ينظم المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، غدا الخميس الموافق 27 يونيو 2024، مؤتمرًا تحت عنوان: "صراعات القرن الأفريقي.. وتداعياتها على الأمن الإقليمي والمصري"، وذلك بمشاركة نخبة واسعة من خبراء الشئون الأفريقية، والعلاقات الدولية، ومراكز الفكر المصرية والأجنبية، بالإضافة إلى حضور رفيع المستوى من الوزرات، وكبار المسئولين بالدولة المصرية، وممثلين عن السفارات الأجنبية، والمنظمات الدولية، والأكاديميين، والباحثين، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
ويهدف المؤتمر إلى تقديم قراءة شاملة حول طبيعة وأبعاد وتداعيات الصراعات الراهنة في إقليم القرن الأفريقي، وذلك بغرض بلورة تصور لسبل المواجهة الجماعية لهذا الوضع الإقليمي المعقد.
وبحسب الورقة الإطارية للمؤتمر الصادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، هناك حاجة مُلحة لمناقشة الأوضاع في إقليم القرن الأفريقي؛ لتقدير ما تحمله من تداعيات سلبية على دول إقليم القرن الأفريقي، وارتداداتها الممتدة إلى دول الشرق الأوسط.
كما تؤكد الورقة الإطارية على أهمية استشراف تداعيات صراعات القرن الأفريقي على المصالح المصرية، خاصة في ظل ما يشكله ذلك الإقليم من نقطة التقاء العديد من المصالح الاستراتيجية المصرية، والمتمثلة في الأمن المائي، بسبب استمرار تعثر مفاوضات سد النهضة، والأمن البحري نتيجة ما يشكله القرن الأفريقي ومضيق باب المندب من أهمية استراتيجية للمدخل الجنوبي للبحر الأحمر المفضي إلى قناة السويس، هذا بجانب الانعكاسات المتعددة للصراعات في القرن الأفريقي على أمن الحدود البرية الجنوبية لمصر في ظل ما تفرزه هذه البيئة الصراعية من تحركات سكانية غير منضبطة باتجاه الشمال.
يفتتح المؤتمر الدكتور خالد عكاشة مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وتشهد فاعليات المؤتمر، الذي يعقد لمدة يوم واحد، ثلاث جلسات؛ حيث تناقش الجلسة الأولى "تفكيك خريطة الصراعات المركبة في القرن الأفريقي"، ويديرها اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية. وتدور محاور الجلسة الأولى حول: الصراعات الإثنية ومعضلة التسوية في القرن الأفريقي، وخريطة الإرهاب وتطوراتها في القرن الأفريقي، وعودة صراعات الحدود.. وأمن القرن الأفريقي، والسياسة المائية في أثيوبيا وتهديدها للأمن والاستقرار الإقليمي، وأدوار القوى الخارجية في صراعات القرن الأفريقي.
وتتطرق الجلسة الثانية إلى "تداعيات صراعات القرن الأفريقي على الأمن الإقليمي"، ويديرها د. محمد مجاهد الزيات عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وتتناول الجلسة المحاور التالية: مستقبل الدولة وسلامتها الحدودية في القرن الأفريقي، وانعكاس الاضطرابات على حركة الملاحة والأمن البحري، وتقييم الاستجابات لأزمات اللجوء والنزوح في القرن الأفريقي، وأزمة الصراع على الموارد بإقليم القرن الأفريقي، والتعاون الإقليمي لمنع النزاعات وتسويتها في القرن الأفريقي.
وتركز الجلسة الثالثة على موضوع تأثير صراعات القرن الأفريقي علي الأمن القومي المصري وكيفية وضع آليات لمواجهة التهديدات المتصاعدة، ويدير الجلسة أ. عزت إبراهيم رئيس تحرير جريدة الأهرام ويكلي، وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية. وتدور محاور الحديث بالجلسة حول: رؤية القوى الدولية للأمن والاستقرار في القرن الأفريقي، وخطاب الإعلام الدولي والمصري تجاه قضايا القرن الأفريقي، وحدود قدرة دول القرن الأفريقي على بناء نظام أمن إقليمي، ورؤية مصرية لبناء الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي.
فيما تُختتم فعاليات المؤتمر بتقديم بيان ختامي يتضمن أهم ما خلصت إليه المناقشات من توصيات، يُلقيه اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.