المتحف المصري يحتفل بمرور 120 عاما على إنشائه

منذ 1 سنة 268

يحتفل المتحف المصري هذا العام بمرور 120 عاماً على افتتاحه. المتحف الواقع في قلب ميدان التحرير بالقاهرة، هو أول متحف قومي في الشرق الأوسط، ويعد الأشهر في البلاد على الرغم من افتتاح كثير من المتاحف في مراحل لاحقة داخل القاهرة وخارجها، فإنه يعد واحداً من أهم رموز الحضارة المصرية التي يحرص على زيارتها المصريون والأجانب على السواء.

واحتفاء بالمناسبة، ينظم المتحف معرضاً أثرياً مؤقتاً لكنوز بدروم المتحف، يستمر لمدة شهر ليعرض مجموعة من القطع الأثرية النادرة، التي يتم عرضها للمرة الأولى، من بينها غطاء تابوت من الخشب من العصر المتأخر لسيدة تدعى إيزيس-ورت وموميائها، ورأس تمثال من الحجر الجيري يرجح أنه للملكة تي زوجة الملك أمنحتب الثالث ووالدة الملك إخناتون من العصر الدولة الحديثة.

وإلى جانب المعرض وعلى هامش الاحتفال سوف يصحب أمناء المتحف الزائرين في جولات إرشادية داخل القاعات المختلفة، لإلقاء الضوء على أبرز القطع الأثرية به، كما سيقدم متحف الطفل والقسم التعليمي بالمتحف مجموعة من الأنشطة التعليمية والفنية للأطفال.

تاريخ المتحف المصري

تبنى الخديوي إسماعيل في عام 1863 مشروعاً لإنشاء متحف للآثار المصرية، وكان وراء فكرة إنشاء المتحف عالم المصريات الفرنسي أوغيست مارييت عام 1858، وبالفعل تم إنشاؤه في منطقة بولاق ثم تم نقل القطع الأثرية إلى سراي الجيزة، لتنقل بعدها إلى المتحف المصري الحالي في ميدان التحرير عند افتتاحه.

ويعد مبنى المتحف المصري أول بناء في مصر يتم تخصيصه ليكون متحفاً للآثار، وتم اختيار تصميمه من ضمن 73 تصميماً قدمت للمسؤولين، ليفوز تصميم المهندس الفرنسي مارسيل دورنيون.

وفي 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 1902، افتتح الخديوي عباس حلمي الثاني المتحف المصري ليكون من وقتها وحتى الآن، واحداً من أهم المتاحف في العالم، ويضم مجموعة أثرية تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني.

القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي

مبنى المتحف المصري في ذاته ذو قيمة كبيرة، فهو مدرج كأثر وتم وضعه على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي لليونيسكو، كما تم اعتماده ضمن قائمة لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو".

ويتم إعداد خطة متكاملة حالياً لتطوير المتحف من خلال اللجنة العلمية المصرية وأمناء المتحف، بالتعاون مع تحالف يضم خمسة متاحف أوروبية وهي المتحف المصري بتورين في إيطاليا ومتحف اللوفر في فرنسا والمتحف البريطاني في إنجلترا والمتحف المصري في برلين- ألمانيا والمتحف الوطني للآثار في لايدن بهولندا، إضافة إلى المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والمكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي، والمعهد المركزي للآثار، وذلك بغرض وضع رؤية استراتيجية للمشروع ضمن المعايير الدولية العالمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلقي سيناريو العرض المتحفي الجديد الضوء على مجموعة من القطع الأثرية من بينها تماثيل الملوك خوفو، وخفرع، ومنكاورع، ولوحتا أوز ميدوم، وتمثال للملك زوسر يعرض للمرة الأولى بجوار لوحة بلاطات القيشاني الأزرق، التي عُثر عليها بجوانب الممرات الواقعة أسفل هرم المدرج بسقارة.

 وإضافة إلى ذلك، تم افتتاح قاعة كنوز تانيس في القاعة التي كانت تضم كنوز توت عنخ أمون بعد نقلها للمتحف الكبير الذي يتوقع افتتاحه قريباً، التي تتضمن قطعاً أثرية يتم عرضها للمرة الأولى بعد تطوير أعمال الإضاءة بها وتحديث بطاقات الشرح، كما تم تطوير قاعة الحياة اليومية بالتعاون مع السفارة الأسترالية في القاهرة.

