ملخص
عرف الفنان الراحل صلاح السعدني بعمدة الدراما المصرية إذ قدم أشهر شخصية عمدة بالفن العربي من خلال مسلسل "ليالي الحلمية"، وقدم فيه دور سليمان غانم الذي صارع غريمه سليم البدري على مدار سنوات طويلة في أجزاء متعددة
بعد رحلة فنية اقتربت من نصف قرن رحل عن عالمنا منذ ساعات الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 سنة صباح اليوم الجمعة.
وفي تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" قال نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي "ببالغ الحزن والأسى رحل الفنان الكبير عمدة الفن المصري صلاح السعدني صاحب التاريخ الطويل والبصمة المميزة في الدراما والسينما والمسرح والإذاعة، وشكل الراحل حالة فنية خاصة جعلته من عمالقة الفن وأبرز مبدعي الوطن العربي".
وأشار النقيب إلى أن الراحل فارق الحياة في هدوء شديد وستشيع جنازته اليوم الجمعة من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، وسيدفن بمقابر الأسرة بمدافن الواحات الواقعة بمنطقة السادس من أكتوبر في الجيزة".
ونعاه نجوم الفن الراحل منذ إعلان خبر وفاته، وشارك طارق لطفي وإيهاب فهمي وأيمن بهجت قمر وأمير كرارة وكريم عبدالعزيز، وكذلك داليا مصطفى وإسعاد يونس وعمرو يوسف وغيرهم من النجوم الراحل بكلمات مؤثرة عبر منشوراتهم على صفحاتهم الرسمية.
وكانت آخر أعمال الفنان صلاح السعدني عام 2013، وهو مسلسل بعنوان "القاصرات" مع داليا البحيري ولقاء سويدان ومنة عرفة ونهال عنبر، وكذلك ملك أحمد زاهر ومي الغيطي، وناقش العمل قضية زواج الفتيات القاصرات وما يترتب عليه خصوصاً في الريف المصري.
وبعد نجاح مدوي للعمل تغيب صلاح السعدني عن الساحة الفنية تماماً سواء بالظهور في أعمال فنية مميزة أم بحضور التكريمات والمهرجانات التي احتفى عدد منها بمسيرته الفنية مثل مهرجان القاهرة للدراما وبعض مهرجانات السينما.
وعلى رغم العروض الفنية المتوالية الا أنه فضل من دون أسباب أن يبتعد عن الساحة تماماً، وتردد أنه عانى صحياً في السنوات الأخيرة وكان يفضل الاستجمام والراحة بعيداً من أعين الصحافة والإعلام ليقضي حياته الخاصة وسط أبنائه وأحفاده فقط.
ومع أن ابنه أحمد نفى أكثر من مرة أية مشكلات صحية لوالده، لكن ظلت الجماهير مترقبة لأي ظهور له لينفي ما سبق، ونشر أحمد صوراً عدة للظهور الأخير مع والده وكان في صحة جيدة.
عرف صلاح السعدني بعمدة الدراما المصرية إذ قدم أشهر شخصية عمدة بالفن العربي من خلال مسلسل "ليالي الحلمية"، إذ جسد دور سليمان غانم الذي صارع غريمه سليم البدري على مدار سنوات طويلة في أجزاء متعددة من عمر المسلسل الذي شكل ذاكرة أجيال من الجمهور بسبب تأثيره الفني والاجتماعي، وشاركه العمل يحيي الفخراني وصفية العمري وحسن يوسف وفردوس عبدالحميد، وكذلك ممدوح عبدالعليم وسيد عبدالكريم وهشام سليم وآثار الحكيم وإلهام شاهين وغيرهم، وكتبه الراحل أسامة أنور عكاشة وأخرجه إسماعيل عبدالحافظ .
وتعاون السعدني مجدداً في محطة فارقة من حياته الفنية مع المؤلف المخضرم أسامة أنور عكاشة في مسلسل "أرابيسك"، ولعب شخصية حسن ارابيسك الذي جسد الأصالة في وجه تغيرات الحياة والمجتمع وسيطرة انعدام المعايير، وحقق العمل نجاحاً لا يقل عن شخصية سليمان غانم في "ليالي الحلمية".
وكان مسلسل "حلم الجنوبي" من الأعمال المهمة جداً في حياة صلاح السعدني الفنية، التي أكدت تفرده في مساحات فنية وإبداعية خاصة جداً تركت بصماتها بوجدان الشعب المصري والعربي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بداية المشوار
ولد صلاح السعدني عام 1943 بمحافظة المنوفية، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية الزراعة، واكتشف حبه للتمثيل أثناء دراسته فشجعه زملاؤه على البدء في الرحلة من خلال تقديم عروض مسرحية على خشبة مسرح الجامعة، وكان الفنان عادل إمام أقرب زملائه له في الدراسة وشاركه بهذه العروض، وبعد تخرجهما انطلقا في رحلة الفن، كل في طريق مختلف ومميز.
برزت موهبة السعدني في تقمص شخصيات معقدة ومتنوعة ولهجات، ونجح في إضفاء سمات منفردة على كل شخصية بشكل لا يتشابه مع أي ممثل آخر، وميزه النقاد بالإشادة الدائمة وذهب معظمهم مثل الناقد طارق الشناوي بأن السعدني يتمتع بموهبة كبيرة وقدرة على تقمص شخصيات التي تحمل تركيبة نفسية مختلفة.
ومن الأعمال المميزة للفنان الراحل في التليفزيون مسلسلات مثل "ولسه بحلم بيوم" و"وقال البحر" و"يوميات جاب الله" و"في قافلة الزمان"، وكذلك "يوميات نائب في الأرياف " و"ينابيع النهر" و"هذا الرجل " و"قصر الشوق"، إضافة إلى "سنوات الشقاء والحب" و"أهل الدنيا" و"شعاع من الأمل" و"الناس في كفر عسكر" و"للثروة حسابات أخرى"، إلى جانب "حارة الزعفراني" و"نقطة نظام" و"الباطنية" و"بيت الباشا" و"الإخوة الأعداء".
وفي السينما قدم كثيراً من الأعمال المميزة، لكنه كان أكثر وهجاً في الدراما التليفزيونية، و صرح خلال لقاء نادر له "أن أول عمل سينمائي لي كان فيلم اسمه ’شياطين الليل‘، وشاركت في الدور بسبب اعتذار الفنان حسن يوسف عن الفيلم، وكنت متوتراً للغاية، لأنني كنت أقف أمام عمالقة الفن وقتها الفنان فريد شوقي والسيدة أمينة رزق".
وقدم السعدني في السينما نحو 50 فيلماً منها "ليل وخونة" و"أغنية على الممر" و"كراكيب"، وكذلك "الأرض" و"شياطين الليل" و"الرصاصة لا تزال في جيبي".