> في البداية كان الأوسكار. أطلقت دورته الأولى سنة 1929 في مرحلة نطقت فيها السينما على نحو كامل وشامل. ليس لأن إضافة الصوت على الصورة كان أمراً يستدعي الاحتفاء، بل تقديراً للفنانين الذين يصنعون الأفلام.
> بعد ذلك بعام وُلد مهرجان ڤينيسيا، ثم في 1939 أقيمت الدورة الأولى لمهرجان «كان». هذه توقفت بسبب احتلال ألمانيا لبولندا. الدورة الحقيقية الأولى لـ«كان» تأخرت حتى سنة 1946.
> في مطلع الخمسينات حط مهرجان برلين. وبعد ذلك كرَّت السبحة بلا توقف: «لوكارنو»، و«سان سابستيان»، جوائز «بافتا»، جوائز «غولدن غلوبز»، وكلها تنتمي إلى ذلك الجيل الأول من المهرجانات والمناسبات السنوية.
> الجيل الثاني شمل مهرجانات موسكو وكارلوڤي ڤاري وسان فرانسيسكو وسيدني وشيكاغو ولايبزغ وسواها. في الستينات انطلق جيل جديد شمل تورنتو ولندن ولاحقاً «القاهرة» و«قرطاج» وتوالت المهرجانات حتى يومنا هذا مع جيل جديد في المنطقة العربية مثل البحر الأحمر والجونة دون أن ننسى دبي وأبوظبي اللذان من المهرجانات المهمَّة القليلة حول العالم التي اختير لها أن تتوقف.
> واقعياً سنجد في كل سنة من الخمسينيات إلى اليوم ولادة مهرجان ومن ينظر إلى قائمة IMDb سيجد ما يتجاوز حالياً 9 آلاف مظاهرة ومهرجان ومناسبة تقع في كل ركن من العالم وفي كل يوم من أيام كل سنة.
> عمر مديد وتاريخ طويل وعشرات آلاف الأفلام التي عرضت في المهرجانات منذ بداياتها وإلى اليوم. الحال أنه إذا ما نظرنا لتاريخ المهرجانات المهمّة سنقدّر الخدمات التي ساهمت في تشكيل كنوز السينما إلى اليوم.