كنوز البدروم

قبو مغلق ومكدس بالآثار والتوابيت لواحد من أشهر المتاحف في العالم... ربما تعد الفكرة سينمائية ومثيرة للاهتمام لمحبي أفلام الخيال العلمي، فإن هذا هو بالفعل واقع بدروم، المتحف المصري الذي يضم عدداً هائلاً من القطع الأثرية المخزنة على مدار السنوات.

واحتفالاً بمرور 120 عاماً على إنشاء المتحف، يتم عرض جانب من هذه القطع المخفية على مدار السنوات للجمهور، فتقول صباح عبدالرازق مديرة المتحف المصري "بدروم- المتحف المصري يضم كنوزاً لا تقل في أهميتها عن المعروضة في المتحف نفسه، ومن حين لآخر نعرض بعضها في معارض مؤقتة مثل المعرض الحالي، تكون لها قيمة معينة أو موضوع محدد، ونختار بعض القطع التي تخدم سيناريو العرض. ويضم البدروم أنواع الآثار كافة، فهناك تماثيل، ولوحات، وآثار صغيرة، وتوابيت من جميع الأشكال خشبية وحجرية وفخارية، ومن أشهر المجموعات لوحات السلخانة التي يصل عددها إلى 500 لوحة، عرضت منها واحدة فقط في المتحف وتم عرض جزء منها في معرض موقت أقيم سابقاً، وهي من القطع القيمة التي تمدنا بمادة ثرية".

وتضيف "منذ بدء إنشاء المتحف المصري وافتتاحه، يستخدم البدروم لتخزين القطع الأثرية، فهناك قطع نقلت من قصر الجيزة الذي كان مقراً سابقاً للآثار قبل افتتاح المتحف المصري. ووضعت في البدروم حتى الآن خبيئة باب الجثث التي تم اكتشافها عام 1891 لكهنة أمون، ونقلت للمتحف المصري في بداية افتتاحه، وعرض جزء منها بالفعل والباقي لا يزال في القبو من وقتها، وتضم 254 تابوتاً لكهنة أمون إضافة إلى المومياوات. ومنذ عام 1902 وحتى يومنا هذا، يضاف للبدروم آلاف القطع الأثرية الناتجة عن الاكتشافات الأثرية عديدة على مدار السنوات وحتى الآن، تم استخدم بعضها وعرضه بالفعل في المتاحف المختلفة في كل أنحاء مصر، والباقي لا يزال مخزناً في انتظار العرض".

حصر عدد القطع في البدروم

ترددت أرقام متضاربة عن عدد القطع الأثرية التي يضمها بدروم- المتحف. وفي تصريح سابق لعالم الآثار زاهي حواس، ذكر أن محتويات بدروم- المتحف المصري يمكنها أن تملأ متحفاً آخر، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد رقم دقيق يحصرها وتتضارب الأرقام المعلنة، ولكنها في النهاية تقدر بعشرات الآلاف من القطع الأثرية من جميع العصور ناتجة عن اكتشافات عدة على مدار السنوات. وتقول عبدالرازق "لا يمكن ذكر الرقم النهائي لعدد القطع الأثرية الموجودة في بدروم- المتحف المصري حالياً، فهناك مشروع حالي لتوثيق وحصر القطع الأثرية، وحتى الآن تم حصر نحو 20 ألف قطعة مسجلة فعلياً حالياً، فإن الرقم النهائي بعد انتهاء الحصر سيكون أضعاف هذا الرقم. فعلى سبيل المثال في فئة العملات المعدنية، يضم قبو المتحف 300 ألف عملة معدنية، وعند انتهاء مشروع الحصر يمكن الإفصاح عن رقم دقيق من واقع تسجيل فعلي للقطع الأثرية".

وتضيف "تحدث كثير من المشاريع العلمية في بدروم- المتحف المصري، ومن بينها مشروع تم تنفيذه بالتعاون مع صندوق سفراء الولايات المتحدة الأميركية للحفاظ على التراث، وتم خلاله توثيق 600 تابوت موجودة في بدروم وفي الطابق الثالث للمتحف الذي يعتبر مخزن. وهذه التوابيت تم عرض جزء منها بالفعل في قاعة المومياوات التي تم إفراغها بعد نقلها في الموكب المهيب إلى متحف الحضارة، والمتحف يخضع إلى خطة تطوير متكاملة تهدف إلى إعادة تأهيله بما يتناسب مع قيمته الأثرية والتاريخية العريقة".