الصين تعلنها حربًا مفتوحة على واشنطن وترفع سورها العظيم في وجه البضائع الأمريكية.. فهل يتراجع ترامب؟

منذ 3 ساعة 9

بقلم:  Ekbal Zeinيورونيوز

اختارت الصين أن تهاجم هي الأخرى في الحرب التجارية المُعلنة عليها، فوجهت "مدافعها" الاقتصادية صوب واشنطن ودقت طبول المعركة. وبمجرد دخول قرار ترامب بشأن فرض 10% من الجمارك على جميع وارداتها حيز التنفيذ عند منتصف الليل، ردت بكين صباحًا بالقول إنها ستفرض رسومًا بنسبة مماثلة وأعلى.

تراجع الزعيم الجمهوري عن تهديده ووعيده بشأن فرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا، قائلًا إنه سيمنح القرار 30 يومًا إضافيًا، لكنه تحفظ بشأن الصين، ما دفع الأخيرة للقول صباحًا إنها ستفرض رسومًا بنسبة 15% على الفحم الأمريكي والغاز الطبيعي المسال و10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض السيارات. على أن تسري تلك القرارات في 10 فبراير/شباط الجاري.

كما أشارت بكين إلى أنها بدأت تحقيقًا حول الاحتكار في شركة "ألفابيت" المالكة لغوغل، وقامت بإدراج سلسلة من الشركات الأمريكية مثل "بي في إتش كورب" الشركة الأم لعلامات تجارية مثل كالفن كلاين، والشركة الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية إلومينا في "قائمة الكيانات غير الموثوقة".

وقالت وزارة التجارة الصينية وإدارة الجمارك إنها ستفرض قيودًا على صادرات بعض المواد الخام المستعملة في الصناعة مثل التنجستن، التيلوريوم، الروديوم، الموليبدينوم والمواد المتعلقة بالروديوم "لحماية مصالح الأمن الوطني". وبتلك الخطوة توجه "ركلة" قوية لترامب، فهي تسيطر على جزء كبير من إمدادات الأرض النادرة في العالم التي تعد حاسمة للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن ترامب لن يتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حتى وقت لاحق من الأسبوع.

يذكر أن ترامب، وخلال فترة ولايته الأولى، استهل حربًا تجارية طاحنة مع الصين، استمرت لعامين بسبب فائض التجارة الضخم للصين مع الولايات المتحدة، مع فرض رسوم متبادلة على مئات المليارات من الدولارات من البضائع، مما أدى إلى تقلب سلاسل الإمداد العالمية وأضر بالاقتصاد العالمي.

وبغية إنهاء الحرب التي أثقلت كاهل العالم، وافقت الصين في 2020 على إنفاق 200 مليار دولار إضافية سنويًا على السلع الأمريكية، لكن الخطة تعثرت بسبب جائحة كوفيد-19، وكان عجزها التجاري السنوي قد اتسع إلى 361 مليار دولار، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية التي تم نشرها الشهر الماضي.

وكان ترامب قد وعد بفرض رسوم جمركية على بكين قائلًا: "نأمل أن تتوقف الصين عن إرسال الفنتانيل إلينا، وإذا لم تفعل، فإن الرسوم سترتفع بشكل كبير". بينما ردت الأخيرة بالقول إن الفنتانيل هو مشكلة أمريكية وأكدت أنها ستتحدى الرسوم في منظمة التجارة العالمية وتتخذ تدابير مضادة أخرى، لكنها تركت الباب مفتوحًا للمفاوضات.