أعطاه عضواً من جسده وهو لا يعرفه..
أنهى ناصر بن محمد العنزي، معاناة الطفل غيث الشمري، الذي لم يعرف السعادة في صغره بسبب مرض الفشل الكلوي الذي أنهكه لسنوات، بتبرعه بكليته، ليساهم بفضل الله في إنقاذ حياته، مبتغياً الأجر والمثوبة من الله تعالى.
موقف رائع في الإيثار والتضحية والإنسانية، سجلها «العنزي»، بتبرعه بكليته للطفل وهو لا يعرفه ولا تربطه به علاقة لا من قريب ولا بعيد، ليظهر لنا الجانب المشرق للمجتمع السعودي، من خلال مساعدة الآخرين.
«عكاظ»، تواصلت مع محمد العنزي، وهو على السرير الأبيض بمستشفى الملك فيصل التخصصي، لمعرفة تفاصيل تبرعه بكليته لوجه الله تعالى للطفل غيث الشمري، فقال: «كان أحد أصدقائي قبل سنوات يعاني من الفشل الكلوي لفترة طويلة، وعايشت معه الألم والتعب الذي يمر به، فقررت التبرع له ولكن توفي قبل أن أتبرع له، بعدها شاهدت برامج عن معاناة مرضى الفشل الكلوي والألم الذي يعانون منه أثناء الغسل الكلوي، فمنذ ذلك الوقت جزمت أن أتبرع لأي مريض يعاني من الفشل الكلوي وأساعده، وقبل عام سمعت عن معاناة الطفل غيث الشمري، مع مرض الفشل الكلوي، في مواقع التواصل الاجتماعي، ومناشدة أسرته لإيجاد متبرع، بعد أن أنهك الألم الطفل غيث لعدة سنوات، فقررت، ولم أتردد لحظة في مساعدته ليعيش حياة طبيعية، فتواصلت مع والد الطفل الذي يسكن في منطقة الجوف، وأبديت رغبتي للتبرع له، وبالفعل ذهبنا إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وأنا أدعو الله أن تكون التحاليل مطابقة، وبالفعل أثبتت التحاليل مطابقة الأنسجة بيننا، مضيفاً بأن مستشفى الملك فيصل التخصصي، تواصل معه بداية رمضان وحدد موعد العملية، وتم إجراء العملية ، ونجحت ولله الحمد، والآن أتمتع بصحة جيدة أنا والطفل غيث، وبعد أيام سنخرج من المستشفى، مشيراً إلى أن الكثير يرغب بالتبرع وإنقاذ حياة المرضى ولكن يتخوفون من العملية، ومن منبركم «عكاظ» أؤكد لهم أن العملية سهلة جداً، توكلوا على الله وأقدموا وساهموا في إنقاذ مرضى الفشل الكلوي الذي يعانون، وليس لهم علاج إلا التبرع لهم.