الصين وتايوان: تاريخ من العلاقات المتوترة منذ عام 1949

منذ 1 سنة 122

باشرت الصين الإثنين مناورتًا عسكرية بالذخيرة الحيّة قرب تايوان في اليوم الثالث والأخير من تدريب يشمل "تطويقًا كاملًا" للجزيرة.

فما هي المراحل التي مرت بها علاقات البلدين؟

الانفصال

أعلن ماو تسي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية في بكين في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1949.

في المقابل، وفي السابع من كانون الأول/ ديسمبر من ذلك العام، شكّل حزب كومينتانغ (الحزب القومي الصيني) بقيادة تشانغ كاي شيك حكومة في جزيرة تايوان (فورموزا سابقًا) وحظر أي اتصال مع الصين الشيوعية.

عقب ذلك مباشرة، حاول الجيش الصيني للمرة الأولى السيطرة على جزيرتي كيموي وماتسو الصغيرتين اللتين تعودان إلى تايوان.

وعقب فشل هذه المحاولة، وتحديدًا عام 1950، أصبحت تايوان حليفة للولايات المتحدة في الحرب ضد الصين في شبه الجزيرة الكورية، فنشرت واشنطن أسطولًا في مضيق تايوان لحماية حليفتها الجديدة من هجوم محتمل.

الاعتراف الأمريكي

في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 1971، ألغت الأمم المتحدة مقعد تايوان مانحة إياه للصين، تمهيدًا لعودة العلاقات بين بكين وواشنطن، التي عادت إلى طبيعتها في آذار/ مارس 1979.

ومنذ ذلك الحين تلتزم الولايات المتحدة على غرار المجتمع الدولي برمته بسياسة الصين الواحدة، معترفة ببكين وحدها كحكومة شرعية على تايوان، لكن ذلك لم يمنعها من إقامة علاقات وثيقة اقتصادية وعسكرية مع تايبيه.

وتواصل واشنطن ما يسمى "الغموض الاستراتيجي" حيال تايوان وتبقى حليفتها الأكبر موفرة لها دعمًا عسكريًا كبيرًا.

تحسن العلاقات

في تشرين الثاني/ نوفمبر 1987، سُمح للتايوانيين بالتوجه إلى الصين ما أدى إلى لم شمل بعض العائلات، وفتح الطريق للمبادلات التجارية.

ردًا على ذلك، ألغت تايبيه عام 1991 من جانب واحد كل الإجراءات التي تفرضها حالة الحرب مع الصين.

لكن في حزيران/ يونيو 1995، علقت بكين مفاوضات لتطبيع العلاقات احتجاجًا على زيارة الرئيس التايواني لي تنغ هوي إلى الولايات المتحدة.

وقبيل أول انتخابات رئاسية تايوانية بالاقتراع العام المباشر عام 1996، أجرت الصين تجربة إطلاق صواريخ قرب السواحل التايوانية.

في انتخابات عام 2000، خسر حزب كومينتانغ القومي السلطة في تايوان للمرة الأولى، فتحسنت الروابط التجارية بين الجانبين خلال السنوات التالية.

تهديدات ومحادثات

في 14 آذار/ مارس 2005، اعتمدت بكين قانونًا يسمح باللجوء إلى القوة في حال أعلنت تايوان استقلالها.

وفي الشهر التالي، عقد لقاء تاريخي في بكين بين ليان تشان زعيم حزب كومينتانغ والرئيس هو جينتاو زعيم الحزب الشيوعي الصيني، في سابقة تحصل لأول مرة منذ 1949.

وفي 12 حزيران/ يونيو 2008، استأنفت بكين وتايبيه حوارهما الذي علق في 1995 بناء على برنامج محدد، وفي الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر من ذلك العام، وقعت الصين وتايوان سلسلة اتفاقات اقتصادية لتنظيم رحلات جوية ولتشجيع السياحة.

وفي حزيران/ يونيو 2010، وقع اتفاق اطار للتعاون الاقتصادي بين بكين وتايوان. وفي شباط/ فبراير 2014، أطلقت بكين وتايبيه حوارًا بين الحكومتين للمرة الأولى.

انتهاء "شهر العسل"

فازت تساي إينغ وين من الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد تقليديًا للاستقلال، في الانتخابات الرئاسية في كانون الثاني/ يناير 2016.

في حزيران/ يونيو من ذلك العام، أوقفت الصين الاتصالات مع تايوان بعد امتناع الحكومة الجديدة عن الاعتراف بسياسة "الصين الواحدة".

بعد ذلك، وفي كانون الأول/ ديسمبر، قطع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عهودًا للجزيرة من خلال التحدث مباشرة مع تساي عبر الهاتف.

وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ في كانون الثاني/ يناير 2019 إن توحيد الصين وتايوان أمر "لا مفر منه".

خلافات صينية أمريكية

في 2021، قامت الطائرات الحربية الصينية بمئات الطلعات في منطقة الدفاع الذاتي التايوانية.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين، في تصريحات تراجع البيت البيض عن جزء منها.

وأكدت تساي وجود عدد صغير من الجنود الأمريكيين في تايوان للمساعدة في تدريب قوات الجزيرة.

زيارة بيلوسي

وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان في الثاني من آب/ أغسطس الماضي، خلال جولة في آسيا بعد أيام من التكهنات والتحذيرات الصارمة من بكين بشأن "عواقب" غير محددة.

وقالت بيلوسي أعلى مسؤول أمريكي يزور الجزيرة منذ 25 عامًا، إن زيارتها تؤكد "التزام بلادها الراسخ دعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان".

وتعهدت الصين الغاضبة الرد وبدأت أكبر مناورات عسكرية على الإطلاق في المنطقة حيث طوقت تايوان في الرابع من آب/ أغسطس وأجرت مناورات حربية استمرت حوالي أسبوع.

شملت التدريبات نشر مقاتلات وسفن حربية وإطلاق صواريخ بالستية.

ردت تايبيه بمناورات أيضًا بينما أرسلت الولايات المتحدة سفنًا حربية عبر مضيق تايوان وأعلنت عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة للجزيرة.

وفرضت الصين عقوبات على بيلوسي لكن زيارتها شجعت وفودًا أمريكية أخرى وأوروبية على التوجه إلى تايوان.

تساي تلتقي مكارثي

توقفت تساي مرتين في الولايات المتحدة في طريقها إلى أمريكا اللاتينية وعودتها منها، والتقت رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في رحلة العودة في كاليفورنيا في الخامس من نيسان/ أبريل الحالي.

لكن بكين حذرت من الاجتماع وأصدرت إدانات وشددت على أن تايوان جزء من أراضيها وأن "سيادة الصين وسلامة أراضيها لا يمكن المساس بهما أبدًا".

وفي العاشر من نيسان/ أبريل، أعلنت الصين أن طائرات تابعة لها "تحمل ذخيرة حيّة" شاركت في المناورات التي شملت محاكاة لفرض "حصار جوي" على تايوان. فأعلنت واشنطن إبحار مدمرة أمريكية في مياه بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بالسيادة عليها، ما أثار تنديدًا صينيًا.