أنهت الصين، يوم الجمعة، العمل على الهيكل الرئيسي لجسر "هواجيانغ جراند كانيون" في مقاطعة قويتشو بجنوب غرب البلاد، والمقرر أن يحمل لقب أطول جسر على مستوى العالم. ويمثل هذا الإنجاز خطوة هامة في مشروع يُعد إنجاز هندسي ضخم، ويعكس تفوق الصين في تطوير البنية التحتية.
تمت عملية رفع العارضة الفولاذية الأخيرة، التي تزن 215 طنًا، بدقة عالية إلى مكانها بعد ظهر الجمعة، مما يربط الأجزاء الرئيسية للجسر. يبلغ ارتفاع الجسر المعلق 625 مترًا من سطحه إلى سطح نهر بيبان الذي يعبره، أي ما يقارب ضعف ارتفاع برج إيفل.
ويمتد الجسر على طول 2,890 مترًا، مع مسافة رئيسية تصل إلى 1,420 مترًا، ليكون أكبر جسر يُبنى في منطقة جبلية.
تكنولوجيا متقدمة وتحديات هندسية
وو تشاومينغ، كبير المهندسين المشاركين في المشروع، أشار إلى أن استكمال رفع العوارض الفولاذية تطلب استخدام أكبر نظام رفع بالكابلات في العالم. وقال: "النظام يضم تقنيات متقدمة للنقل والرفع والمراقبة الذكية، مما مكّننا من التغلب على تحديات تقنية معقدة مثل الأوزان الثقيلة".
بدأ العمل على الجسر في كانون الثاني/يناير 2022، كجزء من مشروع طريق سريع يربط بين منطقتي ليوزهي وأنلونغ في المقاطعة. ومن المتوقع أن يُفتتح الجسر أمام حركة المرور في وقت لاحق من هذا العام.
وتشتهر مقاطعة قويتشو بتضاريسها الجبلية التي تغطي 92.5% من مساحتها، مما جعل بناء الجسور ضرورة للتغلب على التحديات الجغرافية. وساهمت هذه البنية التحتية المتطورة في تحويل المناطق الجبلية النائية التي كانت معزولة في السابق، حيث بلغت شبكة الطرق في المقاطعة أكثر من 220,000 كيلومتر.
ووفقاً لمسؤول في إدارة النقل بالمقاطعة، فإن الطرق السريعة والجسور ساهمت بشكل كبير في تقريب قويتشو من المقاطعات المجاورة والمراكز الاقتصادية الرئيسية، مما أدى إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة في المقاطعة.
ويمثل "هواجيانغ جراند كانيون" رمزاً جديداً لتطور البنية التحتية في الصين، ودليلاً على قدرة الهندسة الحديثة على تحقيق إنجازات غير مسبوقة حتى وسط أصعب الظروف الجغرافية.