بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 06/12/2022 - 17:39
يورونيوز - حقوق النشر AFP
دوّت صفّارات الإنذار في سائر أنحاء الصين صباح الثلاثاء إيذاناً ببدء ثلاث دقائق صمت حداداً على الرئيس السابق جيانغ زيمين الذي توفّي الأسبوع الماضي عن 96 عامًا وأشاد به الحزب الشيوعي باعتباره وطنيًا "كرّس حياته" لخدمة بلاده.
أعلنت الصين يوم حداد في جميع أنحاء البلاد، في حين حرصت الأجهزة الأمنية على عدم تشكّل تجمّعات كبيرة في الشوارع بعد احتجاجات الأسابيع الأخيرة على القيود المتصلة بمكافحة كوفيد.
في 30 تشرين الثاني/نوفمبر في شنغهاي، توفي جيانغ الذي قاد بلاده في مرحلة من التغييرات العميقة من 1989 وحتى بداية الألفية الثالثة، بسبب سرطان في الدم، بحسب الإعلام الرسمي.
تولّى جيانغ زيمين السلطة بعد قمع احتجاجات ساحة تيان أنمين في 1989 وقاد بلاده لتصبح قوة عظمى.
عند العاشرة من صباح الثلاثاء (02,00 بتوقيت غرينتش)، انطلقت مراسم التأبين بحضور كبار السياسيين الصينيين، في قاعة الشعب الكبرى في بكين حيث عُرضت صورة عملاقة للزعيم الراحل بالإضافة إلى شعارات تشيد به وباقات ضخمة من الأزهار.
وقال الرئيس شي جينبينغ متوجهًا لأعضاء الحزب الشيوعي في القاعة "كرّس (جيانغ زيمين) كلّ حياته وجهده للشعب الصيني، كرّس حياته للنضال من أجل الاستقلال الوطني وتحرير الشعب والازدهار الوطني وسعادة الشعب".
وأضاف شي "تدعو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الحزب بأسره والجيش والشعب من جميع المجموعات العرقية في الصين إلى تحويل الحزن إلى قوة".
وكانت زوجة الراحل وانغ ييبينغ جالسة في كرسي متحرك في الصف الأمامي، وعلى وجهها علامات حزن.
ووقفت الصين ثلاث دقائق صمت فيما دوّت صفّارات الإنذار.
في يانغتشو، مسقط رأس جيانغ، تجمع نحو مئة شخص أمام مقر إقامته السابق لالتزام الصمت. وفرّقتهم الشرطة في ما بعد.
ونكّست الأعلام في جميع أنحاء الصين وفي المباني الحكومية الصينية في الخارج.
"امتنان"
علّقت أسواق الأسهم في شنغهاي وشنجن التداول ثلاث دقائق، مثلما فعلت أيضًا بورصة الذهب والفضة الصينية في هونغ كونغ.
وعلّقت بورصة هونغ كونغ عرض البيانات على الشاشات الخارجية في مقرّاتها فيما لزم كبار المسؤولين الصمت.
وفي ميناء المدينة، أطلقت مئات السفن صفاراتها لثلاث دقائق.
في ثانوية سيينتيا في هونغ كونغ، تجمّع مئات الطلاب والمدرّسين لمدة ساعة لإحياء ذكرى جيانغ.
وقال أحد المدرّسين "نحن أبناء هونغ كونغ لدينا مشاعر عميقة للرئيس جيانغ الذي زار هونغ كونغ عدة مرات، بما في ذلك لحضور مراسم تسليم هونغ كونغ".
ونظّم التلامذة وقفة فيما تمّ تنكيس العلم الصيني. وشاهدوا في وقت لاحق النقل المباشر لمراسم التأبين في بكين.
وقالت التلميذة كايت لونغ (16 عامًا) إنها تأملت "بامتنان"، خلال لحظة الصمت، في مساهمات جيانغ، معتبرة إياه "قائدًا مهمًا جدًا".
وعُلّقت أيضًا أنشطة الترفيه العام في البر الرئيسي للصين الثلاثاء، فيما أعلنت بعض الألعاب عبر الانترنت مثل لعبة "ليغ أوف ليجندز" League of Legends التوقف ليوم واحد.
إرث مثير للجدل
غير أن جيانغ يترك خلفه إرثًا مثيرًا للجدل.
فيما الإعلام الرسمي أشاد به باعتباره ثوريًا شيوعيًا عظيمًا وسلّط الضوء على دوره في إخماد "اضطرابات سياسية خطيرة"، اتّسم حكمه بقمع معارضين سياسيين وأقليات دينية، إلى جانب التسامح مع الفساد المستشري بالتزامن مع نهضة الصين الاقتصادية.
وأُحرق جثمانه الإثنين في بكين في مراسم حضرها الرئيس وعدد من كبار مسؤولي الدولة، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".
ويُقال إن الرئيس السابق هو جينتاو، الذي كان قد أُخرج من اجتماع لكبار المسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني في تشرين الأول/أكتوبر في مشهد استحوذ على اهتمام عالمي، حضر أيضًا مراسم التأبين في أول ظهور علني له مذاك الحين.
حنين
تُعدّ الاحتجاجات على تدابير مكافحة كوفيد-19 التي عمّت عدّة مناطق صينية الأسبوع الماضي الأكثر اتساعًا جغرافيًا في الصين منذ التظاهرات المؤيدة للديموقراطية في العام 1989.
ورغم دور جيانغ في المساعدة في قمع احتجاجات العام 1989، أثارت وفاته حنينًا بين الصينيين لفترة كان يُنظر إليها على أنها أكثر ليبرالية وتسامحًا مع المعارضة.
وكتب مستخدم لمنصة "ويبو" المرادفة الصينية لمنصة "تويتر" أن "حقبة جيانغ كانت حقبة متسامحة أكثر، مع أنها لم تكن حقبة ازدهار".
وكتب آخر "سمعت عدة انتقادات له، لكن مجرّد أنه سمح بوجود أصوات انتقادية يظهر أنه يستحق الثناء".
تدفّق أكثر من مليون تعليق على "ويبو" على منشور قناة "سي سي تي في" الذي أُعلنت فيه وفاة الزعيم السابق خلال الساعة الأولى من النشر. وأشار العديدون إليه باسم "الجدّ جيانغ".
بعد الإعلان، ساد اللونان الأسود والأبيض على المواقع الإلكترونية التابعة لوسائل إعلام حكومية وشركات مملوكة للحكومة، كما على تطبيقات Alipay وتاوباو Taobao وماكدونالدز الصين McDonald's China.