الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين المتطرف في أوروبا

منذ 1 شهر 33

يتعرّض صناع المسرح مؤخراً لهجوم عنيف من قبل الأيديولوجيين السياسيين اليمينيين المتطرفين، فوفقاً لرئيسة اتفاقية المسرح الأوروبي، كلوديا بلشيور، يتم إبعاد الفنانين والمسرحيين الذين لا يتبنون مواقف الأحزاب اليمينية المتطرفة الصاعدة، وذلك في جميع أنحاء أوروبا.

تأسست اتفاقية المسرح الأوروبي في عام 1988، وهي أكبر شبكة للمسارح الممولة من القطاع العام في أوروبا، وتضم 63 عضوًا في 31 دولة. تقول بلشيور إن الاتفاقية لاحظت تحولًا سياسيًا ضد صناع المسرح في إيطاليا وبولندا وسلوفاكيا والنمسا وألمانيا.

وأضافت: ”هناك عدد كبير من المنتسبين الذين يتم طردهم من العمل في هذه الدول، وذلك ببساطة لأنهم لا يملكون الأجندة القومية التي تهمهم في الوقت الحالي".

وتتزامن هذه المخاوف مع انتخاب حزب ”البديل من أجل ألمانيا“ في تونغريا هذا الأسبوع، وهي المرة الأولى التي يصبح فيها حزب يميني متطرف قوة برلمانية رئيسية في ولاية ألمانية منذ النظام النازي.

وعلى نحو مماثل، واجه الوفد الإيطالي هذا الأسبوع، كضيف شرف في معرض فرانكفورت للكتاب، انتقادات بسبب خنوعه للمصالح السياسية لرئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني.

أيديولوجية اليمين المتطرف إلى صعود

في الشهر الماضي، فاز حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا (FPÖ) بأكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات الوطنية، والذي تمّ تشكيله من قبل أعضاء سابقين في الحزب النازي في خمسينيات القرن الماضي. وقبل يومين من التصويت في انتخابات 2024، ظهر مرشحو الحزب وهم يرددون أغنية للنازيين في جنازة.

في جميع أنحاء أوروبا، تزداد الأحزاب اليمينية المتطرفة قوة، بدءًا من اقتراب التجمع الوطني من السلطة في فرنسا هذا الصيف إلى حزب الحرية الذي أصبح أكبر حزب في مجلس النواب الهولندي في عام 2023.

تقول بلشيور: "هناك مسارح تخلصت من الذخيرة الفنية لخلق ذخيرة قومية، وهذا أمر خطير للغاية على ديمقراطياتنا".

وبلشيور التي تشغل منصب المستشارة الفنية لـ Fundação Centro Cultural de Belém  وكانت في السابق رئيسة مسرح الملكة ماريا الثانية الوطني في لشبونة، تنتقد اليوم "صعود أيديولوجية اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا".

وتُعبّر عن قلقها من تنامي الأحزاب اليمينية المتطرفة في أنحاء المشهد السياسي الأوروبي، وبالتالي فرض سيطرتها على الثقافة حتى تتماشى مع خطاباتها القومية.

وبدلاً من إغلاق المسارح كما فعل اليمينيون المتطرفون السابقون، يجري اليوم ”إبعاد الناس بالقوة من أماكن عملهم ليحل محلهم آخرون لديهم أجندة دعائية ثقافية“، كما تؤكد بلشيور.