> لا ينتهي الجدل السينمائي في عالمنا العربي لأنه مجاني. لا يكلّف شيئاً، ولا هو أمر يتطلب جهداً بدنياً أو حتى فكرياً... التالي، بعض النقاشات التي ما زالت دائرة بعد 138 سنة على اختراع هذا الشيء واسمه سينما.
> هل السينما فن أم تجارة؟ لمن يُكنى الفيلم، للمخرج أو للمنتج؟ هل للسينما مستقبل؟ هل هناك سينما عربية أو هي سينمات عربية مختلفة؟ لماذا لا يفوز فيلم عربي بالأوسكار؟ هل لا يزال هناك نقد سينمائي وهل هو ضروري؟
> أي من هذه الطروحات إن لم يتضمن تحليلاً فهو رصف كلام. وحتى مع التحليل يبقى تكراراً لما سبق، وتم الحديث فيه منذ أن أرسل الروس والأميركيون صواريخ إلى القمر. لكن هذه الأسئلة ما زالت ماثلة، ولا داعي لذكر تفاصيلها لكي لا نفتح نقاشات أخرى غير مجدية.
> في هذه الأثناء، يعمل المخلصون من أهل السينما بعيداً عن النظريات والنقاشات وينجحون: مهرجان البحر الأحمر يعيّن أشهر مخرجي أستراليا (باز لورمَن) رئيساً للجنة التحكيم. نقابة الكتاب الأميركيين أبرمت عقداً مع استوديوهات هوليوود بعد إضراب استمر نحو 5 أشهر. «غولدن غلوبز» تضيف جائزتين لحفلتها المقبلة: جائزة أفضل فيلم فني، وجائزة أفضل فيلم جماهيري. المخرج مارتن سكورسيزي يدعو لإنقاذ السينما من أفلام الكوميكس.
> هذه هي بعض المسائل المهمّة التي تقع في غمار أيامنا الحالية. وأضيف من عندي ظاهرة انتشار الكتاب السينمائي أو عودة الروح إليه بعد نكسات متوالية.
> هيئة الأفلام السعودية في سبيلها لإطلاق أكثر من 20 كتاباً سينمائياً لأكثر من 20 ناقداً ومؤلّفاً في العام المقبل. هذا جهد من يريد للثقافة السينمائية أن تستمر ويصمّم على أن السينما المنشودة لا بدّ لها أن تحتوي على كل النشاطات الإبداعية من مهرجانات وإنتاجات وإحياء كتب ومجلات.
> عدد مجلة «سينياست» الأميركية (واحدة من قلّة ما زالت تصدر بلا توقف منذ إطلاقها سنة 1967) الأخير ضمّ نقداً لعشرة كتب جديدة عن السينما وفي كلمة رئيس تحريرها «هذا قليل مما يُصدر من كتب في المجال هذا». لو جمعنا هذه العشرة إلى جانب العشرات التي تصدر شهرياً في فرنسا وبريطانيا واليابان وسواها من الدول، لوجدنا عدداً يدحض ما يُشاع عن نهاية تأثير الكتاب السينمائي.
> في المقابل، أصدر مهرجان «أفلام السعودية» عدداً كبيراً من الكتب المختلفة في العامين الماضيين (بينها كتابان لهذا الناقد) مكملاً ما كانت مهرجانات عربية سابقة له بدأته ومن ثَمّ توقفت.