الانخفاض سيكون أكثر وضوحًا وقد يتراجع إلى ما يقرب من 5% في البلدان النامية التي تُعدّ مستوردة صافية للمنتجات الغذائية مثل تونس أو مصر أو باكستان وتركيا
قالت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (الفاو) الخميس، إنه على الرغم من زيادة الإنتاج العالمي من الذرة أو الحليب أو اللحوم عام 2023، فإن الواردات الغذائية لأفقر البلدان ستتقلص بسبب استمرار ارتفاع الأسعار.
وقالت الفاو في تقريرها نصف السنوي حول توقعات النمو، إنه في حين ستواصل البلدان ذات الدخل المرتفع زيادة واردتها، فإنه من المتوقع أن تنخفض هذا العام وبنسبة 1,5% فاتورةُ 47 دولة من الأقل نموا وهي تقع بشكل رئيسي في إفريقيا.
ولكن الانخفاض سيكون أكثر وضوحًا وقد يتراجع إلى ما يقرب من 5% في البلدان النامية التي تُعدّ مستوردة صافية للمنتجات الغذائية مثل تونس أو مصر أو باكستان وتركيا.
ووصفت منظمة "الفاو" الانخفاض في حجم الواردات الغذائية في هاتين المجموعتين بأنه "تطور مثير للقلق" ويوحي بتراجع في قدرتها الشرائية.
وفي الوقت الذي انخفضت فيه أسعار الزيوت أو الحبوب بعد بلوغها الذروة في آذار/مارس 2022 بعد غزو أوكرانيا، فإنها ما زالت إلى اليوم في مستويات عالية.
وتواصل منتجات الفاكهة أو الخضار أو منتجات الألبان الارتفاع "مما يؤدي إلى إبطاء الطلب"، لا سيما في البلدان الأفقر.
وتؤكد منظمة الأغذية والزراعة "أن ما يعزز هذه المخاوف هو أن انخفاض الأسعار الدولية لعدد من المواد الغذائية الأساسية لم يُترجم، أو على الأقل ليس بالكامل، إلى انخفاض في الأسعار على مستوى التجزئة المحلي".
على الصعيد العالمي، يُتوقع أن يصل الإنفاق على الواردات الغذائية إلى مستوى مرتفع جديد في عام 2023، على الرغم من أنه يُتوقع أن "ينمو بوتيرة أبطأ بكثير من العام الماضي".
بعد قفزة بنسبة 18% عام 2021 ثم 11% عام 2022، سترتفع الفاتورة بنسبة 1,5% لتصل إلى 1980 مليار دولار.
في الوقت نفسه، وفي الفترة ما بين عامي 2023 و2024، يُتوقع أن يكون أكثر وفرةإنتاج الأرز والحبوب الخشنة (الذرة والذرة الرفيعة) والبذور الزيتية والسكر والحليب أو اللحوم، باستثناء لحم البقر.
كما من المنتظر أن يزداد إنتاج الحبوب الخشنة بنسبة 3% ليصل إلى 1513 مليون طن "وهو رقم قياسي جديد" بفضل وفرة المحصول في البرازيل.
من ناحية أخرى، يتوقع انخفاض إنتاج القمح بنسبة 3% بعد رقم قياسي سُجل في الموسم السابق (777 مليون طن) بسبب انخفاض الحصاد في روسيا وأستراليا.
وقالت الفاو إنه "على الرغم من هذه النظرة الإيجابية بشكل عام، فإن أنظمة إنتاج الأغذية الزراعية العالمية ما زالت عرضة للصدمات" المناخية أو الجيوسياسية أو الاقتصادية.