قال اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن جنوب لبنان وقطاع غزة هما جزء فقط من المشروع الإسرائيلي الشامل، والذي لا يمكن حصره على الجانب العسكري فقط، موضحا أن المشروع الإسرائيلي العام يتضمن خطة طويلة الأمد يتم تنفيذها على مراحل، ويرتكز على ثلاث محددات تتمثل فى الاندماج الإسرائيلي الكامل في المنظومة الإقليمية بالمنطقة في كافة المجالات، عبر محاولة إيجاد قواسم مشتركة مع الدول العربية.
وأضاف "الدويري" خلال كلمته بورشة عمل نظمها المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية تحت عنوان "المعادلات المتغيرة للصراع والأمن فى الشرق الأوسط"،
أن المشروع الإسرائيلي يتضمن أيضا خلق خطر يهدد المنطقة العربية ككل، عبر التركيز على إيران وتكثيف الضربات المتبادلة معها ومع أذرعها في المنطقة، كما يتضمن التعامل التدريجي الممنهج مع القضية الفلسطينية، عبر خلق أمر واقع يصعب التعامل معه عبر إجراءات مثل الاستيطان واستغلال الانقسام الفلسطيني.
وتوقع ان يستمر النهج الإسرائيلي الحالي في المنطقة، وهذا توضحه عدة محددات، حيث أن هناك إجماع إسرائيلي على هذا المشروع، وتتحرك القطاعات الإسرائيلية كافة على أساسه، بالإضافة إلى وجود إجماع أمريكي راسخ لاستمرار المشروع الإسرائيلي في المنطقة، وذلك مع عدم وجود ممانعة إقليمية للتطبيع مع إسرائيل.
وأكد أن سعي إسرائيل في الوقت الحالي لتمهيد الطريق أمام رؤيتها الخاصة لشكل اليوم التالي في قطاع غزة، وتحاول اسرائيل في المرحلة الحالية، تفكيك المقولة العربية التي تقضي بأن عدم حل القضية الفلسطينية سيخلق حالة عدم استقرار في المنطقة، وتؤكد إسرائيل على وجود أوضاع إقليمية أخرى تستحق الاهتمام الأقليمي والدولي ولا ترتبط بالقضية الفلسطينية.