العقد الماضي كان الأكثر سخونة في تاريخ كوكب الأرض والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر

منذ 11 أشهر 142

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صُنّف العقد بين عامي 2011 و2020 بأنّه الأكثر سخونة على الإطلاق بالنسبة للأراضي والمحيطات على كوكب الأرض، حيث ارتفع معدل تغير المناخ "بشكل مثير للقلق"، وفقًا لما ذكره تقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).

ووجد التقرير الصادر بمؤتمر "كوب 28" الثلاثاء في دبي، أن التركيزات المتزايدة للتلوث الناتج عن تسخين الكوكب في الغلاف الجوي، أدت إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض والمحيطات إلى مستويات قياسية، وذوبان الأنهار الجليدية بشكل كبير، وارتفاع مستوى سطح البحر خلال هذه الفترة.

ويُتوقّع أيضًا أن يكون هذا العام الأكثر سخونة، بعد ستة أشهر متتالية من تسجيل درجات الحرارة العالمية القياسية.

وقال العلماء إنّ الحرارة الاستثنائية المسجلة هذا العام ناجمة عن التأثيرات المشتركة لظاهرة النينيو، وتغير المناخ، والتلوث الناتج عن الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب. ووجد تحليل منفصل صدر عن مشروع الكربون العالمي الإثنين، أنّ التلوث الكربوني الناجم عن الوقود الأحفوري يتجه نحو تسجيل رقم قياسي جديد في عام 2023، أعلى بنسبة 1.1٪ مقارنة بمستويات عام 2022.

وتستمر النتائج التي توصلت إليها منظمة "WMO" بشأن العقد الأكثر سخونة في الاتجاه السائد منذ 30 عامًا. وأفاد بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في بيان أنه "منذ تسعينيات القرن الماضي يسجل كل عقد حرارة أعلى من العقد الذي سبقه، ولا نرى أي علامة فورية على تراجع هذا الاتجاه". ورأى أنه "يتوجب علينا تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة كأولوية قصوى ومطلقة لكوكب الأرض من أجل الحد من خروج تغير المناخ عن نطاق السيطرة". 

وفي حين زاد تركيز جميع الغازات المسبّبة لاحترار الكوكب خلال هذا العقد، فقد سلّطت وكالة الأمم المتحدة الضوء على الزيادة في غاز الميثان باعتبارها مثيرة للقلق تحديدًا.

وقالت إيلينا ماناينكوفا، نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في مؤتمر صحفي عُقد الثلاثاء: "الاتجاه المثير للقلق هنا يتمثّل بأنّ معدل نمو غاز الميثان تضاعف تقريبًا خلال هذا العقد".

وتوصّل مشروع الكربون العالمي إلى أنّ تلوّث المناخ الناجم عن جميع أنواع الوقود الأحفوري، مثل الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي، قد زاد في جميع أنحاء العالم، لكن ثبت أن بعضها أكثر هيمنة من غيرها. على سبيل المثال، ارتفعت انبعاثات الفحم والنفط بشكل كبير في الهند والصين، في حين أظهرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تراجعًا قويًا في استهلاك الفحم. وتتزايد الانبعاثات الناجمة عن الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، والصين، والهند، لكنها تتناقص في الاتحاد الأوروبي.

ونسبة لمعدل ارتفاع الانبعاثات، يقدر الباحثون أن هناك فرصة بنسبة 50% لتجاوز الحرارة العالمية بانتظام عتبة 1.5 درجة مئوية، في غضون سبع سنوات. ودرجة الحرارة هذه كانت هدف اتفاق باريس للمناخ، والعتبة التي يحذر العلماء من صعوبة تكيف البشر والنظم البيئية بعد تجاوزها، وقد تمّ تخطيها لفترة وجيزة هذا العام مع اندماج الاحترار الناجم عن ظاهرة النينيو مع أزمة المناخ.

وحذر تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن الصدمات المناخية تهدّد الأمن الغذائي، وتشرّد الناس في جميع أنحاء العالم، وأن هناك "تحولًا عميقًا بشكل خاص" يحدث في المناطق القطبية والجبال العالية.  ولفت تالاس إلى "أننا نخسر السباق لإنقاذ الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية الذائبة".

وورد خبر واحد جيد في التقرير مفاده أنّ طبقة الأوزون تتعافى بفضل الجهود الدولية للتخلص التدريجي من المواد الكيميائية المستنفدة للأوزون.

ويأتي تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في قمة المناخ "كوب 28" التي تدعمها الأمم المتحدة، وفي اليوم المخصّص للطاقة والصناعة. يُعد الدور المستقبلي للوقود الأحفوري، المحرك الرئيسي لأزمة المناخ، أحد النقاط الشائكة الرئيسية في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 28".

وأشار بيير فريدلينغشتاين، الأستاذ في معهد النظم العالمية بجامعة إكستر، إلى أنّ "تأثيرات تغير المناخ واضحة في كل مكان حولنا، لكن العمل على تقليل انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري لا يزال بطيئا بشكل مؤلم".

وتابع: "يبدو الآن أنه لا مفر من أننا سنتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية المنصوص عليها في اتفاقية باريس، وسيتعين على القادة المجتمعين في مؤتمر كوب 28 الاتفاق على تخفيضات سريعة من انبعاثات الوقود الأحفوري للحفاظ على عدم تجاوز عتبة درجتين مئويتين".