تدرك صعوبة التماهى مع رغبات إسرائيل

منذ 5 أشهر 68

قال محمد مرعي، كبير باحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن المقترح الجديد الذي أعلنه بايدن لم يختلف كثيرا عما تم طرحه في الجولة السابقة، إلا في نقاط بسيطة، لكنه يكشف عن متغير كبير في الموقف الأمريكى، من التبنى المعلن لأن تشمل الصفقة  الحديث عن الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل وإعادة الإعمار.

وأضاف محمد مرعى فى تصريحات له، أن تقديم بايدن هذا المقترح على أنه اقتراح إسرائيلي ثم في نفس الوقت يدعو إسرائيل لقبوله، ليس تناقضا، بقدر ما هو إدراك منه لحجم الأزمة السياسية الواقع فيها نتنياهو، متابعا:" فقبول هذه الصفقة قد يهدد مستقبله السياسي من قبل شركائه في الائتلاف الحاكم وتحديدا من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سبموتريتش اللذان حذرا نتنياهو من قبول مقترح الجولة السابقة من مفاوضات الهدنة".

ولفت الى أن بايدن يعلم أيضا أن نتنياهو وائتلافه الحاكم يتعمدون عرقله التوصل لاتفاق، كما حدث في الجولة السابقة، حين طرحوا أيضا بند الحديث في المرحلة الثانية عن الوقف المستدام لإطلاق النار، لكن في نفس الوقت قلص صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض، وفي النهاية ألقى بالمسئولية على حماس.

وأشار كبير باحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الى أن الرئيس بايدن ألقى قنبلة سياسية في إسرائيل، بإعلانه هذا المقترح وبالتأكيد أنه مقترح إسرائيلي، وهو ما ستتلقفه أسرى الأسرى والمحتجزين في إسرائيل وبالتأكيد سيتلقفه التحالف السياسي الذي بدأ يتشكل من أفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر ويائير لابيد ومتوقع أن ينضم لهم بيني غانتس في حال إعلان انسحابه من مجلس الحرب إذا نفذ تهديده، وهو التحالف الذي أعلن صراحة بسعيهم للإطاحة بنتنياهو، ويطالبون بانتخابات مبكرة.

وتابع:" قرب انتخابات الرئاسة الأمريكية وتأثير أزمة غزة على المشهد الداخلي هناك خاصة في الولايات المتأرجحة وعلى قواعد الحزب الديمقراطي، وعدم وجود أي مؤشرات أن أهداف عملية رفح ستتحقق شيئا على مستوى الوصول لقادة حماس أو الإفراج عن الأسرى، كل ذلك يدفع بايدن للدفع بقوة في اتجاه نجاح هذه الجولة من المفاوضات، الترتيبات الأمريكية والأوروبية حول الحرب الروسية الأوكرانية اتخذت مستوى متقدم من بدء الحديث عن القبول الأمريكي والأوروبي بضرب أوكرانيا أهداف داخل روسيا، وهو ما يعني تصعيد كبير على الجبهة الروسية، يستدعى خفض التصعيد فى الشرق الأوسط".

ونوه الى أنه من المؤكد أن الإدارة الأمريكية تعاطت مع كل رغبات نتنياهو وائتلافه الحاكم خلال 8 أشهر بما فيها تمرير اجتياحهم لمدينة رفح، لكن يبدو أن إدارة بايدن بدأت تدرك صعوبة التماهي مع الرغبات الإسرائيلية في ضوء عجز الجيش الإسرائيلي حتى الآن عن تحقيق أهداف الحرب والتي على رأسها تحرير الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين والوصول لقادة حماس في غزة كالسنوار والضيف.

وتابع :"تأكيد الرئيس بايدن أن الوصول لاتفاق هدنة ووقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى، سيعقبه مساعدتها في تحقيق هدوء على جبهة إسرائيل مع حزب الله اللبناني، في ضوء أن هذه الجبهة تضغط بشكل كبير على إسرائيل سواء على المستوى العسكري، وأيضا على مستوى إخلاء مناطق الجليل الأعلى وشمال إسرائيل من 100 ألف إسرائيلي، نزحوا لمدن الداخل، إعلان حماس على المقترح الأمريكي، كان متوقعا في ضوء أنه يشمل الحديث عن مناقشة الوقف الدائم لإطلاق النار، وكذلك إعادة الإعمار، هناك خلاف كبير الآن داخل إسرائيل بين المستوى السياسي والمستوى العسكري، حيث إن المؤسسات الأمنية تدفع وتضغط في اتجاه ضرورة الوصول لصفقة لتبادل الأسرى والوصول لهدنة وهو ما يتوافق مع الطرح الأمريكي، في حين أن نتنياهو كان يعرقل هذا المسار، وهو ما دفع ممثل الجيش الإسرائيل في فريق التفاوض لفضح هذا النهج من نتنياهو، لدرجة قولهم إنه لن يتم الإفراج عن أسير إسرائيلي لو استمر نتنياهو في الحكم".

وذكر محمد مرعي، كبير باحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر جزء رئيسي من جهود الوساطة الجارية، بمشاركة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وأن ستبذل قصارى جهدها لإنجاح هذه الجولة لخفض التصعيد، مضيفا أن هذه الجولة من التفاوض لو نجحت والتي ستشمل إدخال 800 شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية، بالتأكيد سيشملها الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني من معبر رفح وتسليمه لإدارة فلسطينية، خاصة وأن مصر شددت على هذا الموقف.