بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 02/11/2022 - 18:30
الرئيس الفلسطيني محمود عباس مغادراً قاعة الاجتماعات عقب انتهاء مراسم افتتاح القمة العربية في الجزائر العاصمة، 1 نوفمبر 2022. - حقوق النشر FETHI BELAID/AFP or licensors
طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء القادة العرب المجتمعين في قمة الجزائر بدعم أكبر في مواجهة إسرائيل التي قد تشهد عودة بنيامين نتنياهو الى السلطة متحالفا مع اليمين المتطرف.
دافع كل القادة العرب في خطاباتهم منذ افتتاح الدورة الحادية والثلاثين لمجلس الجامعة العربية الثلاثاء عن إقامة دولة فلسطينية. لكن هذا الدعم يبدو مثل الأماني التي لا تتحقق في ظل عجز جامعة الدول العربية عن التأثير في هذا الملف.
وتأتي القمة العربية في الجزائر، الأولى منذ ثلاث سنوات، في وقت قامت العديد من الدول الاعضاء بتطبيع لافت لعلاقاتها مع إسرائيل.
فطبعت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع إسرائيل في 2020 في إطار سلسلة اتفاقيات تفاوضت عليها واشنطن. ثم حذت البحرين والمغرب حذوها ومن ثم السودان.
وندّد عباس "بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل.. وبإصرارها على تقويض حل الدولتين، وانتهاك القانون الدولي والاتفاقات الموقعة معها".
ولم يتحدث بشكل مباشر عن نتائج الانتخابات التشريعية في إسرائيل، لكن رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو الذي يبدو أن حزبه تصدر نتائجها، تخلى منذ زمن طويل عن التزامه "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية.
وقال عباس، في خطابه امام القادة العرب، متهما إسرائيل "يريدون أن يهوّدوا القدس والأقصى ويعيدوا بناء الهيكل المزعوم الذي لم يوجد قطعاً في هذه المنطقة.. الحقوا! الأقصى وكنيسة القيامة ستهوّدان".
"قرارات لفظية"
كتبت صحيفة القدس الفلسطينية في افتتاحية تعبر عن عدم توقع الشارع العربي للشيء الكثير من القمة العربية، أن الفلسطينيين ليسوا "بحاجة للقرارات اللفظية التي سمعناها كثيرا وإنما بحاجة إلى أفعال حقيقية ميدانية".
كما دعت الصحيفة الفلسطينية القمة إلى اتخاذ موقف "ضد التطبيع الذي تقوم به بعض الدول مع دولة الاحتلال في تجاهل كامل لقضيتنا".
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد نبّه في خطاب افتتاح أشغال القمة الثلاثاء من أنها "تنعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية بالغة التعقيد والحساسية تتميز على وجه الخصوص بتصاعد التوترات والأزمات، لاسيما في عالمنا العربي الذي لم يعرف في تاريخه المعاصر مرحلة في منتهى الصعوبة وباعثة على الانشغال والقلق كما هو الحال في المرحلة الراهنة".
وتعتبر الجزائر مضيفة الاجتماع، من أشد المؤيدين للفلسطينيين، فقد رعت اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، رغم أن فرص تنفيذه على أرض الواقع تبدو ضئيلة.
وأدى التعاون الأمني الذي أقامته المغرب المجاورة للجزائر، مع إسرائيل بعد تطبيع العلاقات بينهما إلى تفاقم توتر العلاقات بين الإخوة الاعداء، المتوترة أصلا بسبب الخلافات العميقة بشأن الصحراء الغربية، والتي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في آب/ أغسطس 2021، بقرار من الجزائر.
وإضافة إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن الأزمات والنزاعات في سوريا وليبيا واليمن ستكون مدرجة في "إعلان الجزائر" المتوج لأعمال القمة.
ويتعين على القادة العرب إيجاد صيغة توافقية للتنديد بـ"التدخل" التركي والايراني في الشؤون العربية. فقد طلب بعض الأعضاء ذكر أنقرة وطهران بالاسم بينما عارض آخرون ذلك.
"لمّ الشمل" وغياب لقادة السعودية والإمارات والبحرين والأردن والمغرب
وضعت الجزائر هذه القمة تحت شعار "لمّ الشمل" لكن عدة دول، لا سيما بلدان الخليج، لن تكون ممثلة بقادة دولها.
فقد اعتذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، عن المشاركة في قمة الجزائر رسميًا بسبب مشكلة صحية في الأذن. وتغيب العاهل المغربي ورئيس الإمارات وملك البحرين أيضا.
وفي المقابل، حضر كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التونسي قيس سعيّد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كضيف شرف.
وفي الوقت الذي تعاني فيه الكثير من دول المنطقة من التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة للمشاركين في القمة نشرتها سفارة بلاده في الجزائر وأكد فيها أن "العالم يشهد تغيرات سياسية واقتصادية هامة. يتزايد تشكيل نظام العلاقات الدولية متعدد الأقطاب وهو مبني على مبادئ مساواة الحقوق والعدالة واحترام المصالح الشرعية المتبادلة. في هذه العملية تلعب بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي يقرب عدد سكانها من نصف مليار نسمة دوراً أكثر أهمية".