هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
لا تزال الشرطة الألمانية في سولينغن تجري عملية بحث واسعة النطاق يوم السبت، بعد هجوم بسكين في مهرجان أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين، خمسة منهم بجروح خطيرة.
ونشرت نانسي فيزر، وزيرة الداخلية الألمانية، تغريدة عبر منصة إكس قائلة: "صدمنا بعمق من الهجوم الوحشي الذي استهدف مهرجان سولينغن. قلوبنا مليئة بالحزن على الأرواح التي فقدت بطريقة مروعة، ونتعاطف مع عائلات الضحايا والمصابين بجروح خطيرة."
تم استدعاء الشرطة فور تلقي البلاغات من الشهود الذين وصفوا المهاجم بأنه طعن عدة أشخاص دون تمييز. وأكدت الشرطة أن الجاني لا يزال فارًا، وأنها لا تملك سوى معلومات قليلة عنه حتى الآن، مما أدى إلى إطلاق عملية بحث واسعة في المنطقة.
وقال هربرت رويل، وزير الداخلية لولاية شمال الراين-وستفاليا، الذي زار الموقع في الساعات الأولى من صباح السبت: "حتى الآن، لا نعرف سبب وقوع هذا الهجوم". وأضاف: "لا يمكنني تحديد الدافع وراء الهجوم حاليًا، وليس لدينا معلومات واضحة عن هوية المهاجم". وأوضح أن الجاني غادر المكان "بسرعة نسبية" بعد تنفيذ الهجوم.
وسط هذه الفوضى، طلب فيليب مولر، أحد منظمي المهرجان، من الحضور "التحلي بالهدوء والانتباه"، مشيرًا إلى أن المهاجم لم يتم القبض عليه بعد، وأن العديد من الأشخاص تعرضوا للطعن من قبل "شخص يحمل سكينًا".
شهدت المنطقة انتشارًا كثيفًا للشرطة والطوارئ، حيث شوهدت طائرات هليكوبتر تحلق في الأجواء بينما أغلقت العديد من الشوارع في محيط ساحة فرونهوف. وأكدت الشرطة إصابة خمسة أشخاص على الأقل بجروح خطيرة، بينما أشار رويل إلى أن العدد قد يصل إلى ستة.
ألغت السلطات بقية فعاليات مهرجان "التنوع"، الذي كان من المقرر أن يستمر حتى الأحد احتفالًا بالذكرى الـ650 لتأسيس المدينة. وكانت المدينة تأمل في تقديم عروض متنوعة تشمل الموسيقى الحية، والكاباريه، والألعاب البهلوانية، ولكن الهجوم المفاجئ أدى إلى إنهاء الاحتفالات بشكل غير متوقع.
وفي تعليق له على فيسبوك، أعرب تيم كورزباش، عمدة سولينغن، عن حزنه العميق قائلاً: "هذا المساء، نحن في سولينغن جميعنا في حالة صدمة. كنا نرغب في الاحتفال بذكرى مدينتنا معًا، والآن لدينا قتلى ومصابين لنأسف عليهم". وأضاف: "يحطم قلبي أن يحدث هجوم على مدينتنا".
يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه ألمانيا قلقًا متزايدًا من تصاعد حوادث العنف بالسكاكين. ففي مايو الماضي، وقع هجوم مشابه في ألمانيا، حيث أقدم مهاجر أفغاني على طعن ضابط شرطة حتى الموت. وفي محاولة للحد من هذا النوع من الهجمات، اقترحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تشديد قوانين الأسلحة لمنع حمل السكاكين ذات الشفرات الطويلة في الأماكن العامة.
مدينة سولينغن، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 160,000 نسمة وتقع بالقرب من كولونيا ودوسلدورف، تعيش حالة من الحزن والترقب بعد هذا الهجوم الصادم.