يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة من وضع صعب بعد مرور نحو 6 أشهر على الحرب في غزة.
يعتقل الجيش الإسرائيلي بشكل يومي عشرات الفلسطينيين ويقتحم المدن والقرى في الضفة الغربية المحتلة، بينما يكثف المستوطنون الإسرائيليون من أعمالهم العدائية التي أدانتها الأمم المتحدة والعديد من الحكومات الغربية منها الولايات المتحدة التي أقرت مؤخرا فرض عقوبات على بعضهم.
وأدت الحرب الدامية على قطاع غزة، إلى تفاقم الوضع في الضفة الغربية، مما أدى إلى زيادة مستوى العنف في الضفة الغربية وتدمير البنية التحتية المدنية، بينما ترك الاقتصاد يترنح تحت قيود مشددة فرضتها إسرائيل.
ومثلت مدن جنين وطولكرم ونابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة، نقاطًا محورية للصراع، وهي مناطق لا تسيطر عليها السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها بشكل كامل.
وقال قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، إن حملات الاعتقال طالت حتى الآن نحو 8 آلاف مواطن فلسطيني في الضفة الغربية والقدس ومناطق داخل الخط الأخضر.
وفي مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم، دمرت الغارات العديد من الطرق وألحقت أضرارا بالمساكن في المنطقة.
ومن داخل منزله الذي دمرته القوات الإسرائيلية حين اقتحمت الحي الذي يقيم فيه، يقول عبد الله سليم وهو يشير إلى آثار الرصاص على جدران المنزل وعلى الأثاث والأجهزة الكهربائية: "اجتمعت مع عائلتي خلف هذا الجدار لنحمي أنفسنا من الرصاص".
ولقي ما لا يقل عن 458 فلسطينيًا مصرعهم بنيران إسرائيلية منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الثاني، عندما اجتاح مسلحو حماس جنوبي إسرائيل؛ مما أسفر عن مقتل 1200 شخص.
اقتصاد على حافة الهاوية
تمنع إسرائيل منذ بداية الحرب جميع الفلسطينيين تقريبًا من دخول أراضيها، مما ترك العديد منهم بدون عمل.
وانكمش الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية بأكثر من الخمس في الربع الأخير من عام 2023، بحسب وزارة الاقتصاد الفلسطينية.
وقد أغلقت ثلث الشركات في الإقليم إنتاجها أو خفضته، وفقدت ثلث الوظائف.
الخسائر اليومية تصل إلى 25 مليون دولار.
وتعاني بيت لحم، المدينة التوراتية التي يعتقد المسيحيون أنها مسقط رأس السيد المسيح، أيضا.
لسنوات عديدة، كانت المدينة واحدة من المراكز السياحية القليلة التي تجذب سياحًا أجانب إلى الضفة الغربية. لكن الأوضاع جعلت السياحة فيها تتراجع بشكل كبير ، الأمر الذي أدى إلى إغلاق العديد من المتاجر والمحال التجارية.
يقول وزير الاقتصاد الفلسطيني محمد العمور: "لقد تراجع الإنتاج في الضفة الغربية نتيجة الحرب الظالمة والاجتياحات الإسرائيلية، إلى جانب عوامل أخرى مساهمة مثل وجود 200 ألف عامل فلسطيني غير قادرين على العمل في إسرائيل وعاطلين عن العمل في الضفة الغربية".
واضطر العديد من الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في إسرائيل إلى ايجاد وسائل أخرى للحصول على لقمة العيش، فرجب الطقطوق، الذي كان يعمل في موقع بناء في إسرائيل، يبيع الآن السندويشات في مدينته نابلس.
ويقول: "هناك العديد من الآخرين مثلي. عمري 67 عامًا، وأعيش أنا وزوجتي بمفردنا. الدخل القليل الذي لدينا يكفينا، لكن هناك آخرين لديهم خمسة أطفال وعليهم التزامات مالية، أنا أشعر بالحزن عليهم".