تنذر "مسيرة الأعلام" التي تستعد الحكومة الإسرائيلية لتنظيمها للمستوطنين في قلب مدينة القدس غدا الخميس، بجولة جديدة من التصعيد والصدام مع الفلسطينيين، وسط دعوات لرفع العلم الفلسطيني في جميع ساحات الوطن.
بوضوح تتجلى التعبئة الإسرائيلية قبيل ما يُسمى "مسيرة الأعلام"، التي تُنظمها جهات إسرائيلية سنوياً، لإحياء ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس عام 1967، والذي يسمونه "يوم توحيد القدس"، وإحلال السيادة الإسرائيلية على المدينة والأماكن الدينية اليهودية فيها.
وستُنظم المسيرة، التي يُعدها الفلسطينيون استفزازا متعمداً، غداً الخميس، وتشق طريقها عبر أبواب البلدة القديمة، من "باب العمود" حتى "حي المغاربة"، لتحطّ في ساحة البراق. ويشارك فيها جماعات يمينية متطرفة، سيسيرون ملوّحين بالأعلام الإسرائيلية.
وبينما رفعت إسرائيل حالة التأهب ودفعت بتعزيزات استعدادا للمسيرة، التي أكد نتنياهو أنه لم يطرأ حتى اللحظة أي تعديل على مسارها، انطلقت الدعوات الفلسطينية لرفع العلم الفلسطيني ميدانياً في كل الساحات، وأعلن الحراك الشبابي الشعبي في القدس يومي الخميس والجمعة أياماً للعلم الفلسطيني.
ودعا الحراك الشبابي المقدسي للتصدي للاقتحام في ساحة الأقصى صباحاً، ولمسيرة الأعلام في ساحة باب العامود من بعد الظهر، وأن تكون كل ساحات فلسطين والخارج معهما.
كما دعت لجنة "القدس والأقصى"، بالمجلس التشريعي الفلسطيني، إلى إعلان النفير العام لكل الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، وحشد الجماهير والنخب دفاعًا عن مدينة القدس.
وقال مشير المصري، القيادي البارز في حركة حماس: "رسالتنا لشعبنا الثوري أينما كان، أن يحوّل هذا اليوم (مسيرة الأعلام) إلى يوم مواجهة، ويوم ثورة، ويوم عصيان في وجه الاحتلال، للتعبئة أينما كان، وخاصة في الضفة والقدس لمواجهة هذا المحتل الصهيوني، وتحويل نقاط التماس الى نقاط اشتباكات وثورة ".
وأضاف المصري قوله: "إذا أراد هذا العدو أن تكون حرباً دينية ، كما يحاول عبر مسيرة العلم، وعبر عقود من السيطرة الدينية على المسجد الأقصى والقدس والتقسيم الزماني والمكاني، فنحن كذلك على استعداد لخوض المعركة ".
من جهة أخرى، أعلنت جماعات يمينية إسرائيلية أنها تسعى لحشد 5 آلاف إسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى في اليوم ذاته.