رأت الدبلوماسية الصينية أن اللقاء المقرر الأربعاء بين رئيسة تايوان تساي إنغ-وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفن ماكارثي "سيلحق مزيدا من الضرر" بالعلاقات بين بكين وواشنطن، وكانت توعّدت ب"الردّ" إذ ما عقد اللقاء بين مكارثي ورئيسة تايوان.
وقال ناطق باسم القنصلية الصينية في لوس أنجليس في الولايات المتحدة إن اللقاء الذي سيجرى في ولاية كاليفورنيا "سيجرح مشاعر 1,4 مليار مواطن صيني" و"ستكون له تداعيات على الأسس السياسية للعلاقات الصينية الأميركية".
وأضافت القنصلية "يتجاهل رئيس مجلس النواب ماكارثي الدعم الواسع في المجتمع الدولي لمبدأ الصين واحدة ويتجاهل الدروس التي كان ينبغي أن تستخلص من أخطاء سابقة". وأشار البيان بذلك إلى سياسة بكين القائمة على عدم إمكان إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين وتايوان في آن.
وتابع البيان "مما لا شك فيه أن (ماكارثي) سيرتكب الخطأ نفسه مجدداً، ما سيلحق مزيدا من الضرر في العلاقات الصينية-الأميركية إلا ان ذلك سيزيذ الشعب الصين إرادة وعزماً" لتحقيق "إعادة التوحيد" مع تايوان.
وكان رئيس مجلس النوّاب الأمريكي الجمهوري كيفن مكارثي، قد أكّد الإثنين أنّه سيلتقي رئيسة تايوان تساي إنغ-وين في كاليفورنيا الأربعاء، وسيعقد اللقاء في ضواحي لوس أنجليس في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية وسيشارك فيه عدد من أعضاء الكونغرس، كما أوضح مكتب مكارثي في بيان.
لكن بكين تعتبر جزيرة تايوان التي تعدّ 24 مليون نسمة، أرضاً صينية لم تتمكّن حتى الآن من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949، ولا تستبعد استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.
وكانت الصين عبّرت عن معارضتها لأي اتصالات رسمية بين الجزيرة والولايات المتحدة التي تقدم لتايوان دعما عسكريا في مواجهة بكين منذ عقود.
وكان مكارثي يعتزم أن يحذو حذو رئيسة مجلس النواب السابقة الديموقراطية نانسي بيلوسي التي زارت تايوان في آب/أغسطس ما أثار غضب الصين، التي نظمت رداً عليها مناورات واسعة حول الجزيرة اعتبرتها تايبيه تمهيداً لغزوها.
لكن قراره لقاء رئيسة تايوان في الولايات المتحدة، اُعتبر بمثابة تسوية ستشدد على الدعم لتايوان مع تجنب إثارة توتر مع الصين في الوقت نفسه.
"صين واحدة"
وتأتي زيارة رئيسة تايوان الى الولايات المتحدة في فترة حساسة حيث زادت بكين الضغط العسكري والاقتصادي والدبلوماسي على الجزيرة،وتقوم تساي التي تتولى السلطة منذ 2016، بهذه الجولة الدبلوماسية لتعزيز علاقات الجزيرة مع حلفائها بعد أيام فقط على قطع هندوراس علاقاتها مع تايوان.
وبعد محطة أولى في نيويورك الأربعاء، زارت رئيسة تايوان غواتيمالا وبيليز. وأصبحت هاتان الدولتان بالتالي محور صراع قوة دبلوماسي مع بكين.
الإثنين شكرت رئيسة تايوان بيليز على دعمها الدبلوماسي للجزيرة في خضم "التهديدات المستمرة والضغوط" الصينية، وذلك في خطاب ألقته في الجمعية الوطنية البيليزية، وبيليز وغواتيمالا هما الحليفان الوحيدان لتايوان في أميركا الوسطى.
وباسم مبدأ "صين واحدة" ترى بكين أنه يفترض ألا تقيم أيّ دولة علاقات رسمية مع بكين وتايبيه في وقت واحد. بينما تُعتبر واشنطن التي أعلنت اعترافها الدبلوماسي ببكين في 1979، هي الحليفة الأقوى لتايوان وكذلك أبرز مزود لها بالأسلحة.
اللعب بالنار
وقال القائم بأعمال السفارة الصينية في واشنطن تشو تشويوان "نحضّ الولايات المتحدة على عدم مواصلة اللعب بالنار في مسألة تايوان. أولئك الذين يلعبون بالنار يقضون بالنار. هذا ليس تهديداً".
وكانت الخارجية الأمريكية اعتبرت الأسبوع الماضي إنه "ليس لدى الصين على الاطلاق أيّ سبب لرد الفعل المبالغ على هذه الممارسة المعتادة".
وبعيد وصول تساي إلى نيويورك الأربعاء الماضي قبل بدء جولتها في أميركا الوسطى، حضر مغتربون تايوانيون لتحيتها. ويومها ألقت كلمة قالت فيها "لقد أظهرنا إرادة قوية وتصميماً على الدفاع عن أنفسنا، وأنّنا قادرون على إدارة المخاطر بهدوء ورباطة جأش وأنّ لدينا القدرة على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين".
وتأتي محطة رئيسة تايوان في الولايات المتحدة في وقت حسّاس بعدما زادت الصين ضغوطها منذ تولي تساي السلطة في 2016، وأفادت وسائل إعلام أميركية أن حوالى 20 من أعضاء الكونغرس الأميركي سيرافقون رئيس مجلس النواب للقاء تساي في كاليفورنيا.
وزادت الصين استثماراتها في أميركا اللاتينية التي باتت محور صراع قوة بين تايبيه وبكين.
واتّهمت تايوان الصين الأحد باستخدام "الإكراه والترهيب" لابعاد حلفائها عنها بعدما دشّن وزير خارجية هندوراس انريكي رينا ونظيره الصيني تشين غانغ رسميا العلاقات الثنائية بين البلدين في بكين.