الغذاء والدواء توافق على عقار الأجسام المضادة لحماية الرضع من الفيروس المخلوي التنفسي

منذ 1 سنة 170

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هذا الخريف، سيكون لدى الأهل وأطباء الأطفال خيار جديد لحماية الأطفال من فيروس يهاجم الرئة، ويُعتبر السبب الرئيسي لاستشفاء الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد في الولايات المتحدة سنويًا.

ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الإثنين، على دواء نيرسيفيماب (Nirsevimab) لحماية الأطفال حديثي الولادة من فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV).

ونيرسيفيماب الذي سيُباع تحت الاسم التجاري "Beyfortus"، ليس لقاحًا، إذ أن اللقاحات تحفّز الجسم على إنتاج أجسام مضادة لمسببات الأمراض. وعوض ذلك، يُعتبر نيرسيفيماب من أحد أشكال المناعة السلبية. إنه جسم مضاد جاهز يمكنه الارتباط بالفيروس، ويمنعه من إصابة الخلايا السليمة. ولا يتعيّن على جهاز المناعة إنتاج أي مضاد. 

ويُعطى هذا العقار كحقنة واحدة للرضع قبل بدء موسم الفيروس المخلوي التنفسي الذي يبلغ ذروته عادةً، خلال فصلي الخريف والشتاء. وتسمح موافقة إدارة الغذاء والدواء أيضًا بحقنة ثانية للرُضّع حتى عمر الـ24 شهرًا الذين ما برحوا عرضة للخطر خلال موسم الفيروس التنفسي المخلوي الثاني.

وأفاد الدكتور جون فارلي، مدير مكتب الأمراض المعدية في مركز تقييم الأدوية والبحوث التابع لإدارة الغذاء والدواء، في بيان صحفي: "يمكن أن يسبب RSV مرضًا خطيرًا لدى الرضع وبعض الأطفال، ويتسبب بعدد كبير من الزيارات إلى قسم الطوارئ وعيادات الأطباء سنويًا".

وأضاف: "تلبي موافقة اليوم الحاجة الكبيرة للأدوية المساعدة على تقليل أثر مرض RSV على الأطفال والعائلات ونظام الرعاية الصحية".

وستقوم مجموعة من الخبراء الذين يقدمون المشورة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، بشأن توصيات اللقاح الخاصة بها، بتقييم الدواء. فقد أصدرت اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين (ACIP)، مسودة التوصيات والاعتبارات السريرية لاستخدام نيرسيفيماب، لكن يُتوقع أن تقوم المجموعة بإضفاء الطابع الرسمي على أولئك الذين لديهم حق التصويت في الاجتماع المقبل.

وبعد موافقة مراكز مكافحة الأمراض، يصبح عقار نيرسيفيماب ثاني جسم مضاد متاح لحماية الأطفال الصغار من RSV. أما الدواء الأول "Palivizumab"، أو "Synagis"، فقد استُخدم فقط لحماية الأطفال الأكثر ضعفًا: من وُلدوا قبل الأوان، ومن تقل أعمارهم عن 6 أشهر. ويستمر مفعوله لفترة قصيرة في الجسم، لذلك يعطيه الأطباء مرة واحدة في الشهر، بدءًا من موسم RSV مباشرةً، وحتى زوال الخطر.

ويتمتع الدواء بفعاليته جزئية، إذ يُبقي الأطفال المعرضين للخطر خارج المستشفى بنسبة تقارب 50٪ من الوقت.

وتم تثبيت الجسم المضاد في نيفرسيفيمبا بحيث يستمر لفترة أطول في الجسم، أي بين أربعة وستة أشهر، ويبدو أنه أقوى.

وحصل على إذن الاستخدام لجميع الرضع، حتى الأطفال الأصحاء المولودين في أوانهم.

وقالت الدكتورة راشيل دوكينز، المديرة الطبية لعيادات طب الأطفال والمراهقين في مستشفى جونز هوبكنز للأطفال بسانت بطرسبرغ، في ولاية فلوريدا الأمريكية إن "هذا الفيروس يمكن أن يؤثر على جميع الأطفال، وليس فقط الأطفال الذين يعانون من ظروف صحية معينة، لكنه يطال حتى الأطفال الأصحاء". وأضافت: "كطبيبة أطفال، أنا متحمسة جدًا لفكرة الحصول على التطعيم بغية الوقاية من الأمراض الخطيرة التي يتسبب بها الفيروس المخلوي التنفسي".

وقد لا يكون نيرسيفيماب الخيار الوحيد للحد من العدوى هذا الخريف، إذ أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تدرس بيانات لقاح "فايزر" للنساء الحوامل الذي من شأنه حماية الأطفال أيضًا. وفي هذه الحالة، تصنع الأم الأجسام المضادة التي تعبر المشيمة لحماية الجنين، ويُتوقع أن تستمر فعاليته خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الرضيع.

وسيحمي هذا اللقاح الأطفال منذ لحظة ولادتهم، وهذا أمر مفيد في حال ظهرت العدوى في غير موسمها. كما تحث اللقاحات جسم الأم على صنع أكثر من نوع واحد من الأجسام المضادة التي من شأنها توفير حماية واسعة النطاق.

وأوضحت دوكينز أنّ "أي استراتيجية يمكننا استخدامها للمساعدة في الحد من إصابة الأطفال الرضع بـRSV ستكون مفيدة". وتابعت: "لذلك إذا كانت الأمهات قادرات على تلقي اللقاح بهدف حماية أطفالهن حديثي الولادة، فهذا أمر جيد. أو إذا كان الأطفال لديهم القدرة للحصول على هذا الجسم المضاد، فهذا أمر مفيد أيضًا، وأعتقد أن هناك بعض الأدلة على أنهما يعملان معًا".

وفي التجارب السريرية التي أدت إلى الموافقة، كان نيرسيفيماب فعالًا بنسبة 70٪ تقريبًا للحد من خطر حاجة الطفل إلى زيارة الطبيب جراء إصابته بفيروس RSV، وكان فعالًا بنسبة 78٪ للحد من الاستشفاء بسبب RSV مقارنة مع الدواء الوهمي، وفقًا لتحليل إدارة الأغذية والعقاقير.

وهذا يعني أن نيرسيفمياب سيحد الاستشفاء جراء RSV بمعدل 1 لكل 56 رضيعًا يخضعون للعلاج. لذلك رغم أن الأجسام المضادة مثل هذه تميل إلى أن تكون باهظة الثمن، إلا أن الأطباء يقولون إنه إذا ساعد الدواء في مع دخول الأطفال إلى المستشفى، فيُحتمل أن يستحق التكلفة.

وفي الدراسات، كان العلاج آمنًا في المجمل وجيد التحمل. وعاني فقط القليل من الأطفال، أدنى من 1٪، من تفاعلات جلدية بعد الحقن، لكنها اختفت مع العلاج.