الكشف عن مقبرة لكاتب ملكي في جبانة أبو صير بالجيزة

منذ 1 سنة 111

مقبرة الكاتب الملكي "جحوتي إم حات" (مواقع التواصل الاجتماعي)

كشفت بعثة أثرية تشيكية من "جامعة تشارلز" في براغ عن مقبرة الكاتب الملكي "جحوتي إم حات" التي يعود تاريخها لمنتصف الألفية الأولى قبل الميلاد، وذلك أثناء أعمالها بمنطقة آثار أبو صير في محافظة الجيزة المصرية. واكتشفت المقبرة في جبانة "أبو صير" التي تحظى باهتمام بالغ من دارسي المجتمع المصري القديم خلال هذه الحقبة.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري في بيان، اليوم الجمعة، إن "هذا الاكتشاف الجديد إلى جانب اكتشافات سابقة في موقع أبو صير سيلقي مزيداً من الضوء على التغيرات التاريخية التي حدثت في مصر خلال الأوقات المضطربة في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد".
وتقع منطقة آثار أبو صير بجنوب محافظة الجيزة، واشتق اسمها من الاسم القديم "بر أوزير"، الذي يعني مقر الإله أوزير، وتضم مقابر ملوك الأسرة الخامسة وبقايا بعض الأهرام ومعابد للشمس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وصرح مدير البعثة التشيكية مارسلاف بارتا بأن المقبرة شيدت على شكل بئر تنتهي بحجرة للدفن، وأنه على رغم أن الجزء العلوي من المقبرة لم يعثر عليه سليماً، فإن حجرة الدفن تحوي عديداً من المناظر والكتابات الهيروغليفية الثرية. وأضاف أن "البئر المؤدية إلى المقبرة عثر بداخلها على كثير من بقايا المناظر التي كانت جزءاً من مناظر المقبرة المجاورة، والتي شيدت لأحد القادة العسكريين خلال تلك الفترة". وأوضح أن حجرة دفن "جحوتي إم حات" غنية بالنصوص والمناظر، إذ توجد على الجدار الشمالي (المدخل) سلسلة طويلة من النصوص الدينية ضد لدغات الثعابين والمقتبسة من نصوص الأهرام، كما نقش الجدران الجنوبية والغربية مناظر لقرابين طقسية وقائمة كبيرة من القرابين، أما السقف فعليه منظر لرحلة الشمس عبر السماء في مراكبها الصباحية والمسائية مصحوبة بتراتيل لشروق الشمس وغروبها.
من جانبه كشف نائب مدير البعثة التشيكية محمد مجاهد عن أن البعثة عثرت داخل حجرة الدفن على التابوت الخاص بالمتوفى والمصنوع من الحجر والمزين بنصوص هيروغليفية. وأضاف أن "الجانب العلوي من غطاء التابوت والجوانب الأطول له مزينة بنصوص مختلفة من كتاب الموتى، بما في ذلك صور الآلهة التي تحمي المتوفى، بينما تحمل الجوانب الأقصر للغطاء صوراً للإلهتين إيزيس ونفتيس مصحوبة بنصوص الحماية للمتوفى". وأشار إلى أن الجوانب الخارجية للتابوت مزينة بمقتطفات من نصوص التوابيت والأهرام، وفي أسفل الجدار الداخلي للتابوت صورت الإلهة "إيمنتت" إلهة الغرب. وأوضح أنه لم يعثر داخل المقبرة على أية لقى جنائزية، حيث تعرضت المقبرة للسرقة.
وقال نائب مدير البعثة التشيكية إن دراسة بقايا الهيكل العظمي لصاحب المقبرة أظهرت أن جحوتي إم حات توفي في سن مبكرة نسبياً، في نحو الـ25، وتشير الدلائل إلى أنه كان يعاني بعض الأمراض بسبب وظيفته، مثل تآكل في العمود الفقري نتيجة الجلوس لفترات طويلة، كما كان يعاني هشاشة شديدة في العظام.