المؤتمر: الشائعات تهديد حقيقى للمجتمع وقنبلة موقوتة لزعزعة الاستقرار

منذ 2 أسابيع 18

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن الشائعات تمثل تهديدا حقيقيا لاستقرار المجتمع، وهى بمثابة قنبلة موقوتة قد تؤدى إلى زعزعة الاستقرار إذا لم يتم مواجهتها بشكل فعال، خاصة فى ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعى التى سهلت سرعة انتشار الأخبار والمعلومات دون التحقق من مصداقيتها.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، لـ"اليوم السابع" أن الشائعات لا تؤثر فقط على الاستقرار الاجتماعى والنفسى للأفراد، بل تتعدى ذلك لتشكل تهديدات مباشرة على الأمن القومى والاقتصاد، وقد تؤدى إلى نشر البلبلة والخوف والتوتر بين المواطنين، ويؤثر على الاستقرار العام لافتا إلى أن الشائعات تستخدم أحيانا كأداة للتلاعب بالرأى العام وإحداث أزمات قد تكون مفتعلة بهدف التأثير على قرارات الدولة و فى كثير من الحالات تكون هذه الشائعات مغرضة ومدروسة لنشر أفكار سلبية عن مشروعات التنمية أو خلق حالة من الانقسام بين المواطنين والحكومة، الأمر الذى يشكل خطرا على الاستقرار السياسى ويضعف قدرة المجتمع على مواجهة التحديات الحقيقية.

وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر، أنه على مر التاريخ شهدت المجتمعات محاولات لزرع الشكوك والتأثير على الرأى العام من خلال الأخبار المزيفة، لكن التطور التكنولوجى اليوم زاد من خطورة هذا التهديد حيث تتيح منصات التواصل الاجتماعى انتشار المعلومات بسرعة مذهلة واستغل البعض هذا الواقع لنشر شائعات مضللة أو مبالغ فيها، بهدف تحقيق مصالح شخصية أو سياسية، مما يؤدى إلى تأثيرات سلبية على الرأى العام، قد تصل إلى حد التأثير على القرارات السيادية للدولة.

وأوضح الدكتور رضا فرحات، أن الوعى المجتمعى يعتبر خط الدفاع الأول لمواجهة هذه الظاهرة ولكن يتطلب الأمر جهدا مشتركا بين الحكومة والمجتمع المدنى ووسائل الإعلام، لإيصال رسائل توعية للمواطنين بأهمية التحرى عن صحة الأخبار قبل نشرها أو تصديقها بالإضافة إلى ضرورة تعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة من خلال الشفافية وتوفير قنوات رسمية للتواصل مع الجمهور والإجابة على تساؤلاتهم بوضوح، مما يحد من فرصة انتشار الأخبار الكاذبة مشددا على أن توحيد الجهود بين الدولة والمجتمع أصبح ضرورة ملحة لضمان بقاء المجتمع متماسكا و قادرا على الصمود فى وجه هذه التحديات، خاصة فى ظل الظروف العالمية المتغيرة والأزمات المتلاحقة.

وأكد فرحات، أن مواجهة الشائعات تتطلب أيضا الاستثمار فى الثقافة الإعلامية لدى المواطنين، حيث يجب تعليم الأفراد كيفية التحقق من مصادر الأخبار، والاعتماد على وسائل إعلام موثوقة من خلال دعم برامج تعليمية و توعوية تركز على تعزيز التفكير النقدى لدى الشباب، لتمكينهم من التمييز بين المعلومات الصحيحة و المزيفة حتى نتمكن من بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات المتنوعة.